موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حصري: كيف تُدار تجارة الموت من كولومبيا إلى الإمارات ببصمة إسرائيلية؟

1٬732

في أعماق الشبكات المعقدة التي تمولها الإمارات، تبرز شركات “الواجهة” التي تدير تجارة الموت، والتي تمتد من بوغوتا في كولومبيا إلى ميادين القتال في اليمن وليبيا والسودان.

ويتزايد الحديث عن دور هذه الشركات في تأجيج الحروب والانتهاكات الإنسانية، حيث تستغل الفجوات القانونية لتوظيف مرتزقة ينفذون أعمالًا مشبوهة بعيدًا عن الأنظار الرسمية.

لكن عندما ننظر عن كثب، نكتشف وجود بصمة إسرائيلية في قلب هذه العمليات، تسرّب الذراع العسكرية للإمارات إلى ساحات القتال تحت غطاء شركات أمنية، حيث تعمل هذه الشبكات بعيدًا عن الأضواء، لكن صداها يصل إلى أعماق الصراع الدولي.

شركات الواجهة: القنابل الموقوتة لتأجيج الحروب

تُعد شركات الواجهة التي تُسجل في دول مثل كولومبيا والمملكة المتحدة نقطة محورية لهذه الشبكة، حيث يتم استغلال كل ثغرة قانونية وملاذ آمن لجلب القوات المقاتلة.

Security Global Group Service (SGGS) – بوغوتا

تقع هذه الشركة في قلب العاصمة الكولومبية بوغوتا، حيث تديرها مجموعة من الضباط المتقاعدين من الجيش الكولومبي. تبدو الواجهة هذه كإحدى الشركات الأمنية التي توفر خدمات “الحماية”، لكنها في الحقيقة تقوم بتوريد المرتزقة إلى جبهات القتال في مناطق الصراع، تحديدًا في اليمن وليبيا.

من خلال هذه الشركة، يتم التلاعب بالقانون الكولومبي، إذ يُقال إن هؤلاء الجنود يعملون في حماية الشخصيات، لكنهم في الواقع يتورطون في عمليات قتال ميداني.

SI4A – ميديلين

أما في مدينة ميديلين الكولومبية، تبرز شركة SI4A كأداة تدريبية أخرى، حيث تقدم برامج “الأمن والحماية”، لكنها تركز بشكل غير مباشر على تدريب الجنود على العمليات القتالية خارج الحدود.

يُشاع أن هذه الشركة تتلقى تمويلًا من شركة فجر الإمارات للأمن، التي تعد واحدة من أكبر اللاعبين في سوق التوظيف العسكري الخاص في المنطقة.

Lancaster 6

تُعد شركة Lancaster 6 البريطانية واحدة من أوسع الشركات التي تمثل الواجهة الإماراتية في الخارج، رغم أن ظهورها كشركة بريطانية كان لتوفير غطاء شرعي.

وتُدار هذه الشركة من قبل أفراد تابعين مباشرة للمكتب الأمني لأخوة بن زايد، وتلعب دور الوسيط بين الإمارات وميادين القتال في اليمن وليبيا.

يتولى الإماراتيون مسؤولية تقديم الخدمات الأمنية والقتالية في المناطق التي تتعرض لصراعات مسلحة، حيث يتم إرسال الجنود إلى مناطق مثل بنغازي أو جيبوتي، عبر تحركات محسوبة بعناية لتجنب الرقابة الدولية.

آلية النقل: كيف يُخدع الجنود؟

تبدأ العملية بهويات وهمية يُصمّمها المعنيون بالعملية، حيث يُنقل الجنود تحت غطاء وظيفي غير حربي، فغالبًا ما تُصدر لهم تذاكر سفر على خطوط تجارية، تحمل صفة “عمال أمن” أو “حراس شخصيين”.

هؤلاء يمرون عبر تأشيرات عمل رسمية من دول الخليج، وتُسهل لهم الإجراءات للدخول إلى الإمارات، حيث يتم تدريبهم على أيدي ضباط إماراتيين في معسكرات منتشرة في أبوظبي والعين.

وبعد الانتهاء من التدريب، يُعاد إرسالهم إلى ساحة المعركة عبر محطات وسيطة مثل جيبوتي أو بنغازي، لتجنّب الانتباه الدولي.

بصمة إسرائيلية في تجارة الموت

بينما يبدو أن هذه الشركات تتعامل مع الأمور العسكرية بعيدًا عن الأنظار، فإن هناك حقيقة مؤلمة تكشف النقاب عن الوجه الإسرائيلي في تلك العمليات.

وبالرغم من أن الإمارات تقود هذه الشبكة المظلمة، إلا أن إسرائيل تظل وراء الستار، تساهم في تدريب المرتزقة الكولومبيين على أساليب القتال العسكري المتقدم. يجري تدريب هؤلاء الجنود في دورات “خاصة” بإشراف ضباط إسرائيليين، تحت إشراف إماراتي.

ويحرص الإسرائيليون على تقديم برامج تدريبية تتمحور حول أساليب مكافحة الإرهاب والحروب غير التقليدية، ويعملون على تجهيز هؤلاء الجنود للقتال في جبهات مثل اليمن أو ليبيا أو السودان.

تظهر آثار هذه العلاقة الإسرائيلية في الساحات القتالية، حيث يتم استخدام الجنود الكولومبيين لمحاربة أعداء الإمارات والمصالح الغربية في المنطقة.

لكن، كما هو الحال في أي صراع، تظل هذه الحروب بلا رحمة على المدنيين، الذين يصبحون ضحايا لتجارة الموت الإماراتية، التي تجلب القتل والتدمير باسم “الأمن”.

الصراع في السودان: انكشاف فضيحة الإمارات

لقد حاولت الإمارات، عبر هذه الشبكة المظلمة، القيام بدورٍ في الصراع السوداني من خلال دعم المجموعات المسلحة المرتبطة بشركات الأمن الخاصة.

لكن الأمور انكشفت في أحد العمليات الكبرى عندما تمكنت القوات السودانية من إسقاط طائرة إماراتية كانت تحمل عناصر من هذه الشبكات.

الفضيحة لم تكن فقط في فشل العمليات الأمنية، بل في كشف تواطؤ الإمارات مع القوات الإسرائيلية، التي كانت وراء تدريب الجنود الكولومبيين.

هذه الحادثة أسقطت الكثير من الستار عن دور الإمارات في تجنيد وتوجيه المرتزقة، وأعطت ضوءًا كاشفًا للمجتمع الدولي حول حجم هذه الشبكات المتورطة في الصراعات المسلحة.

محمد بن زايد وتجار الحروب

تستمر الإمارات في استخدام شبكات شركات الواجهة هذه لدعم مصالحها العسكرية والاقتصادية في مناطق متعددة من العالم. وفي كل مرة، يظهر دور إسرائيل بوضوح في مساعدة الإمارات في هذه المهام، ولكن من بعيد.

تحت غطاء شركات الأمن الخاصة، يتم توجيه الجنود نحو الحرب، ويتلقون تدريبات متخصصة على أيدي ضباط إسرائيليين، لتصبح المنطقة أكثر قتامة، وأقل استقرارًا.

هذه الشبكات المظلمة في تجارة الموت تكشف النقاب عن الدور المزدوج الذي تلعبه الإمارات، حيث تتورط في الحروب تحت غطاء العمليات الأمنية، في الوقت الذي تستفيد فيه من الفوضى لتوسيع نفوذها العسكري والاقتصادي.

في النهاية، يبقى المواطنون في هذه البلدان هم الضحايا الوحيدون، بينما تزداد عمليات بيع السلاح، وتزداد أعداد الأرواح المهدورة باسم الاستقرار والأمن.