موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

اعتقالات وتحقيقات قضائية تثبت ضلوع الإمارات بعمليات تهريب آثار

486

أثبتت اعتقالات وتحقيقات قضائية تشهدها فرنسا ضلوع دولة الإمارات بعمليات تهريب آثار وعرض بعضها في متحف اللوفر في أبوظبي.

فقد وجهت لائحة اتهام لجان لوك مارتينز المدير السابق لمتحف اللوفر الباريسي بالتآمر وتهريب الآثار وغسيل الأموال وذلك لضلوعه بإخفاء أصل قطع أثرية، وباحتمال سرقتها من مصر خلال أحداث الربيع العربي بالتنسيق مع السلطات الإماراتية.

أوردت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أنه يُشتبه في أن مارتينيز “غض الطرف” عن شهادات مزوّرة لقطع أثرية، بينها شاهد من الجرانيت الوردي ضخم وسليم مختوم بالختم الملكي لتوت عنخ آمون، الفرعون الحادي عشر من الأسرة الثامنة عشرة لمصر القديمة، تم تهريبه خلال الثورة.

واستمعت شرطة مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، يوم الاثنين الماضي، لمارتينيز (58 عامًا)، الذي كان محتجزًا مع 2 من زملائه، وفق الصحيفة.

وأطلقت الشرطة الاثنين، سراح فنسنت روندو، المدير الحالي لقسم الآثار المصرية في متحف اللوفر، وأوليفييه بيردو عالم المصريات (علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة)، وأبقت على مارتينيز إلى الأربعاء.

ويتّهم قاضي التحقيق جان ميشيل جنتيل، مارتينيز بـ”غسيل الأموال والتواطؤ بالاحتيال مع عصابة منظمة”، ويشتبه في “علاقته بتهريب الآثار منذ سنوات من الشرق الأدنى والأوسط، وبيعها تحديدًا لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك ومتحف اللوفر أبو ظبي”.

وقالت ليبراسيون إن “الإماراتيين ومتحف اللوفر في أبوظبي اشتروا الشاهد عام 2016، إلى جانب أربعة قطع أخرى”، وتابعت “استحوذ متحف اللوفر أبوظبي على العديد من القطع الأثرية المصرية، مقابل عشرات الملايين من اليورو”.

وأضاف التقرير أنه “في عام 2018، فُتح تحقيق أوّلي، لتحديد ما إذا كانت هذه الآثار -بالإضافة إلى العشرات من الآثار الأخرى- قد نُهبت ونُقلت عن طريق الاحتيال، ثم تم بيعها بفضل الشهادات المزورة”.

وقالت الصحيفة إن الخبير في العصور القديمة كريستوف كونيكي والتاجر روبن ديب، متورطان في صفقة الشاهد المصري، وأشارت إلى أن الأول تورّط عام 2017، في بيع التابوت الذهبي للكاهن نجيمان مقابل 3.5 ملايين يورو، في متحف متروبوليتان في نيويورك.

وفي مارس/آذار الماضي، وُجهت أيضًا لائحة اتهام إلى تاجر ألماني وجامع مقتنيات ومالك معرض فرنسي (بيير بيرجي)، يُشتبه في قيامهم بتهريب قطع أثرية نُهبت من دول عربية عاشت أحداث الربيع العربي في أوائل عام 2010.

في السياق وجه القضاء الفرنسي اتهامات في قضية الاتجار بآثار منهوبة من دول في الشرقين الأوسط والأدنى تشهد اضطرابات سياسية وحروبا إلى شخص ألماني لبناني يملك معرضاً للتحف، ووضعته قيد التوقيف الاحتياطي في آذار/مارس الماضي.

وأوضح المصدر أن تهم “الاحتيال ضمن عصابة منظمة وتشكيل عصابة إجرامية وتبييض أموال ضمن عصابة منظمة” وجهت إلى الرجل الذي كان مطلوباً بموجب مذكرة توقيف أوروبية.

وأشارت صحيفة Le Canard enchaine التي نشرت خبر تسليمه إلى فرنسا أن المشتبه به الأربعيني يملك معرضاً في مدينة هامبورغ الألمانية.

وأوردت الصحيفة الساخرة أن الهيئة المركزية لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية تركّز في التحقيق الذي تتولاه على معرفة ظروف حصول متحف  اللوفر في أبوظبي ، من خلال صاحب المعرض الألماني اللبناني، على خمس قطع أثرية أخرجت بشكل غير قانوني من مصر و”تبلغ قيمتها عشرات الملايين من اليوروهات”.

وسبق أن وُجهت التهم نفسها في 26 يونيو/ حزيران 2020 إلى الخبير الفرنسي بآثار المتوسط كريستوف كونيكي وإلى زوجه ريشارد سمبير بعد انتهاء فترة حبسهما على ذمة التحقيق ثم إخلاء سبيلهما مع مراقبة قضائية.

ويشتبه في أن المتهمين وهما من الشخصيات المحترمة في أوساط الآثار في العاصمة الفرنسية قاما بـ”غسل” قطع أثرية منهوبة في دول عدة شهدت عدم استقرار سياسي منذ 2010 والربيع العربي، خصوصا  مصر فضلا عن ليبيا  واليمن وسوريا.

وقالت مصادر مطلعة على الملف يومها إن هذا الاتجار شمل مئات القطع بقيمة عشرات ملايين اليوروهات تم نقل بعضها إلى متحلف اللوفر في أبو ظبي.