تعرض وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش للإهانة عقب إلقائه مداخلة في لندن قوبل باحتجاجات واسعة وسخرية مما ساقه من مزاعم للتغطية على دور بلاده الإجرامي في منطقة الشرق الأوسط.
وألقى قرقاش كلمته في مؤسسة (بوليسي إكستشينج) للأبحاث وهي مركز بحثي يميني متطرف سبق أن استضافت مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولدى انتهاء كلمته ومحاولته على عجل مغادرة القاعة تعرض قرقاش لهتافات معادية له من محتجين وحضور في مقر المؤسسة.
ووصف المحتجون قرقاش بأنه إرهابي ومجرم حرب ومشارك في عمليات القتل التي تنفيذها بلاده في اليمن وأنه يدعم الإرهاب.
كما ردد المحتجون هتافات مناهضة ضد حصار قطر والدور الإماراتي المشبوه والعدواني في عديد الدول مثل ليبيا ومصر واليمن.
يا مجرم .. يا قاتل أطفال وأبرياء #اليمن .. يا داعم إنقلاب عسكر #مصر .. يا محاصرين #قطر ..
بهذه العبارات استقبل وزير الدولة لشؤون الخارجية و " تويتر " الإماراتي أنور قرقاش في شوارع بريطانيا ..#الامارات pic.twitter.com/eKT5kYIheC— جابر الحرمي (@jaberalharmi) July 26, 2018
وقبل ذلك جرى مقاطعة قرقاش في عدة مناسبات بهتافات من الحضور احتجوا على ما تضمنته كلمته من مزاعم للتغطية على دور بلاده الإجرامي وفندوا فيها ما تمارسه من تمويل للإرهاب ورعايته في عديد البلدان.
وسخر المحتجون من عبارات قرقاش بشأن حرص بلاده على الاستقرار والسلام وحقوق الإنسان واتهموا بأنه واجهة مسرحية مكشوفة لجرائم حكام الإمارات.
وفي كلمته عرض قرقاش بأن تقوم الإمارات بلعب دور وكيل أمني للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال قرقاش إن الإمارات مستعدة لتحمل المزيد من العبء الأمني في الشرق الأوسط لأنها لا تستطيع الاعتماد بعد الآن على العمليات العسكرية لحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف “نحن مستعدون لتحمل المزيد من عبء الأمن في محيطنا، ونعلم أنه لم يعد من الممكن مواصلة الاعتماد على الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لقيادة مثل هذه العمليات العسكرية”.
واعتبر قرقاش أن الإمارات “أصبحت مركزا لوجيستيا مهما في المنطقة” في إشارة إلى مخططاتها التوسعية في العديد من بلدان الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.
وحرض قرقاش في كلمته على كل من إيران وحزب الله اللبناني، وقال إن الإمارات تأمل “أن يؤدي الضغط الأمريكي على إيران إلى عودتها لطاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق أوسع من الاتفاق النووي، اتفاق يشمل الصواريخ الباليستية لإيران وتدخلها الإقليمي”.
وذكر أن “تغيير النظام في إيران لا يهمنا والأمر يعود للشعب الإيراني، وما يقلقنا هو النهج العدائي لإيران ومحاولاتها لزعزعة استقرار المنطقة.
وادعى أن تدخل حزب الله في اليمن جاء “امتدادا لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة”، وأن إيران تحاول بناء حزب الله جديد في المنطقة وعلينا مواجهة فكرها المتطرف.
واتهم قرقاش الحكومة الإيرانية بأنها تتعامل بشكل عدائي مع الدول العربية وخاصة دول الخليج.
وسعى قرقاش إلى التخفيف من حدة الأطماع التي تدفع ببلاده إلى شن حربا عدوانية على اليمن.
وقال بهذا الصدد “هدفنا الاستراتيجي في اليمن حل الأزمة في الحديدة وإيصال المساعدات”، زاعما أن مطالب الحوثيين المبالغ فيها لن تساعد في حل الأزمة اليمنية، حيث تشكل الميليشيات الحوثية خطرا على أمن المنطقة.
وأكد الوزير الإماراتي أن الدول الغربية “شريك” لبلاده في مواجهة ما وصفه الإرهاب.
كما حرض قرقاش على حركات الإسلام السياسي، زاعما أن “منهج الإسلام السياسي مختلف تماما عن النهج الصحيح للإسلام”، مشيرا إلى أن الإمارات خسرت الكثير من الأرواح الأعوام الماضية “بسبب الأفكار المتطرفة، ولا بد من مواجهة المتطرفين في الخارج قبل وصول تأثيراتهم إلى داخل البلاد”.
وتابع قرقاش: شاركنا بـ 12 ألف جندي إماراتي في أفغانستان للقضاء على فكر القاعدة المتطرف”.
كما حرض الوزير الإماراتي على دولة قطر واتهما بأنها تواصل محاولات زعزعة الاستقرار في العديد من الدول العربية، وذلك للتهرب من فرض بلاده مع السعودية والبحرين حصارا على الدوحة منذ أكثر من عام.