كشفت مصادر دبلوماسية أن النظام الإماراتي يتحرك بشكل مكثف لدعم حملة تهجير أهل غزة وفرض التطهير العرقي بحق الفلسطينيين ويستخدم مصر أداة دبلوماسية في ذلك.
وقالت المصادر إن الإمارات تقود حملة منسقة لفرض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير غزة من خلال جامعة الدول العربية وذلك رغم المواقف العربية العلنية الرافضة لخطة التهجير وإخراج سكان القطاع من أراضيهم.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بات يتصدر حملة دبلوماسية جديدة وخطيرة، يقف وراءها النظام الإماراتي من أجل فرض أجندة التطهير العرقي لترامب في غزة.
وذكرت المصادر أن جولة عبد العاطي عبر العواصم العربية، بما في ذلك الجزائر وتونس، لبحث مستقبل غزة تجري تحت ضغط مباشر من الإمارات التي تستخدم القاهرة كوسيلة لإضفاء الشرعية على خطة تهجير غزة وإقامة “ريفييرا” في القطاع المدمر.
وأشارت المصادر إلى أن الإمارات تضغط عبر مصر على عديد الدول العربية من أجل أن تتخلى عن مواقفها السابقة وتؤيد خارطة طريق جديدة مؤيدة لإسرائيل لمستقبل غزة بما يشمل: نزع سلاح المقاومة الفلسطينية وتنصيب السلطة الفلسطينية في غزة تحت إشراف إماراتي إسرائيلي وقبول خطة إعادة إعمار تفضل التطبيع.
وأوضحت أن الإمارات استخدمت الضغط المالي والسياسي على السلطات المصرية، ودفعتها إلى حمل رسالة ترامب مقابل الحصول على شرايين الحياة الاقتصادية والدعم الدبلوماسي، عبر رسالة واضحة: “دفع الدول العربية لدعم خطتنا لغزة – أو مواجهة العواقب”.
ولفتت إلى أن جولة عبد العاطي تستهدف الجزائر وتونس لأن كليهما يرفضان التطبيع مع إسرائيل ويدافعان عن المقاومة الفلسطينية ويعارضان أي تواطؤ عربي في التهجير القسري الهدف، وذلك إسكات معارضتهما واستقطابهما في بيان موحد يفضل الخضوع على السيادة الفلسطينية. وحتى الآن، لا تزال الدولتان ثابتتين على موقفهما، لكن الآلية الإماراتية المصرية تُصعّد الضغوط.
وكشفت المصادر أن تفاصيل مؤامرة الإرهاب ترتكز على نزح سلاح المقاومة في غزة واستخدام السلطة الفلسطينية كدمية لتصدر المشهد في “اليوم التالي” للحرب، مع ضمان إشراف إسرائيلي كامل على الأمن.
وأبرزت المصادر ذاتها أن حملة الإمارات تنتهك جوهر مبادئ جامعة الدول العربية القائمة على دعم حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ورفض التطبيع دون حل القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة تحت الاحتلال.
فيما وفق المصادر فإن مهمة عبد العاطي التي تدفعها الإمارات هي تدمير عقود من الإجماع العربي الجماعي لصالح المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتهجير غزة.
وأكدت المصادر أن خطة الإمارات هي انتهاك صارخ لـقرارات الأمم المتحدة بشأن حق تقرير المصير الفلسطيني، واتفاقية جنيف الرابعة، ومبادئ محكمة العدل الدولية المناهضة للترحيل القسري بحق المدنيين الفلسطينيين.
وسبق أن أبرزت صحيفة “لوموند” الفرنسية تعمد دولة الإمارات كسر الجبهة العربية الرافضة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة.
وقالت الصحيفة إن “نغمة نشاز قادمة من الإمارات ارتفعت في الجبهة الموحدة للدول العربية في مواجهة خطة ترامب بتهجير مليوني فلسطيني قسراً من قطاع غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما سُئل عن وجود مقترح عربي مضاد لخطة ترامب في قطاع غزة، أبدى يوسف العتيبة، السفير المؤثر للإمارات في واشنطن، والذي لا يقهر في هذا المنصب منذ عام 2008، شكوكه”.
وقال سفير أبوظبي في واشنطن إنه لا يرى “بديلا” عن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي لطرد السكان الفلسطينيين من غزة.
وأضاف خلال القمة العالمية للحكومات في دبي: “لا أرى بديلاً لما يُقترح. لا أرى غير ذلك حقاً. لذا إذا كان لدى أي شخص بديل، فنحن سعداء بمناقشته، وسعداء باستكشافه، لكنه لم يظهر على السطح بعد”.
وذكر أن أبوظبي “ستحاول” إيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب. وقال: “أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعباً. لكن في نهاية المطاف، نحن جميعًا في مجال البحث عن الحلول. نحن فقط لا نعرف إلى أين سينتهي الأمر بعد”.