هاجمت صحيفة “لوموند” الفرنسية واسعة الانتشار، بشدة دولة الإمارات وقالت إنها تلعب دور حفاري القبور للثورات العربية ومساعي التحول الديمقراطي.
وأبرزت الصحيفة أن الإمارات تتزعم منذ سنوات طويلة حلف الثورة المضادة ضمن مساعي نظام أبوظبي لتكريس الاستبداد والقمع في الشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة أن فرنسا خسرت خلال السنوات الماضية جزءا مهما من نفوذها في منطقة المغرب العربي بسبب العلاقة التي تجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
ورأت الصحيفة أن ماكرون وفقا لتلك العلاقة كان يتبع السياسات الفاشلة لمحمد بن زايد في تلك المنطقة وتحديدا في ليبيا والجزائر والمغرب، مقابل مبادرات هامشية يقدمها الحاكم الفعلي لأبوظبي.
وذكرت على سبيل المثال تكفل محمد بن زايد بترميم مسرح نابليون الثالث في فرنسا خلال الشهر الماضي.
وفي ليبيا، ورط محمد بن زايد حليفه ماكرون في تقديم دعم حاسم للمشير مجرم الحرب خليفة حفتر ما شجع الأخير على إعادة إطلاق جولة جديدة من الحرب في 2019 ونسف جهود الوساطة الأممية.
لكن في النهاية، انتهى الأمر بخسارة حفتر وداعميه الحرب لفائدة الحكومة الانتقالية ما يعني أن فرنسا خسرت نفوذها في ليبيا لصالح تركيا.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ماكرون كان سيستفيد من التدخل في الأزمة المزعزعة لاستقرار منطقة المغرب العربي على أقل تقدير، لو لم يترك الأمر لمحمد بن زايد.
واستشهدت بتدخلات حاكم أبوظبي في تونس وفي الأزمة الجزائرية-المغربية، مؤكدة أنه في الأخيرة يهدد بتغذية نقمة الجيش الجزائري تجاه فرنسا.
وذكرت الصحيفة أن بن زايد الذي أذلته نكسات حفتر في ليبيا، سعى للانتقام في تونس، وقدم حوافز لرئيسها قيس سعيد ساهمت بتنفيذ الأخير انقلابا على البرلمان والحكومة وتوليه كافة السلطات في 25 يوليو/ تموز الماضي، بينما تجاهلت باريس دعم الديمقراطية الناشئة في تلك الدولة.
ورجحت صحيفة لوموند أن تكون الآمال الكبيرة للسلطات التونسية الجديدة تجاه الإمارات مخيبة للآمال إذ أن بن زايد، الذي فقد مصداقية التجربة التونسية ذات يوم، سيكون متسقا مع قناعاته المعادية للثورة من خلال رفضه إنقاذ بلد تجرأ خلال العقد الماضي، على بناء مشهد تعددي.
أما في المغرب، فتشير الصحيفة إلى أن محمد بن زايد شجع حكامها على التطبيع مع إسرائيل، مقابل اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
وبحسب الصحيفة، فإن الإمارات لا تلعب دور حفاري قبور التحول الديمقراطي في تونس فحسب، بل تلعب أيضا دور رجال الإطفاء في التصعيد المستمر بين الجزائر والرباط، مع انهيار العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا وحظر المجال الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي.
وأوضحت الصحيفة أنه أمام تدخل محمد بن زايد في الأزمة الجزائرية-المغربية، فإن ذلك سيغذي نقمة الجيش الجزائري تجاه فرنسا.
وخلص التقرير إلى أن محمد بن زايد أصبح يمثل خطرا كبيرا على فرنسا في المغرب الغربي، أكثر حتى من تركيا التي لطالما اتهمها الرئيس الفرنسي بمحاولة بسط النفوذ في تلك المنطقة، محذرة من خطر تفاقم الاضطرابات بين فرنسا ودول المغرب العربي في ظل سياسات ماكرون وتحالفه مع أبوظبي.