موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز حقوقي: للإمارات تاريخ طويل من التجسس على النشطاء

202

قال المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان إن لدى دولة الإمارات تاريخ طويل من التجسس على النشطاء والمعارضين.

وأشار المركز في بيان صحفي إلى ما كشفته مؤخرا صحيفة “واشنطن بوست” بأن برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لشركة “NSO” الإسرائيلية كان قد تم تحميله على هاتف زوجة الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أشهر من مقتله.

وذكر التقرير الصادر عن الصحيفة، أن السلطات الإماراتية قامت بتثبيت برنامج التجسس الإسرائيلي على هاتف زوجة خاشقجي حنان العتر، بعد استجوابها في مطار دبي.

جاء في التقرير أن السلطات الإماراتية تمكنت من تثبيت برنامج “بيغاسوس” للتجسس الإسرائيلي على هاتفين يعملان بنظام تشغيل آندرويد، لحنان العتر و حاسوبها المحمول، وكلمات المرور الخاصة بها من قبل عملاء الأمن الذين أحاطوا بها داخل مطار دبي، قبل أن يقتادوها معصوبة العينين ومقيدة اليدين إلى زنزانة تحقيق على أطراف المدينة، على حد قولها، وهناك، تعرضت للاستجواب طوال الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح حول جمال خاشقجي.

وفي تمام الساعة 10:14 من صباح اليوم التالي، 22 أبريل/نيسان عام 2018، قام شخصٌ ما بفتح متصفح كروم على أحد هواتف الأندرويد التي لا تزال في العهدة الرسمية. كشف التحليل الجنائي الجديد بواسطة بيل مارك زاك، من مجموعة Citizen Lab، أن ذلك الشخص كتب بعدها عنوان موقع ويب مستخدماً لوحة مفاتيح الهاتف (يؤدي الضغط عليه إلى اختراق الهاتف أو الكمبيوتر)، ولكنه ارتكب خطأين إملائيين قبل أن ينقر على زر “ذهاب”، ولم تستغرق العملية أكثر من 72 ثانية.

بعدها أرسل الموقع حزمة تجسس تُعرف بإسم “بيغاسوس” إلى الهاتف، وفقاً للتحليل الجديد. على مدار الـ40 ثانية التالية، أرسل الهاتف 27 تقرير حالة من متصفح الويب إلى خادم الموقع، تحمل معها تحديثات حول التقدم المحرز في تثبيت برنامج التجسس.

وقد طوّرت شركة NSO Group الإسرائيلية برنامج التجسس هذا بغرض استخدامه ضد الإرهابيين والمجرمين، على حد قولها.

بينما قال مارك زاك، الذي تعمل مجموعته البحثية بجامعة تورونتو على كشف التجسس السيبراني، إنّ الشركة أعدت موقع الويب المذكور لصالح عميلٍ إماراتي.

يعتبر هذا التحليل الجديد أول مؤشرٍ على أنّ وكالةً حكومية إماراتية وضعت برنامج تجسس عسكري على هاتف شخصٍ من الدائرة المقربة إلى خاشقجي، وذلك خلال الأشهر التي سبقت اغتياله.

حيث أوضح مارك زاك، الذي فحص هواتف حنان داخل مقر صحيفة Washington Post الأمريكية بطلبٍ منها: “لقد عثرنا على الدليل الدامغ في هاتفها”، الذي أعادته إليها السلطات الإماراتية بعد أيامٍ من الإفراج عنها.

كما قال مارك زاك أنّه رأى كيف حاول نظام التشغيل تثبيت برنامج بيغاسوس، لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان برنامج التجسس قد أصاب الهاتف بنجاحٍ أم لا، وهذه الإصابة من شأنها تمكين بيغاسوس من سرقة محتويات الهاتف وتشغيل الميكروفون بدون إذن.

لكنه قال إنّ المشغل الإماراتي لم يكتب عنوان الويب مرةً ثانية، وهو الأمر الذي كان متوقعاً في المعتاد بعد فشل المحاولة الأولى.

تعرض هاتف حنان للمصادرة بعد فترةٍ وجيزة من خطبتها إلى خاشقجي وبدء علاقتهما عن بُعد، حيث اعتاد مناقشة خطط السفر واللقاء داخل الولايات المتحدة وخارجها باستخدام تطبيقات الهاتف لأنهما يسافران باستمرار، خاصةً مع إقامة حنان في دبي وخاشقجي في واشنطن، وذلك وفقاً لحنان وسجلات هاتفها.

وتاريخ الإمارات في سياسة التجسس سيء حيث تعتبر من أسوأ عملاء الشركة الإسرائيلية فقد استخدمت بيغاسوس ضد النشطاء المناهضين للنظام، والصحفيين، وحتى أميرة العائلة الملكية التي حاولت الفرار من والدها بحسب ما كشفته تحقيقات وسائل الإعلام الدولية وغيرها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، كشفت محكمةٌ بريطانية أنّ الشركة الإسرائيلية أنهت تعاقدها مع الإمارات بعد أن استخدم حاكم دبي برنامجها لاختراق هواتف زوجته السابقة ومحاميها- وهو عضوٌ في مجلس اللوردات البريطاني.

وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد كشفت في وقت سابق عن ظهور أدلة جديدة تؤكد أن السلطات الإماراتية كانت تستخدم برامج تجسس من أجل مراقبة الناشطة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق، ابنة معتقل الرأي في السجون الإماراتية محمد الصديق، والتي توفيت في حادث سير في شهر يونيو الماضي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن باحثين في “Citizen Lab” بجامعة تورنتو، قاموا بفحص الأجهزة التي كانت تستخدمها آلاء، ووجدوا أنه قد تم اختراقها باستخدام برامج تجسس إسرائيلية بداية من عام 2015 عندما كانت تعيش في قطر وحتى عام 2020 عندما انتقلت إلى لندن.

تُواصل الإمارات إنكار كافة المزاعم الموجهة إليها. كما لم ترد السفارة الإماراتية في واشنطن على طلبات التعليق المتعددة. لكن الإمارات أنكرت في الماضي المزاعم باستخدامها برنامج بيغاسوس ضد نشطاء حقوق الإنسان وشخصيات المجتمع المدني الأخرى.