موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بشار الأسد هرب أموالاً نقدية ومقتنيات ثمينة ووثائق سرية إلى الإمارات

222

كشف تحقيق أجرته وكالة رويترز أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لمدة 24 عامًا، استخدم طائرة خاصة لتهريب أموال نقدية ومقتنيات ثمينة ووثائق سرية ترسم خريطة الشبكة الاقتصادية التي تدعمه.

وأظهر التحقيق أن ياسر إبراهيم، كبير مستشاري الأسد الاقتصاديين، قام باستئجار الطائرة لنقل تلك الأصول بالإضافة إلى أقارب الأسد ومساعديه وعناصر من طاقم القصر الرئاسي إلى الإمارات على أربع رحلات جوية، بحسب التحقيق الذي اعتمد على أكثر من 12 مصدرًا.

وبحسب التحقيق، كان ياسر إبراهيم، الذي تولى إدارة المكتب الاقتصادي والمالي في الرئاسة، شخصية محورية في إنشاء شبكة الكيانات التي استخدمها الأسد للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وغالبًا ما تصرف نيابة عنه، بحسب وثائق العقوبات الأمريكية ومصادر اقتصادية سورية.

والطائرة، وهي من طراز “إمبراير ليغاسي 600” وتحمل الرقم C5-SKY ومسجلة في غامبيا، قامت بأربع رحلات خلال 48 ساعة قبل سقوط النظام. انطلقت الرحلة الرابعة من قاعدة “حميميم” الروسية قرب اللاذقية في 8 ديسمبر، وهو نفس اليوم الذي غادر فيه الأسد إلى روسيا من نفس القاعدة.

وتحدثت رويترز إلى 14 مصدرًا سوريًا على معرفة مباشرة بالعملية، من بينهم موظفو مطار، وضباط سابقون في الاستخبارات والحرس الرئاسي، وشخص من داخل الشبكة الاقتصادية للأسد.

وأظهرت البيانات أن الطائرة نقلت حقائب سوداء غير موسومة تحوي ما لا يقل عن 500 ألف دولار نقدًا، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة لابتوب وأقراص صلبة تحتوي على معلومات حساسة عن “المجموعة” – الاسم الرمزي لشبكة شركات الأسد، والتي تشمل قطاعات الاتصالات والبنوك والعقارات والطاقة، وفقًا للمصادر.

وفي 6 ديسمبر، وبينما كانت قوات المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” تقترب من دمشق، هبطت الطائرة في مطار دمشق الدولي. تم تأمين صالة التشريفات من قبل عناصر استخبارات الجو، بينما وصلت سيارات مدنية تابعة للحرس الجمهوري – المسؤول عن حماية الأسد – وفقًا لشهود عيان.

وأكد ضابط سابق في الحرس الجمهوري أن مشاركة الحرس تعني أن “الأسد هو من أعطى الأوامر”.

أُبلغ موظفو المطار أن “الطائرة ستُدار من قبل استخبارات الجو، وأن لا أحد رأى هذه الطائرة”، حسب إفادة محمد قيروط، مدير العمليات الأرضية في الخطوط الجوية السورية.

وفي 6 ديسمبر، غادرت الطائرة دبي إلى دمشق، ثم إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي. في كل مرة كانت تهبط، تتوجه سيارات مسرعة إليها وتغادر قبل الإقلاع مباشرة، حسب موظفي المطار.

وقد حملت أول رحلتين أقارب الأسد ومبالغ نقدية ولوحات فنية وتماثيل صغيرة.

أما الرحلة الثالثة في 7 ديسمبر فقد حملت أيضًا أجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات عن شبكة الأسد.

وفي 8 ديسمبر، ومع وصول المعارضة إلى العاصمة، انتقل الأسد إلى اللاذقية بالتنسيق مع القوات الروسية، بينما غادرت الطائرة من أبوظبي إلى قاعدة حميميم، حيث التقطت الأقمار الصناعية صورة لها هناك. بعد ست ساعات عادت إلى أبوظبي.

وعلى متن الرحلة الأخيرة كان أحمد خليل خليل، أحد المقربين من ياسر إبراهيم، ويحمل 500 ألف دولار نقدًا سحبها من بنك سوريا الدولي الإسلامي قبل يومين، من حساب شركة “برج للاستثمارات” المملوكة جزئيًا لياسر إبراهيم.

وقد استأجر ياسر إبراهيم الطائرة من رجل الأعمال اللبناني محمد وهبة، بحسب مصادر سورية، والتي أشارت إلى أن الطائرة كانت توصف بأنها “الطائرة اللبنانية”.

والطائرة مسجلة في غامبيا تحت شركة Flying Airline Co، يملكها وهبة جزئيًا إلى جانب لبناني آخر وعراقي يدعى صفاء أحمد صالح.

وهبة نشر صور الطائرة على لينكد إن عام 2024، وقال إنه لا يملكها بل يستأجرها أحيانًا من وسيط.

وصرح مسؤول كبير في حكومة الرئيس الجديد أحمد الشرع لرويترز أن السلطات عازمة على استعادة الأموال العامة المهربة لدعم الاقتصاد السوري المتعثر. وأكد أن الأموال تم تهريبها قبيل سقوط النظام لكن لم يوضح الكيفية.