فضح تحقيق صحفي تزويد دولة الإمارات ميليشيات خليفة حفتر بالأسلحة والذخيرة عبر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بتمويل مالي كبير من أبوظبي.
وذكر التحقيق الذي نشرته الصحيفة الإلكترونية “ذا ليبيا أوبزيرفر”، فإن البرهان أرسل ثلاث طائرات شحن عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى شرق ليبيا في حزيران/يونيو الماضي، ضمن صفقة تمولها دولة الإمارات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سوداني أن البرهان استخدم المؤسسة العسكرية في البلاد بهدف إنتاج كميات كبيرة من المعدات العسكرية وإرسالها إلى خليفة حفتر لكسب الثروة من وراء ذلك.
وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته: “يتنافس البرهان وحميدتي على الحصول على أموال الإمارات؛ فالأول أرسل أسلحة فيما أرسل الأخير المرتزقة”.
ويستغل كل من القائدين نفوذهما بين القبائل لتكون له “اليد العليا”، بعد أن وعدت الإمارات بضخ مئات ملايين الدولارات لدعم حفتر، بحسب الصحيفة.
وفي حزيران/يونيو الماضي، جرى اعتراض 122 مرتزقا بينما كانوا في طريقهم إلى ليبيا. وأكد المصدر أن قوات الدعم السريع السودانية اعتقلتهم، لأنهم كانوا مرتبطين بالقيادي في ميليشيا الجنجويد، موسى هلال، الذي يعتقله حميدتي منذ تشرينأول/نوفمبر 2017.
وينتمي هلال إلى عشيرة المحاميد من قبيلة الرزيقات، بينما ينتمي حميدتي إلى عشيرة الماهرية من القبيلة نفسها.
وتنظر قبائل دارفور إلى ليبيا كمصدر للدخل، بينما يتنافس القادة العسكريون للاستفادة من هذه التجارة.
وقبل يومين فضحت وقائع جديدة أعلنتها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا وتحقيقات غربية حدة جرائم الإمارات في الأراضي الليبية خدمة لمؤامراتها لنشر الفوضى والتخريب وخدمة أهدافها التوسعية.
فقد أعلنت قوات حكومة الوفاق عن رصد طائرات مسيرة إماراتية وأخرى حربية روسية تجوب أجواء قريبة من سرت ومصراتة، وكشفت عن دليل جديد على دعم الإمارات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه إن قواته رصدت طائرات مسيرة إماراتية في سماء المنطقة.
وأضاف دراه، أن القوات رصدت أيضا طائرات روسية من نوع ميغ 29 كانت تجوب سماء منطقة جنوب أبوقرين (200 كلم شرق العاصمة طرابلس).
وأوضح القيادي العسكري الليبي أنهم الآن يرصدون جميع تحركات مليشيات حفتر في المنطقة.
وقبل ذلك كشفت قوات حكومة الوفاق عن تمكن قواتها البحرية، خلال فترة الهجوم على طرابس، من ضبط إحدى السفن الإماراتية وهي تزوّد طائرات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالوقود.
ونددت الحكومة الليبية أكثر من مرة بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه الإمارات لعدوان مليشيات حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ يوم 4 أبريل/نيسان 2019.
وحققت قوات الوفاق الوطني انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس وترهونة، ومدن الساحل الغربي كلها، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، مما دعا بلدانا داعمة لحفتر، بينها الإمارات، إلى تأكيد أهمية الحل السياسي للأزمة.
وفي وقت سابق، رصدت مواقع مختصة بحركة الطيران لأول مرة انطلاق طائرات شحن سورية وروسية إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا.
وقد أظهر موقع رادار بوكس المختص برصد حركة الطيران انطلاق طائرة شحن إليوشن من نوع 76 تابعة للنظام السوري باتجاه مصر. وتوضح حركة الطائرة أنها انطلقت مساء الاثنين من دمشق باتجاه اللاذقية ثم إلى مصر، وغابت عن الرادار بعد وصولها إلى غرب الإسكندرية.
لكن موقع “فلايت أوير” المختص برصد الطيران بث صورا توضح مسار الطائرة بعد أن دخلت مصر، حيث اتجهت إلى مطار قاعدة الخادم في ليبيا، التي تديرها الإمارات لدعم قوات حفتر. وظهرت هذه الطائرة مرة أخرى الثلاثاء الماضي غرب الإسكندرية أثناء خروجها من مصر عائدة إلى سوريا.
كذلك رصد الموقع طائرة شحن روسية من الطراز نفسه، حيث انطلقت من موسكو إلى مطار حميميم في اللاذقية السورية، ومن هناك باتجاه مصر ثم إلى الحدود مع ليبيا، ثم غابت عن الرادار.
ومن ناحية أخرى أشار مرصد “البوسفور” إلى توجه هذه الطائرة الروسية نحو قاعدة الخادم الليبية.
وكان تقرير أممي تحدث في أبريل/نيسان الماضي عن حركة جوية لنقل مرتزقة من روسيا وسوريا للمشاركة في القتال إلى جانب قوات حفتر.
وتقول حكومة الوفاق الليبية إن طائرات النظام السوري تنقل المرتزقة والأسلحة لدعم حفتر بما يمثل انتهاكا لحظر تصدير السلاح لليبيا، ثم تعود بوقود الطائرات في انتهاك آخر لحظر توريد هذا النوع من الوقود إلى سوريا.
في السياق نفسه قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الإمارات على الأغلب هي من يدفع رواتب مرتزقة “فاغنر” الروس المقاتلين إلى جانب حفتر في ليبيا.
وأشارت الصحيفة نقلا عن الباحث في معهد كلينجندايل في لاهاي جلال الحرشاوي قوله إن تركيا استطاعت في أشهر فقط بناء آلة عسكرية حقيقية في طرابلس، وتملك قاعدتين عسكريتين بالجنوب الليبي، في ميناء مصراتة، وفي القاعدة الجوية بالوطية.
وإلى جانب المرتزقة الروس، قالت الصحيفة إن هنالك مرتزقة سودانيين، وتشاديين، وسوريين، الذين يصلون تباعا إلى ليبيا بدعم من الإمارات ومصر.