موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الفساد وتضارب المصالح يقوضان مشاريع كبرى في الإمارات

385

يتسبب الفساد وتضارب المصالح في تقويض مشاريع كبرى في الإمارات مرتبطة بحماية البيئة في ظل تقديم الاستثمارات الشخصية للمسئولين على الاعتبارات العامة.

ويبرز من ذلك مشروع مبادرة زراعة مليون شجرة بهدف حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية الذي أعلنه نائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد عام 2010 لكنه ذهب أدراج الرياح ولم ينفذ على أرض الواقع.

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المشروع المذكور كان شمل إنشاء مشتل للأشجار الصغيرة لكي تنمو وتنضج قبل إرسالها إلى أجزاء إمارة دبي.

ودخلت شركة اسمها “غرين لاند” في شراكة مع منظمة بيئية تدعمها الحكومة في دبي لتطوير المشتل والبدء بزراعة الأشجار.

وفي ذروة نشاطها توسع المشتل على مساحة 130.000 متر مربع حيث تم ري الأشجار باستخدام المياه الصحية المعاد تدويرها ومياه التحلية. وتم اختيار 30 نوعا من الأشجار لتربيتها والقادرة على مقاومة المناخ الصحراوي مثل أشجار الزيتون والنخيل والغاف المنتشر بشكل كبير في الإمارات.

لكن واقع التنمية العقارية الصارخ بدأ يتفوق على المشروع البيئي وتم تقديم الاستثمارات الشخصية للمسئولين على أهمية المشروع.

وعندما أعلنت دبي القابضة وهي مؤسسة استثمارية تابعة للشيخ محمد عن مشروع مول العالم الذي تم تصميمه لكي يكون أكبر مركز تسوق في العالم بكلفة 25 مليار درهم إماراتي، تقرر بناء المدينة المقببة الزجاجية مكان أكاديمية شرطة دبي والمكان الذي خصص لمشروع المليون شجرة.

وذكرت الجارديان أنه “تم نقل ملكية المكان من أكاديمية الشرطة إلى دبي القابضة في 2014، في عملية مباشرة لنقل أرض المشروع، وتم تأجيل المشروع في عام 2016، وبعد أسبوع تم الإعلان عن مشروع ضخم وهو الجميرة ويمتد على مساحة 4.1 ملايين متر مربع”.

وبحسب وثائق اطلعت عليها صحيفة “الغارديان” فقد تلقت شركة “غرين لاند” التي أسسها حمزة نزال، مذكرات في آذار/ مارس 2017 لنقل الأشجار وإخلاء المشتل قبل أن يتم قطع المياه والكهرباء كجزء من عمليات الإنشاء.

ورد نزال مشيرا إلى مخاطر نقل المشتل قبل الأوان مركزا أن الأشجار بحاجة إلى ثلاثة أعوام أخرى قبل أن تكون جاهزة للنقل.

وقال المدافع عن البيئة في “غرين بيس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، أحمد الدروبي، إن “هناك مخاطر كبيرة على الأشجار و”ربما لا تكون جاهزة للنقل”.

وما حدث حسب الروايات التي حصلت عليها الغارديان هي فوضى قادت إلى خلافات قانونية. وذكر أنه تم قطع المياه والكهرباء بشكل متقطع وتحرك الحفارون لبدء البناء وتم بناء بوابات، ولهذا لم يعد للعمال منفذ على المشتل. وفي مرحلة ما شوهد العمال وهم يجلسون داخل جيوب الحفارين لمنع الهدم في 2017.

وفي غضون ذلك، ماتت كل الأشجار. وفي زيارة للموقع قام بها خبير في آذار/ مارس عام 2018 وجد أن بعض الأشجار قد تضررت لعدم توفر الماء. وأحصى التقرير 599.338 شجرة لم تصب بأذى، أي أقل من نصف الأشجار التي خطط لزراعتها في البداية.

وعندما قام مراقب بزيارة الموقع في كانون الأول/ ديسمبر 2020، وجد أن 80% من هذه الأشجار ماتت بالفعل، وقال المراقب الذي رفض الكشف عن هويته: “كان لدي مليون شجرة وكنت أعتني بها وكل ما كانت تحتاجه وفرته لها، وبكيت عندما رأيت الأشجار، لقد ذهب كل شيء”.

وقال نزال: “هذه جريمة بيئية” و”نحن لا نتحدث عن بنايات هناك، فقد كانت أشجار تحتاج للرعاية والعناية”. ولم ترد شركة دبي القابضة على أسئلة الغارديان، لكنها أنكرت في اتصالاتها مع غرين لاند وضع البوابات ومنع العمال من الدخول أو قطع المياه والكهرباء.

وتعتبر دول الخليج ومنها الإمارات من أكبر مناطق الانبعاثات الكربونية بالنسبة للفرد في العالم ونسبة تبذير المياه. وستضرب مستويات البحار العالية هذا الجزء من العالم، وذلك بحسب معهد استكهولم للبيئة، وستخسر الإمارات نسبة 6% من الشواطئ المأهولة بحلول 2100. وتعاني المنطقة من مواسم صيف حارة وتوقعات عواصف رملية قوية وسقوط أمطار كثيفة.