شهدت دولة الإمارات حملات تضامن شعبي واسعة النطاق مع قضية فلسطين وما تتعرض له غزة من مجازر إسرائيلي ما أحرج نظام أبوظبي المتحالف بشكل شامل مع تل أبيب.
وتفاعل الآلاف في الإمارات مع حملة “تراحم من أجل غزة” التي تم إطلاقها منذ الجمعة، بهدف مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، في امتداد لنصرة الإماراتيين التاريخي للقضية الفلسطينية، ورفضهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية توافد أكثر من ألف متطوع إماراتي ومقيم في أبوظبي فقط، منذ صباح الأحد، إلى قاعة موانئ أبوظبي في ميناء زايد، للمساعدة في تعبئة طرود المساعدات الحيوية، التي بلغت 13 ألف طرد تحوي مواد غذائية جافة وبطانيات وحفاظات أطفال ومستلزمات طبية.
ويؤكد الإقبال الكبير على مراكز التبرعات، نصرة الإماراتيين -الممتد منذ عقود- لإخوانهم الفلسطينيين، بعد أن أغلقت السلطات في أبوظبي -وهيمنت على- العديد من الجمعيات الخيرية التي كانت تقدم العون للشعب الفلسطيني بشكل مباشر، وجعلت التطوع حكراً عليها، أو على الجمعيات والهيئات التابعة لها، حتى أصبح العمل التطوعي في الإمارات فعلاً نادراً لا يتم إلا وفق شروط السلطات.
كما أن هذا الإقبال يؤكد رفض الإماراتيين لاتفاقية التطبيع التي وقعتها أبوظبي مع الاحتلال الإسرائيلي، في سبتمبر 2020.
وعلى خلاف معظم الدول العربية والعالمية التي شهدت مسيرات منددة بالعدوان الإسرائيلي، لم يستطع الإماراتيون الخروج بسبب القيود التي تفرضها السلطات على حرية التعبير، لكن تنديدهم ظهر جلياً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وصرح أحمد الشيبة النعيمي رئيس “الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع” أن “الشعب الإماراتي مع فلسطين والقضية الفلسطينية لكنه لا يستطيع التعبير عن رأيه لأنه معرض للتنكيل من قِبل الحكومة، إذ أن السلطات تفرض عقوبات وتنكيلاً بالمواطن وعائلته”.
ومنذ أيام تصدر وسم #اولاد_زايد_صهاينه_العرب الترند عربيا وإسلاميا تنديدا بالمواقف الخيانية لدولة الإمارات في دعما المفتوح لإسرائيل واصطفافها معها في حربها المفتوحة على الفلسطينيين.
وأجمع المغردون من مختلف الدول العربية والإسلامية على التنديد بموقف أبوظبي المتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب فلسطين ومقاومتها.
وأبرز هؤلاء المواقف الخيانية للإمارات وانفرادها عربيا في مهاجمة عمليات المقاومة الفلسطينية والتضامن مع إسرائيل.
وأشاروا إلى أنه في كل مكان يتم التضامن فيه مع فلسطين وغزة يحرق العلم الاسرائيلي وعلم الامارات وصور شيطان العرب وعلقوا “اي ذل واي عار يورّثه اولاد زايد لشعبهم وعلمهم يندعس ويحرق في كل الساحات”.
يأتي ذلك فيما تم الكشف عن حملة قمع إماراتية شاملة داخل الدول لمنع أي فعالية مساندة لفلسطين ومقاومتها بالتزامن مع استمرار حرب إسرائيل على غزة.
وتحدثت مصادر متطابقة عن حملات اعتقال ضد فلسطينيين وعرب يقيمون في الإمارات بسبب تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن التضامن مع فلسطين.
كما تم الكشف عن أن أمن ملعب استاد هزاع بن زايد بمدينة العين الإماراتية، منع لاعبي وجماهير منتخب مصر من رفع علم فلسطين خلال المباراة الودية بين الفراعنة أمام زامبيا.
وذكرت حسابات إماراتية في تبريرها لمنع رفع علم فلسطين، أن قوانين الدولة تنص على منع إدخال ورفع أي أعلام لدول خارجية في الملاعب.
وأثار موقف الإمارات منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سخطا عربيا واسعا، إذ أدانت أبوظبي “هجوم حماس على المدنيين”، بحسب زعمها.
وفي الوقت الذي تشحن فيه الدول الغربية الأسلحة والجنود والأموال لنصرة جيش الاحتلال فإن الدول العربية تكتفي بالبيانات وخطابات الدعوة إلى التهدئة والمساواة بين الجلاد والضحية باستثناءات قليلة جدا.
وتبرز الإمارات التي “نددت بالتصعيد الفلسطيني الذي قادته مجموعات إرهابية ضد المدنيين في إسرائيل “. أما جامعة الدول العربية فقد اكتفت بتصريحات هزيلة كعادة هذه المنظمة البائسة التي تعبّر بحق عن القاع الذي وصل إليه الانكسار والفساد العربي بقيادة مصر.
في الوقت الذي تشحن فيه الدول الغربية الأسلحة والجنود والأموال لنصرة جيش الاحتلال فإن الدول العربية تكتفي بالبيانات وخطابات الدعوة إلى التهدئة والمساواة بين الجلاد والضحية باستثناءات قليلة جدا.
اللافت أيضا في هذا الإطار هو ظهور عدد من الأصوات التي تعالت لأول مرة تقريبا في سياقات مشابهة بالهجوم اللاذع على الفلسطينيين خاصة في الإمارات وهي ظاهرة جديدة لم يعرفها المشهد العربي من قبل.
وهذا الخطاب الجديد يأتي في الحقيقة من منصات تشرف على عملية التطبيع المتسارعة بين دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات التي تلقت مساعيها في التطبيع ضربة موجعة.
وهذه الأصوات التي أطلق عليها المغردون اسم “الصهاينة العرب” تبدو اليوم أكثر وقاحة في الهجوم على المحتويات الفلسطينية وفي تشويه نضال الشعب الفلسطيني واتهامه بالإرهاب بشكل لم يحدث من قبل.