موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تسيطر على مطار نواكشوط الدولي لتعزيز نفوذها في غرب أفريقيا

170

كشفت مصادر موريتانية عن اتفاق بين الحكومة الموريتانية وشركة مملوكة لـ”طيران الإمارات” ستتولى بموجبه شركة تابعة للإماراتيين تسيير مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي).

وأضافت المصادر أن الموريتانيين والإماراتيين قطعوا خطوات متقدمة نحو الاتفاق، ورجحت هذه المصادر أن تتولى الشركة المذكورة تسيير المطار بعد احتضان نواكشوط للقمة الأفريقية شهر يوليو المقبل بحسب ما أورده موقع “صحراء ميديا”.

وكانت وفود من الشركة الإماراتية، ومكتب دراسات بريطاني متعاقدة معه، قد ترددت على نواكشوط خلال الأشهر الماضية في إطار التحضير للعملية، وحظيت باحتفاء خاص ومباشر من طرف “رئاسة الجمهورية” وفق تعبير مصدر خاص فضل حجب هويته.

وقال المسؤول: “أفريقيا محور رئيسي لطريق الحرير الجديد الذي يربط أفريقيا بآسيا، وستكون دبي مركزا يربط هاتين القارتين”، ومن هذا المنطلق قال المسؤول إن “10 في المائة من إجمالي عائدات طيران الإمارات مصدرها السوق الأفريقية “.

ولكن لدخول السوق الأفريقية كانت الشركة الإماراتية تحتاج إلى موطئ قدم خاصة في ظل المنافسة القوية على المطارات الحيوية في القارة، من طرف شركات أخرى قوية من أبرزها الخطوط الجوية الجنوب أفريقية، والإثيوبية والملكية المغربية، مع حضور قوي للقطريين والأتراك على مستوى القارة السمراء.

الإماراتيون تعاقدوا مع مكتب دراسات دولي، أوفد خبراء إلى نواكشوط قبل عدة أشهر، من أجل دراسة جدوائية مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي)، والمميزات التي يتمتع بها، وما يمكن أن يستفيد الإماراتيون من تسييره.

المصادر تقول إن المدير العام السابق لشركة مطارات موريتانيا “سام”، دفع منصبه ثمناً لعدم تعاطيه الإيجابي مع مكتب الدراسات، لأنه كان مشغولاً في حملة انتساب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.

وتمت إقالته بسرعة وعين مدير جديد كانت لديه تعليمات واضحة وصارمة، أن يفتح أبوب الشركة أمام الخبراء البريطانيين.

خرج الخبراء بتقرير يقول في خلاصته إن مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي) يتمتع بمواصفات تمكنه من أن يشكل  موطئ قدم حقيقي للشركة الإماراتية في غرب القارة الأفريقية، من أبرزها مواصفاته الفنية التي تمكنه من استقبال الطائرات الكبيرة، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي القريب من أوروبا والأمريكيتين.

كما أشار التقرير إلى أن مطار نواكشوط يقع بالقرب من اثنين من أهم المطارات التي تستحوذ عليها شركات منافسة: مطار محمد الخامس الدولي، ومطار بليز داين السنغالي، وبالتالي سيرفع من مستوى التنافسية لدى الإماراتيين في السوق الأفريقية.

وقبل أسابيع حطت طائرة خاصة على مدرج مطار نواكشوط الدولي، كان على متنها إماراتيون، فتحت لهم قاعة الشرف واستقبلتهم سيارات تابعة لرئاسة الجمهورية، نقلتهم مباشرة إلى القصر الرئاسي في قلب نواكشوط، فيما بقيت طائرتهم الخاصة متوقفة، لا أحد من موظفي المطار يعلم عنها، ولا عن ركابها، أي شيء.

على مدى أيام كان الإماراتيون يتجولون في أروقة المطار، أجروا مقابلات مع بعض الموظفين، بل إنهم حصلوا على جميع الوثائق التي يطلبون، وكانت من ضمنها قائمة بأسماء العاملين في المطار، التابعين لـ”شركة مطارات موريتانيا”.

كان واضحاً أن الإماراتيين قد حسموا قرارهم بتولي المهمة، ووضع اليد على مطار نواكشوط الدولي، وقد وصل الاتفاق إلى مراحل متقدمة جداً، وهو اتفاق يبدو أنه سيوقع مع وزارة التجهيز والنقل، ولكن تحت إشراف مباشر من رئاسة الجمهورية.

حتى الآن ما يزال الاتفاق محاطاً بقدر كبير من السرية، وقليل من المسؤولين الموريتانيين مطلع على تفاصيله، إذ يبدو واضحاً أن جهات عليا هي وحدها الممسكة بالملف.

على الرغم من الحملة الدعائية والترويجية الضخمة التي قامت بها موريتانيا لمطارها الجديد إلا أنه ظل يراوح مكانه، فلم تتحسن حركة الطيران فيه، كما لم يستطع أن يستقطب أي مهتمين بعد أكثر من عامين على تدشينه.

وفيما كان مطار نواكشوط الجديد يعاني من العزلة، كان السنغاليون يفتتحون مطارهم الجديد بمواصفات أكثر حداثة وتنافسية، ما يزيد من معاناة المطار الموريتاني الذي أثار الجدل أكثر مما أنعش الاقتصاد.