موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

خطر الحرب الأهلية يتهدد ليبيا بفعل دعم الإمارات ميليشيات حفتر

177

يتهدد خطر الحرب الأهلية ودوامة الفوضى ليبيا بفعل دعم النظام الحاكم في دولة الإمارات ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر خدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب وأطماعها في مقدرات البلاد.

يأتي ذلك في ظل استمرار الصراع حول العاصمة الليبية طرابلس، واستعصاء حسمه لدى طرفيه، ووسط تزايد حصيلة خسائره البشرية والمادية بفعل عدوان حفتر المدعو من الإمارات على العاصمة طرابلس منذ عدة أشهر.

وبات في ليبيا يطفو على السطح خطر تداعياته، ما حدا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، إلى التحذير من تطور حرب حفتر على طرابلس إلى “حرب أهلية شاملة مدمرة”.

وأشار السراج، خلال مشاركته في افتتاح أعمال قمة دول عدم الانحياز بعاصمة أذربيجان باكو، إلى إمكانية أن “يتطور العدوان على طرابلس إلى حرب أهلية شاملة مدمّرة، لن يقتصر تأثيرها في ليبيا فقط، بل ستؤثر سلباً بكامل المنطقة، وسيكون لها تداعيات خطيرة على الجميع”.

وشدد السراج على “خطورة نتائج تطور الانقسام السياسي والمؤسسي الذي تغذيه وتدعمه أطراف خارجية”، مطالباً الدول الداعمة لحفتر بـ”مراجعة مواقفها، فمواصلة هذا النهج لا طائل منه، ولا نتيجة له سوى قتل مزيد من الليبيين”.

وتختلف المواقف الدولية، حتى الآن، بشأن استمرار القتال حول طرابلس، رغم إجماعها على استحالة الحل العسكري لأزمة البلاد، إلا أنّ غالبيتها، بما فيها موقف الأمم المتحدة، لا تزال تقف مواقف المتفرج من الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين، وسط العاصمة، من قبل قوات حفتر الذي بدأ من فترة بالتعويل على الضربات الجوية كاستراتيجية جديدة تخوّله الحفاظ على مواقعه بسبب النقص الكبير الذي تعانيه صفوفه لناحية المقاتلين.

ويمكن رسم المشهد في محيط طرابلس بمعسكرَين: الأول معسكر حفتر، ووراءه دول عدة يراوح حجم دعمها بين السياسي والعسكري، وهي الإمارات، ومصر، وروسيا وفرنسا، والثاني معسكر حكومة “الوفاق” التي تحظى بدعم واسع من شرائح مجتمعية ومناطقية غرب البلاد، إضافة إلى مواقف خارجية متباينة. ففيما أعلنت تركيا دعمها للحكومة وعدم تخليها عنها، برزت مواقف لدول الجوار المغربي وإيطاليا ودول عربية أخرى معارضة لظاهرة هجوم حفتر على العاصمة طرابلس، وبالتالي داعمة لموقف الحكومة. وفي الوسط، عشرات المواقف الدولية الغامضة، كالموقف الأميركي وأغلب مواقف الدول الأوروبية، والاتحاد الأفريقي.

ويرى مراقبون أن تحذيرات السراج “واقعية”، فالأفق السياسي الدولي بشأن الأزمة في ليبيا يعاني انسداداً، “وليس أدلّ على ذلك من عجز برلين عن بلورة رؤية موحدة تجمع تحتها الدول الفاعلة في القضية الليبية حتى الآن”.

وبعد مرور سبعة أشهر على هجوم حفتر، باتت المواقف الدولية واضحة، على عكس ما يتوهمه أي مراقب وعلى عكس ما يخفيه المجتمع الدولي، كما أن مواقف الإمارات وحلفاءها الداعمين لحفتر لم تعد خافية، كذلك فإنّ مواقف الآخرين الصامتين تعني أنهم ينتظرون نتيجة الميدان ومن المنتصر.

وباتت الأمم المتحدة أول العاجزين أمام حل الإشكال الليبي في أطره الدولية والمحلية، إذ فشلت في إطلاق ملتقى جامع طالما حشدت إليه بسبب هجوم حفتر على طرابلس، الذي لم تستطع حتى الآن إدانته بشكل صريح، وهي الآن واقعة في أتون صراعات دولية كبرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكبر من دورها في ليبيا.

كما أن توصيف الأمم المتحدة للصراع في ليبيا بـ”حرب الوكالات” مجرد هروب من مسؤوليتها وعدم اعترافها بالفشل، وخروج الصراع في محيط طرابلس عن سيطرة الفاعلين الدوليين الذين يمدونه بالسلاح، يعني توسع رقعته ووقوع البلاد في حرب أهلية واسعة.

وبفعل تدخل الإمارات في ليبيا لم تعد البلاد ساحة صراع أوروبي بمعنى صراع إيطالي فرنسي تقليدي، بل انجرفت إلى أتون الصراع الأميركي الروسي، وهو ما عنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عندما حذرت من تحول ليبيا إلى سورية أخرى.

إذ أن مصالح الدولتين وأطماعهما لن تنحصر في دعم فصيل للسيطرة على طرابلس، فالساحة ستشمل مناطق أخرى، فعين أميركا على مواقع النفط، أما روسيا فعينها على ليبيا بالمجمل، كموطئ قدم استراتيجي جديد في أفريقيا تضيفه إلى ما حققته في سورية.

وعليه فإن ليبيا أصبحت على صفيح ساخن بسبب كثرة الرافضين لحفتر والناقمين عليه، كما أنّ سيطرة حفتر تبدو كاملة على الجنوب والشرق، لكن الصورة غير ذلك، فالقبائل القوية التي كسر شوكتها حفتر لا تزال موجود في أراضيها، مثل المغاربة في الهلال النفطي، والطوارق والتبو في الجنوب، وفي الشرق هناك قبائل وأطياف مجتمعية غير راضية عنه”، مشيراً إلى أنّ عوامل أخرى قد تزيد من تعقّد المشكلة بوجود مشاكل وخلفيات بين كل هذه الأطراف مجتمعة.

ويرى المراقبون أنّ نتائج مشروع حفتر العسكري، في كلتا حالتيه، سواء بالهزيمة أو النصر، ستكون وخيمة على البلاد، وداعميه الخارجيين هم أيضاً ليسوا أصحاب مصلحة واحدة في ليبيا، وهناك تضارب شديد بينهم، بما يتصاعد إلى درجة الصراع.