تستخدم الإمارات عدة مؤسسات ومراكز أبحاث بينها مركز هداية كواجهة سرية لدعم الإرهاب والتطرف ضمن مؤامراتها لكسب النفوذ والتوسع.
على رأس مؤسسات الإمارات المشبوهة “مركز هداية لمكافحة الإرهاب” الذي أتثبت وثائق اطلعت عليها “إمارات ليكس” أنه ليس له من اسمه نصيب.
إذ انشات الإمارات مركز هداية بزعم مكافحة الإرهاب لكن بدلا من القيام بمهمته المعلنة أصبح راعيا للإرهاب الإقليمي.
يتواصل مركز هداية الإماراتي مع كافة الجماعات الإرهابية في سوريا واليمن والعراق ومصر تحت حجة تحييد الإرهابين.
ولكن هذا التواصل أخذ أبعاد أخرى بحيث أصبح المركز واجهة غير رسمية للتواصل مع الجماعات الإرهابية ودعمها بالمال والتوجيه الديني المسيس الذي يخدم مصالح حكام الإمارات ويحقق توجهات الإمارات في المنطقة.
ويدير المركز المسئول الإماراتي المثير للجدل علي راشد النعيمي الذي يعد حلقة وصل بين الجماعات الإرهابية وحكام الإمارات.
النعيمي: تاريخ طويل في دعم الإرهاب
النعيمي أحد أقطاب رجال الأمن والمخابرات الإماراتية وهو من المقربين من آل بن زايد وأل بن مكتوم حكام الدولة، وله تاريخ مخزي من المؤامرات والمواقف المشينة.
ولعل أهم الأسباب التي جعلت النعيمي إحدى الخيارات الهامة لحكام أبو ظبي هو تاريخه القديم في داخل جماعة الإخوان المسلمين التي انشق عنها بعد أن أغدق عليه عيال زايد المناصب مقال خيانته لجماعته وعشيرته.
ووصف المراقبون لتاريخ النعيمي عدة مرات في المجالس الإماراتية بالخائن الذي لا يؤتمن ويغدر بأصدقائه وأهله من أجل المناصب والمال.
وسبق أن شغل علي راشد النعيمي العشرات من المناصب الهامة في الإمارات من أبرزها:
يشغل منصب الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ومنصب مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم وعضو في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ويرأس تحرير بوابة العين الإخبارية التابعة لحكومة دبي، ومركز هداية لمكافحة الإرهاب وموقع (7 د) نيوز الإخباري بالإضافة لشعبة المعلومات الخارجية في المخابرات الإماراتية ومجموعة العمل الخاصة بالدعاية الموجهة ضد قطر.
ولعل أهم المناصب السرية التي يشغلها النعيمي هي كونه حلقة الوصل مع الجماعات الإرهابية في عدة مناطق من أبرزها سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر مناطق أخرى عديدة بحسب ما كشفته وثائق سرية أمريكية.
النعيمي يدعم الحركات الإرهابية في سوريا
منذ العام 2012 وبعد أشهر من بدأ الأزمة السورية والصراع الداخلي, كان النعيمي سباقاً في المساهمة في زعزعة الاستقرار في البلاد من خلال جلبه المتطرفين والإرهابيين إلى البلد بالإضافة لبناء جماعات إرهابية من خلال التمويل والإعداد المستمر.
وباكورة الدعم للجماعات الإرهابية في سوريا بدأته الإمارات عبر دفع 23 مليون دولار إلى لواء المهاجرين والأنصار في العام 2012 الأمر الذي ساهم بتمدد التنظيم بشكل كبير.
وقام النعيمي بإلقاء عدد من المحاضرات في التربية العسكرية والانضباط وتربية الجهاد الإسلامي تلقاها المئات من عناصر التنظيم في سوريا.
من الجدير بالذكر أن هذا اللواء ضمن تحالف الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، وهو أحد الفصائل الرئيسة المنطوية تحت تجمع جيش الثورة الذي يعد أكبر تجمع عسكري في محافظة درعا.
كما قد شارك لواء المهاجرين والأنصار في معظم المعارك ضد قوات النظام السوري وفصيل جيش خالد بن الوليد الذي كان اسمه سابقا لواء شهداء اليرموك وهو مبايع لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأجرى عدد من قيادات الفصيل زيارات إلى الإمارات بشكل سري تحت حجة مفاوضات الأحزاب السورية. وكان ذلك تغطية على لقاءات أولئك الإرهابيين بالنعيمي وأفراد أجهزة الأمن الإماراتية.
وفي صيف العام 2014 زار النعيمي سوريا لحل مشكلات تنظيمية داخل جبهة فتح الشام لكن جهوده بائت بالفشل حيث حدث انشقاق داخل التنظيم نشأ عنه تكوين وحدات قتالية صغيرة من أبرزها كتائب عيسى بن مريم وكتائب نور الغوطة وسرايا الناصر صلاح الدين وكتيبة سيف الله الشيشاني.
وفي نفس العام قام النعيمي بإنشاء مجموعة قتالية سلفية جهادية عرفت بإسم جماعة القرم الشيشانية حيث تم تمويلها بمبلغ 18 مليون دولار تم من خلالها استقدام مقاتلين إسلاميين من الشيشان بعضهم من جنسيات سعودية قاتلو ضد الروس في معركة جروزني الشهيرة.
وفي العام 2015 قام النعيمي بدعم التنظيم الإرهابي المنبثق عن تنظيم القاعدة “جيش المهاجرين والأنصار” بمبلغ 25 مليون دولار بالإضافة لإمداد التنظيم بخمس شحنات أسلحة تم جلبها من البلقان والجبل الأسود عبر جامعات المافيا التي تتعامل مع الإمارات. قامت تلك المجموعة بقتل وخطف المئات من المدنيين.
تقرير للمخابرات السورية تطرقت في محاضر اجتماع تنسيقية مع جنرالات في الجيش الروسي عن تمويل الإمارات لمجموعات إرهابية صغيرة وتزويدها بأسلحة أمريكية تم شرائها من شركة خاصة في القوقاز ومن ثم تك نقلها إلي سوريا عبر مطار دبي.
وتحدث التقرير بشكل مختصر عن تشكيل الإمارات كتيبة أنصار الشريعة وكتيبة المنتصر بالله وجيش محمد والكتيبة الثانية لواء صقور الجبل وجماعة المرابطين وجماعة جند الشريعة.
وأشار التقرير إلى عدة أسماء إماراتية تطرقت لشخص يطلق عليه أبو صقر النعيمي ومطلق الشامسي.
إنشاء جماعات إرهابية في مصر
تكمن خطورة دور النعيمي في طعن مصر في خاصرة الأمن القومي صحراء سيناء. حيث تقوم الإمارات بدور خطير للغاية وهو دعم الجامعات الإرهابية والجماعات السلفية المتطرفة التي تقوم بقتال الجيش المصري.
ودور النعيمي السلبي برز في نفس الفترة التي نشط بها في سوريا حيث سافر أيضاً إلى مصر وقام بلقاء مجموعات سلفية هناك تم فيها الاتفاق على شن هجمات ضد مدنيين في سيناء على أن يتم إلصاق التهم بحركة الإخوان المسلمين في مصر.
ومن أبرز تلك الجماعات التي دعمها وشكلها جماعة جند الإسلام.
وخطط النعيمي تلك فشلت حيث قامت تلك المجموعة بشن هجمات على الجيش المصري منها تفجير مبنى المخابرات الحربية في مدينة رفح عام 2013.
وعلى الرغم من تلك الحقيقة المرة يستمر النعيمي حتى اليوم بدعم تلك المجموعة التي لا تزال تهاجم الجيش المصري بشكل مستمر.
نشاط النعيمي الذي نكشفه لأول مرة شمل أيضاً قيامه بدعم إنشاء مجموعة مسلحة أطلق عليها “المرابطون” وهي فرع من تنظيم القاعدة ظهر في العام 2015 وقام بشن عشرات الهجمات ضد نقاط عسكرية تتبع للشرطة المصرية جنوب سيناء.
وقام النعيمي عبر وسيط عربي بدعم التنظيم بشحنات من الأسلحة تم شرائها من ليبيا والسودان.
كما أن النعيمي وأثناء زيارته لمصر ومكوثه في إحدى منتجعات في العام 2016 التقى سراً بأحد منظري السلفية الجهادية في سيناء (أبو معاذ السيناوي) وهو من أبرز المنظرين وله شعبية بين أفراد التنظيم في سيناء.
وتقدر المبالغ المالية التي استثمرتها الإمارات في إنشاء مجموعات مسلحة وإرهابية بحوالي 470 مليون دولار ما بين الأعوام 2011 ولغاية 2016، فيما كان النعيمي هو الممول الفعلي والأب الروحي لتلك المجموعات المتطرفة.