يقف وراء موقف دولة الإمارات في التحالف مع إسرائيل والعداء للمقاومة الفلسطينية عدة دوافع تنطلق من أطماع النظام الحاكم في أبوظبي في كسب النفوذ الإقليمي وتعزيز الثورات المضادة عربيا.
وأبرز المركز الخليجي للتفكير الرغبة الإماراتية قوية في القضاء على قوى المقاومة الفلسطينية لاسيما حركة حماس بتوافق أمريكي إسرائيلي وإماراتي على إنهاء حكم الحركة في غزة.
ويمكن تفسير نشر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مقالا أمريكيا قديما بعنوان “هل فرض الوصاية على فلسطين هو الحل” يأتي في نفس الإطار الداعم لإنهاء حماس في غزة.
وتتبع الإمارات نهجا تصادميا مع الحركة الإسلامية وقوى المقاومة وبدا هذا واضحا في تعاملها مع أحداث الربيع العربي.
وتدرك أبو ظبي أن اشتعال الأراضي الفلسطينية سيمنح حماس شعبية قد تعيد الروح إلى حركات المقاومة وهذا يفشل استراتيجية الإمارات في تهميش وإضعاف تلك الحركات.
ودعم الإمارات لإسرائيل في معركة طوفان الأقصى، يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية، وهو ما يتسق بالطبع مع أهدافها المعلنة منذ ثورات الربيع العربي بالقضاء على حركات الإسلام السياسي المقاوم.
وفي ظل النهج الإماراتي بالتركيز على الاقتصاد كمدخل للهيمنة على المنطقة، تحتاج أبوظبي إلى الهدوء في المنطقة، وهذا الهدوء والاستقرار من وجهة نظر الإمارات لن يتم إلا بالقضاء على حماس وحركات المقاومة الأخرى، وتبدو طوفان الأقصى فرصة لها.
بموازاة ذلك تخشى الإمارات من نجاح المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، في استهداف قطاع الطاقة الإسرائيلي على غرار حرب غزة 2021، والتي تسعى أبوظبي لاستثمار المليارات فيه.
وهو ما يعرض الاستثمارات الإماراتية في إسرائيل بشكل عام للخطر.
كما أن إدانة الإمارات للمقاومة الفلسطينية إثر عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة، من أبعادها التقارب الإماراتي الشديد مع إسرائيل، فالأخيرة ليست شريكا فقط، بل صديقا تطمح أبوظبي لبناء مشاريع كثيرة معه لاحقا.
وفي ظل المواقف المشينة للإمارات، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي ولا تزال في العديد من الدول العربية حملة منقطعة النظير لمقاطعة الإمارات ومنتجاتها.
يأتي ذلك تعبيرا عن الرفض العربي والإسلامي للموقف الإماراتي المتساوق مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع حرب الإبادة المستمرة التي يشنها بكل وحشية على قطاع غزة، منذ أزيد من شهر.
وتصدرت وسوم “مقاطعه الإمارات” و”قاطعوا المنتجات الإماراتية”، وكذلك “مقاطعة المنتجات الإماراتية”، الترند في بعض الدول العربية، كإحدى وسائل الضغط العملي، للدور الذي وصفوه بـ “المشبوه” للموقف الرسمي الإماراتي وكذلك للشركات الإماراتية الداعمة لها، في تأييدها لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
إدانة الإمارات للمقاومة الفلسطينية إثر عملية #طوفان_الأقصى في غلاف غزة، من أبعادها التقارب الإماراتي الشديد مع إسرائيل، فالأخيرة ليست شريكا فقط، بل صديقا تطمح أبوظبي لبناء مشاريع كثيرة معه لاحقا.#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/PU6ubcszjT
— المركز الخليجي للتفكير (@gulf_thinking) November 7, 2023