بدأت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا حراكا دوليا لتدويل قضية تدخل نظام الحاكم في دولة الإمارات في البلاد ودورها التخريبي بدعم ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر.
وبرز هذا الحراك في خطاب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تسمية الإمارات ومصر وفرنسا بوصفها الدول الداعمة لحفتر، واستنكاره لموقفها.
وندد السراج بمواقف الإمارات الداعمة لحرب حفتر على العاصمة طرابلس منذ عدة أشهر مع سعيه إلى تجريم حفتر دولياً كخطوة مهمة لإقصائه عن المشهد المقبل.
وتعمل لجان حكومية في ليبيا منذ مدة على توصيل أدلة لمحكمة الجنايات الدولية عبر مندوبها المعترف به لدى المحكمة لـ”إثبات جرائم حفتر” والدول الداعمة له وفي مقدمتها الإمارات.
وقال مسؤول حكومي ليبي إن تشديد السراج على ضرورة إرسال بعثة لتقصي الحقائق يأتي في هذا الإطار للتحقق من صدقية تلك الأدلة التي ترسل تباعا، مشيراً إلى أنّ الاتجاه يسير بشكل جيد.
ويرى مراقبون أن خطوة السراج الجديدة باتجاه تسمية الدول الداعمة لحفتر جيدة وبالاتجاه الصحيح وسيكون لها أثرها في الاجتماعات المقبلة في نيويورك أو في برلين كما ستؤثر في مواقف دول كبرى كالولايات المتحدة التي تتواجد فيها لوبيات إماراتية على الأخص تضغط في صالح حفتر.
ويرجح المراقبون أن يفسح تغير المواقف الدولية بشأن حفتر مجالاً أوسع لتوصيل حليف الإمارات إلى محكمة الجنايات الدولية خاصة أن الجهات الدولية ستشير على الأقل إلى تحرك لجمع الأدلة، فهي لن تستطيع تجاهل مطالب حكومة الوفاق المتزايدة بشأن جرائم حفتر.
وحرب حفتر على طربلس شكلت منزلقاً خطيراً وتعقيداً للأزمة بشكل كبير وليس من السهل التوصل لشكل سياسي للحل بعد انقلابه على المسار السابق.
وكان السراج استنكر ما تقدمه دولة الإمارات ومصر من دعم مباشر لمن وصفه بمجرم الحرب واللواء المتمرد خليفة حفتر ضمن مؤامرات نشر الفوضى والتخريب في البلاد.
ودعا السراج خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق فيما يجري في بلاده، وطالب بإدراج حفتر على قائمة العقوبات الدولية ومحاسبة داعميه.
وأعرب السراج عن أسفه لكون “ليبيا تمرّ بأزمة خطيرة بسبب تدخل أجنبي سلبي”، منتقدا أدوار كلّ من الإمارات التي “سمحت لنفسها بأن تكون منصة إعلامية للمليشيات”، و”مصر التي تريد إعطاء دروس لليبيا”، مشيرا إلى العثور على “صواريخ فرنسية” في منطقة انتزعتها قواته من قوات حفتر.
وقال السراج بأن قوات الحكومة هي التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية وأخرجته من مدينة سرت. واعتبر أن “ما شجّع مجرم الحرب هذا هو حصوله على دعم دول أجنبية”، لكنه أكد “سنهزمه بغضّ النظر عمّن يدعمه”، مؤكّدا رفضه أي حوار مع حفتر.
وقبل أيام جدد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا اتهامه لقوات حفتر بالاستعانة بالمرتزقة والطيران الأجنبي، وقال إن لديه معلومات “مؤكدة” عن أن الهجوم الذي شنته قوات حفتر أخيرا كان مدعوما بالمرتزقة ومسنودا بالطيران الأجنبي.
وسبق أن اعترف العقيد فوزي بوحرارة القائد بقوات حفتر في أواخر أغسطس/آب الماضي بأن طائرات مسيرة إماراتية شاركت في هجمات استهدفت مدينة غريان جنوب طرابلس.
وتواصل الإمارات دعم حفتر سياسيا إلى جانب دعمه بالمال والعتاد العسكري، وذلك عبر محاولة ترويجه دوليا خدمة لمؤامراتها التي تستهدف ليبيا.