كشفت تسريبات إسرائيلية عن عقد لقاء سري بين جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد بشكل سري.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن كوشنير الذي يقوم بجولة شرق أوسطية جديدة للترويج لخطته حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التقى في المغرب محمد بن زايد.
وذكرت الصحيفة أن اللقاء السري بحث دفع الخطة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة باسم صفقة القرن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن اللقاء بين كوشنر ومرافقيه وبن زايد كان سيعقد في الإمارات لكنه تقرر عقده في المغرب حيث يتواجد بن زايد حاليا.
ولم تعلق وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية بشأن اللقاء.
ووصف المصدر الأميركي محادثات مستشار ترامب مع بن زايد بالمثمرة، مشيرا إلى أنها تأتي عقب ورشة البحرين التي عقدت أواخر يونيو/حزيران الماضي، وتم خلالها الكشف عن الشق الاقتصادي من الخطة الأميركية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي يرجح الإعلان عنها برمتها قبل نهاية العام الحالي.
وبالإضافة إلى جاريد كوشنر، ضم الوفد الأميركي نائبه آفي بركويتز، والمبعوث الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والمبعوث الخاص بإيران برايان هوك.
وقالت جيروزاليم بوست إن الوفد ناقش أين يجب أن يتمركز التمويل الذي يفترض توفيره للخطة الاقتصادية الأميركية، ودعم وجوده في البحرين، لإظهار أن دول المنطقة تقف وراء الخطة.
وتعد الخطة الأميركية بإنشاء صناديق وضخ عشرات مليارات الدولارات فيها لاستخدامها في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية ولبنان ومصر والأردن.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن مسؤولا أميركيا أبلغها الأسبوع الماضي أن جولة الوفد الأميركي بقيادة جاريد كوشنر تهدف لإتمام الشق الاقتصادي من الخطة الأميركية، وبحث موارد مالية محتملة لتمويل هذا المشروع.
وكان مسئولون فلسطينيون طالبوا المسئولين العرب بعدم اللقاء مع كوشنير ومرافقيه ورفض صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ودفع وتيرة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل.
وسبق أن كشفت تسريبات أمريكية موثوقة أن مقترحات محمد بن زايد هي جوهر خطة صفقة القرن الأمريكية الساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن كوشنير اعتمد على مقترحات بن زايد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن ابن زايد هو أول من قدم رؤية لتسوية من الخارج للقضية الفلسطينية وتبنتها إدارة ترامب.
وأضافت أن هذه المقترحات هي ذاتها التي رفضتها من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وكانت إدارة ترامب تخطط للكشف عن خطتها بعد شهر رمضان، ولكن تم تأجيل إعلانها بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة، مما استدعى تنظيم انتخابات جديدة.
كما أكدت مصادر إسرائيلية أن كل من الإمارات والسعودية وافقتا على صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة إعلاميا “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية.
ونقل موقع (ديبكا) الإسرائيلي عن مسؤولين كبار في واشنطن وتل أبيب تأكيدهم أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستعلن منتصف الشهر المقبل حتى لو أن الفلسطينيين رفضوا خطوطها العامة.
وقال الموقع إن “خمسة مسؤولين في الإدارة الأمريكية أبلغوا الإعلام بذلك، وأن تعليمات كانت صدرت لجاريد كوشنر، صهر ترامب، وغرينبلات مستشاره لشؤون المفاوضات، بأن يجملا الخطة لإطلاقها يوم افتتاح السفارة في القدس لكن عقبات حالت دون ذلك”.
ولفت الموقع إلى أن ترامب” ناقش الخطة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الإماراتية محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب الموقع فإن كل من بن سلمان وبن زايد وافقا على الخطة، فيما رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حضور الاجتماعات ومناقشة الخطة.
وكان “ديبكا” نشر بتاريخ 27 أبريل/نيسان الماضي، معظم بنود هذه الخطة، ولعل أهمها: قيام دولة فلسطينية على قطاع غزة وحوالي نصف الضفة الغربية، بسيادة محدودة، وسيظل الأمن بيد إسرائيل في معظم أنحاء الضفة، كما أن السيادة الأمنية على نهر الأردن ستظل بيد إسرائيل.
وفي القدس ستنقل الأحياء العربية إلى سيادة الدولة الفلسطينية عدا البلدة القديمة التي ستظل تحت السيادة الإسرائيلية، وستعلن أبو ديس عاصمة لفلسطين بحسب الموقع المتخصص في التحليلات الأمنية والاستخبارية.
وبخصوص الأماكن الدينية الإسلامية، فستتقاسم الأردن وفلسطين السيادة الدينية عليها، وستلحق غزة بالدولة الفلسطينية بعد موافقة حماس على نزع سلاحها.
وتخلو الخطة من الحديث عن اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، إلا في صيغة تقوم على آلية تعويض يديرها المجتمع الدولي.
وملخص الخطة أن إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، وفلسطين بسيادتها المحدودة هي الوطن القومي للفلسطينيين.
وجاء نص البنود التسعة الحالية من الخطة المتوقع إعلانها يونيو/حيران المقبل، كالتالي:
1- ستقام دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة، عبر نصف الضفة الغربية وكل قطاع غزة.
2- ستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية لمعظم الضفة الغربية ومعابر الحدود.
3- سيبقى وادي الأردن تحت السيادة الإسرائيلية، وستتولى مهام السيطرة العسكرية عليه.
4- ستذهب كافة الأحياء العربية في القدس الشرقية إلى الدولة الفلسطينية، باستثناء المدينة القديمة، التي ستكون جزءا من القدس الإسرائيلية.
5- أبو ديس، شرق القدس، هي العاصمة المقترحة لدولة فلسطين.
6- ستشارك فلسطين والأردن الرعاية الدينية على مساجد المدينة القديمة.
7- سيتم دمج غزة في الدولة الفلسطينية الجديدة، بشرط موافقة حماس على نزع السلاح.
8- لا يوجد بند في خطة لـ”حق العودة” للاجئين الفلسطينيين، لكن سيتم إنشاء آلية تعويض وإدارة من قبل المجتمع الدولي.
9- الاعتراف بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي، وفلسطين بسيادة محدودة كوطن للفلسطينيين.