فجر الكشف المتوالي عن فضائح دولة الإمارات داخليا وخارجيا مؤخرا موجة انتقادات حادة إلى وسائل الإعلام خاصة الرسمية فيها.
وتصدرت الإمارات عناوين الأخبار في عدة فضائح في الأيام الأخيرة، أبرزها ما كشفته وكالة “رويترز” العالمية للأنباء عن ملف التجسس في الدولة الذي أسسته أبوظبي وأخضعت الشعب الإماراتي كله.
تزامن ذلك مع أزمة الصادرات الإماراتية للسعودية والتي رافقها جدل إعلامي واسع النطاق يفضح سوء للصناعات الوطنية الإماراتية.
ويترافق هذا مع تكرار فضائح دولة الإمارات في حروبها وتدخلها العسكري في كل من اليمن وليبيا خدمة لأطماعها ومؤامراتها لنشر الفوضى والتخريب.
وانتشرت الوسوم المناهضة لدولة الإمارات على مواقع التواصل الاجتماعي بينها #الامارات_دولة_تجسس و#مقاطعة المنتجات_الإماراتية و#طرد_الامارات_من اليمن وحظيت بتفاعل واسع شعبيا.
ويتم ذلك وسط صمت مطبق من وسائل الإعلام الإماراتية التي كعادتها عجزت عن الرد أو محاولة الدفاع عن الدولة في ظل خضوعها الكامل للنظام.
ودفع ذلك شخصيات في الإمارات بدل المطالبة بإجراء تحقيق محلي في الموضوع، أو على الأقل مطالبة الحكومة بتوضيح موقفها إلى لوم ضعف وسائل الإعلام المحلية رغم وجود مئات وسائل الإعلام والميزانيات الكبرى وآلاف الإعلاميين الموالين.
إعلام دولة الامارات العربية المتحدة أعتقد في موت سريري.
— Prof. Jamal Sanad Al-Suwaidi (@suwaidi_jamal) December 15, 2019
سؤال مهم ومثير يطرحه الاستاذ الدكتور جمال السويدي .. ونحن في نهايات عام 2019 وعلى اعتاب #عام_الاستعداد_للخمسين https://t.co/TSDRWWjs7g
— محمد الحمادي ?? (@MEalhammadi) December 15, 2019
اقترح في سياق ذلك أن تبادر جمعية الصحفيين بتحليل وتفسير ووضع تصور للرد علي السؤال وذلك من خلال صيغة ما ( مؤتمر ، منتدي ، خلوة … إلخ.. ومن ثم ورفع قراءة علمية للمجلس الوطني للأعلام تهدف لتصحيح المسار https://t.co/HUCCTWcuZK
— Aisha Alnuaimi (@AishaAAlNuaimi) December 15, 2019
وفي ظل سيطرة العقلية الأمنية في التعامل مع الإعلام وحرية الرأي والتعبير عبر سلسلة من القوانين التي تمثل سيفاً مسلطاً على كل من يعبر عن رأيه حول السياسة الداخلية أو الخارجية للدولة، لا تملك وسائل الإعلام الإماراتية القدرة على ممارسة حرية الرأي والتعبير بقدر ما تقوم بممارسة التضليل، لأن هذه الوسائل تخضع لإدارة ورقابة صارمة من جهاز أمن الدولة “حارس البوابة” الذي يناضل لتبقى كلمته هي السائدة والوحيدة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وبما أن وسائل الإعلام الرسمية تخضع لرقابة جهاز أمن الدولة يلجأ المواطنون للتعبير عن آرائهم على شبكات التواصل الاجتماعي لكن الإمارات تشارك بشكل منتظم في المراقبة على الإنترنت للصحافيين والناشطين الذين غالباً ما يقعون ضحية لقانون الجرائم الإلكترونية لعام 2012. ما جعلهم عرضة للخطر بحسب ما أورده تقريري للمركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وينص القانون في الإمارات على عقوبات بالسجن وغرامات مالية كبيرة بحق كل من ينتقد سياسة الدولة أو يطالب بإصلاحات عبر الإنترنت، وهو الانتقاد الذي يطلقه ناشطون حقوقيون، أشاروا إلى أن الرقابة المفروضة من قبل السلطات الإماراتية على شبكة الإنترنت والصحافة تضاعفت، كما أنها كثفت جهودها لإسكات المعارضين، والحد من حقهم في حرية التعبير.
وبحسب هذه القوانين فعلى المؤسسات الإعلامية أن تلتزم بالأنظمة والضوابط التي تصدر عن المجلس كما تلتزم بتقديم المعلومات والبيانات التي يطلبها المجلس لتحقيق أغراضه في انتهاك للحق في المحافظة على سرية المصادر الصحفية والإعلامية التي كفلتها المعايير الدولية ذات الصلة.
ورسم مجلس وزراء دولة الإمارات قرار رقم 23 لسنة 2017 في شأن المحتوى الإعلامي لتبسط بذلك سلطات دولة الإمارات سيطرتها ورقابتها المطلقة على طباعة أو تداول أي محتوى إعلامي.
وفرضت على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وأي شخص يقوم بطباعة أي مطبوع داخل الدولة على الحصول على إذن وترخيص مسبق طبقا للمادة 6 من القرار حتى تضمن بذلك رقابتها المسبّقة على كل محتوى إعلامي وعلى غيره من المطبوعات وللمجلس وقف أو حظر أي مطبوع غير حاصل على الإذن وتوقيع الجزاءات على المخالف.
ويشمل الترخيص والإذن المسبق معارض الكتب وعلى إدارة معارض الكتب تزويد المجلس بقائمة عناوين المطبوعات قبل عرضها كما يشمل الإذن كذلك الأفلام السينمائية قبل عرضها في دور السينما.
كما وضعت سلطات دولة الإمارات ضمن المادة 4 من خلال القرار المذكور خطوطا حمراء يحظر على كل مطبوع أو منشور أن يخرقها ومن الخطوط الحمراء وقائمة الممنوعات نجد احترام نظام الحكم في الدولة ورموزه ومؤسساته والمصالح العليا للدولة وللمجتمع وعدم نشر ما يسيء للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي واحترام توجهات وسياسات الدولة وعدم الإساءة للنظام الاقتصادي والقضائي والأمني في الدولة وعدم نشر أو تداول ما من شأنه الإساءة للعملة الوطنية أو الوضع الاقتصادي في البلاد.
وتعمدّت سلطات الإمارات صياغة جملة الممنوعات والمحظورات بشكل فضفاض حتى يسهل لها السيطرة على المحتوى الإعلامي وتعقب المدونين والناشطين الحقوقيين والإعلاميين والصحفيين الأحرار فكل منشور أو مطبوع يكشف انتهاك حقوق الإنسان والتفرد بالحكم أو ينتقد تجاوزات الأمنيين ويرصد مخالفة المحاكمات لضمانات المحاكمة العادلة وينتقد الخيارات الاقتصادية لدولة الإمارات وغياب الشفافية والحوكمة والإدارة الرشيدة سيقع تحت طائلة الحظر والمنع.
كما تطال الرقابة الإعلام الإلكتروني وقد تشكلت لجنة هي لجنة رقابة المواقع الإلكترونية مهمتها الرقابة على محتويات المواقع الإلكترونية وهي من تتولى حجب المواقع المخالفة لاشتراطات سلطات دولة الإمارات.