موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

جديد عار علي النعيمي.. شراكة مع “منارة” يهودية مناهضة للعرب

556

أضاف المسئول الإماراتي المثير للجدل علي راشد النعيمي المقرب من جهاز أمن الدولة، صفحة جديدة في تاريخه الملطخ بالعار بترأسه مركز إماراتي جديد “للتعايش” بالشراكة مع “منارة” يهودية مناهضة للعرب ومحملة بكراهية تاريخية لهم.

وقبل أيام أعلنت الإمارات عن تأسيس المركز الإقليميّ للتعايش وأطلقت عليه اسم (مركز منارة) ويتّخذ من أبوظبي مقرا له، وذلك بالشراكة مؤسسة أخرى تدعى “رابطة مكافحة التشهير”.

وسيقود مركز منارة النعيمي بحيث يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المركز، فيما يمثل الأمريكي اليهودي جوناثان جرينبلات رابطة مكافحة التشهير في مجلس الإدارة.

وروج الإعلام الإماراتي أن المركز يقوم على “دعم القيم والمبادرات الكبرى التي أطقتها الدولة المتعلقة بالتسامح والتعايش وبيت العائلة الإبراهيميّة”.

وهذا البيت الذي بنته السلطات في أبوظبي يضم: كنيساً يهودياً، وكنيسة مسيحية، ومسجداً للإسلام” وهو الذي أثار هجوماً حاداً من الإماراتيين والخليجين والعرب خلال الفترة الماضية، واعتباره ديناً جديداً تروج له أبوظبي وإسرائيل لدفع المنطقة للتعايش مع الصهيونية والاحتلال.

وقالت وسائل الإعلام الإماراتية في أخبارها عن التأسيس إن المركز سينفذ مع الرابطة: البرامج التعليمية والثقافية والتي سوف تشمل إقامة علاقات مع الجامعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، لتعزيز السلام والازدهار من خلال نشر قيم وثقافة التعايش عبر دورات تدريبية مخصّصة لطلّاب الجامعات والمتعلّمين الشباب.

في المقابل تجنبت وسائل الإعلام المحلية الإشارة إلى طبيعة الرابطة الشريكة في المركز، لكنها تنقل عن جرينبلات قوله: “تمتلك رابطة مكافحة التشهير 100 عاما من الخبرة في مكافحة جذور معاداة الساميّة والكراهية بجميع أشكالها”.

ورابطة مكافحة التشهير، هي مجموعة يهودية تابعة للوبي الصهيوني والمخابرات الإسرائيلية ومقرها الولايات المتحدة. وتقول إن مهمّتها “وقف التشهير ضدّ اليهود وضمان العدالة للجميع”.

في مؤتمر للرابطة عقد العام الماضي (2022) أبدى جرينبلات تحيزه للتفوق “اليهودي” -مثل تفوق البيض- بجميع أشكاله على باقي الشعوب؛ ويساوى بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.

وهي استراتيجية تُستخدم الآن لصرف النقد عن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطيني، وحماية الاحتلال الإسرائيلي من أي مساءلة.

وفي المؤتمر قال جرينبلات إن المنظمات: مثل طلاب العدالة في فلسطين، والصوت اليهودي من أجل السلام (جمعية ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين)، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، “صورة معكوسة” لليمين المتطرف.

وأضاف عن هذه المنظمات إنها متطرفة- لأنها تنتقد إسرائيل وتتعاطف مع ضد الفلسطينيين- وقال: هؤلاء الفاعلين المتطرفين يقومون بلا منازع وبصورة منتظمة بتشويه سمعة اليهود وتجريدهم من إنسانيته.

وبسبب خطابه في هذا المؤتمر أعلن مئات من القادة اليهود في الولايات المتحدة تبرأهم من هذا الخطاب وقالوا إنها “تعرض الجميع للخطر، وتشوه سمعة المنظمات الشعبية والمدنية الملتزمة بالعدالة لفلسطين”.

وهو ليس فعل مدير الرابطة فقط، بل نهج قائم لعمل الرابطة. حيث تقدم رابطة مكافحة التشهير، تقريراً سنوياً، عمّا تسميه معاداة السامية، لكنها تحسب الدعوات لحقوق الفلسطينيين، بل وحتى انتقاد الرابطة نفسها، باعتبارها حوادث معادية للسامية.

وهذا ليس جديداً بالنسبة لهذه الرابطة اليهودية، إذ أن لها تاريخ طويل للغاية في الكراهية للعرب باختلاف دياناتهم والمسلمين، والتحريض عليهم في الولايات المتحدة.

وتتفاخر في موقعها الالكتروني بنشرها قائمة عام 1952 لمن وصفتهم ب”مثيري الشغب”، وهم الأكاديميين والصحافيين والعرب الأمريكيين، الذي تضامنوا مع الفلسطينيين، وضد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها المجموعات اليهودية.

وفي عام 1973 خلال حرب أكتوبر، قدمت الرابطة -حسب الموقع الالكتروني- قائمة سوداء للشركات والمؤسسات التجارية العربية التي قاطعت التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تمرير قوانين 1977 و 1978 التي تحظر على الشركات الأمريكية التعامل التجاري مع هذه الشركات العربية.

أما في عام 1983، فقد وزعت رابطة مكافحة التشهير قائمة سوداء للأكاديميين والصحافيين والمنظمين العرب الأمريكيين (إلى جانب مجموعات يهودية وإيرانية قليلة) حددتهم بأنهم “متعاطفون مع العرب” ومعادون للسامية.

وجاءت شكوى الرابطة ببساطة لأن “العرب الأمريكيين يغيرون آراء الأمريكيين الآخرين بشأن إسرائيل”؛ إذ يعملون من أجل دعم حق الفلسطينيين ويدينون انتهاكات الاحتلال بحقهم.

وفي 1992 كُشف أن الرابطة تدير قسماً سرياً يراقب ويحتفظ بملفات عن السياسيين والصحفيين والأكاديميين والنشطاء العرب الأمريكيين والليبراليين وغيرهم ممن تصنفهم على أنهم “معادون لإسرائيل”.

وحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في هذا القسم الذي سلمت الرابطة ملفاته للموساد الإسرائيلي، وعثر المكتب على ملفات لما يقرب من 950 منظمة و10000 ناشط؛ وأثير أن الرابطة تعمل كوحدة تجسس لصالح الإسرائيليين.

وتسببت هذه القوائم في أضرار جسيمة للعرب في الولايات المتحدة؛ ومنعت وصول صوت مئات العرب الأمريكيين إلى المؤسسات الرسمية الأمريكية. كما تقوم الرابطة بالوقوف مع التميز العرقي للبيض، وتؤيد حملات الاستهداف للسود في الولايات المتحدة وتقول إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين.

في الوقت الحالي، تستمر رابطة مكافحة التشهير في عملها لاستهداف العرب والمسلمين وحتى السود. على سبيل المثال في عام 2016، كتب مدير رابطة مكافحة التشهير جرينبلات نقدًا لمنصة سياسة لحركة “حياة السود مهمة” التي تستخدم حقوقها المدنية في الولايات المتحدة.

وقال جرينبلات إن على “السود أن يضعوا جانباً الروابط المتقاطعة مع المقاومة الفلسطينية؛ وبدلاً من ذلك “احتفظوا بعلاقاتنا لمقاومة الفلسطينيين”.

وطوال السنوات الماضية، تستخدم رابطة مكافحة التشهير بشكل ثابت لغتها في التقارير والبيانات لوصف العنف العسكري الإسرائيلي على أنه مقاومة تحررية من الفلسطينيين. كما تصف المقاومة المدنية غير العنيفة للاحتلال بأنها متطرفة.

وعلى الرغم من أن مركز “منارة” هو شراكة بين الإمارات ومؤسسة يهودية إلا أن السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة يعتبر ذلك: “انعكاس للقيم التي تشترك فيها الإمارات والولايات المتّحدة الأمريكيّة”.

وذلك في محاولة لتغطية هذا التحالف المسيء للإمارات وتبرير العلاقة مع هذه الرابطة سيئة السمعة بكونه ضمن هدف أكبر لتحسين العلاقة مع واشنطن!.

مما سبق نرى أن رابطة مكافحة التشهير مهمتها دعم الاحتلال الإسرائيلي وتبني خطاب جيش الدفاع الصهيوني، وكراهية العرب والمسلمين.

وبدلاً من مكافحة التشهير تقوم بإعداد القوائم للتشهير بأي رافض لجرائم الاحتلال ويبدي تضامنه -ولو همساً- مع حقوق الفلسطينيين.

ومن خلال برامج العمل المذكورة في بيان التأسيس فإن رابطة مكافحة التشهير ستعمل بشكل وثيق مع خبراء المركز الإماراتي لإعداد ونشر برامج لتعزيز التعايش.

ويبدو من خلال أهداف الرابطة ومهمتها هو التعايش مع الإسرائيليين في الإقليم. ويقول موقع الرابطة إن المركز “سيركز المركز على تعزيز التعليم والقبول الشامل في المنطقة”.

ومن المقرر أن تبدأ البرامج التعليمية الأولى في أغسطس /آب القادم، وهذه البرامج مثل: تطوير موادّ تعليميّة تهدف إلى تعزيز قبول الآخر.

وذلك بإشراك الطلّاب من جامعات الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا في المؤتمرات بالمنطقة، وتمكينهم من زيارة مؤسسات تعليميّة دولية. الشراكات المجتمعية المباشرة “People to people” التي تركّز على طلّاب الجامعات.

ويبدو أن التطبيق الأول للمواد التعليمية ستبدأ من دولة الإمارات، بتعديلات على المناهج الدراسية، وفعاليات مستهدفة لطلاب الجامعات الإماراتيين، على يد المتطرفين الإسرائيليين الكارهين للعرب والمسلمين، في تسليم لمستقبل الأمن القومي للدولة إلى أيدي الإسرائيليين.

ولأن معظم شعوب دول الشرق الأوسط وجنوب وشرق آسيا يرفضون التعامل مع الإسرائيليين، ولا توجد علاقة دبلوماسية معهم فإن الإمارات ستكون واجهة جيدة للترويج للدعاية الصهيونية، نتيجة مؤتمراتها طوال العام في الفكر والسياسة والاقتصاد.

وهذا هو الهدف الأساس من شراكة الرابطة مع الإمارات والخروج من استهداف الغرب باتجاه العالم العربي والإسلامي، للبحث عن طرق قبول للإسرائيليين في الإمارات والبلدان العربية والإسلامية بعد أن فشل الاحتلال طوال العقود الماضية في إحداث تحوّل ينتج قبولهم في المنطقة بما في ذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو أمر كان مؤسسو الصهيونية يعولون عليه “الكبار يموتون والصغار ينسون”.