وزير إماراتي يقر بفضيحة التجسس الجديدة
أقر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بامتلاك بلاده ما سماها “قدرة إلكترونية”؛ ردا على سؤال بشأن “مشروع الغراب الأسود” للتجسس الإلكتروني الذي كشفت عنه وكالة رويترز للأنباء، لكنه أضاف أن الإمارات لا تستهدف “دولا صديقة ولا تستهدف المواطنين الأميركيين”.
وقدّم قرقاش ما بدا أنه تبرير لمثل هذا المشروع حين سأله الصحفيون في نيويورك عما كشفته وكالة رويترز العالمية للأنباء، إذ رد قائلا “نحن نعيش في منطقة صعبة جدا من العالم، ويتعين علينا أن نحمي أنفسنا”.
وعندما سأل صحفيون قرقاش في إفادة بنيويورك عن المشروع أقر بأن بلاده لديها “قدرة إلكترونية”، لكنه نفى استهداف مواطنين أمريكيين أو دول تجمعها ببلاده علاقات طيبة.
وخلصت وكالة رويترز في تحقيق صحفي نشر الأربعاء إلى أن الإمارات شكلت فريقا من عملاء سابقين في المخابرات الأميركية ضمن مشروع تجسس سري أطلق عليه اسم “رافين” (الغراب الأسود)، وأنهم سعوا لاختراق هواتف آيفون لقادة سياسيين في دول المنطقة وعدد من النشطاء والمعارضين وجماعات حقوق الإنسان.
وقالت رويترز إن الفريق استخدم أداة تجسس متطورة تسمى “كارما”، مكنت الإمارات من مراقبة مئات الشخصيات، بدءا من عام 2016، وعلى رأس المستهدفين كان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأخوه، وعدد من مستشاريه المقربين.
كما استهدفت العملية الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ومسؤولا تركيا رفيع المستوى، ومعارضين إماراتيين ونشطاء سياسيين.
وأفاد التقرير بأن فريق التجسس استهدف أيضا شخصيات أميركية لم يوضح هوياتها، وهو ما يتناقض مع تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية.
وأوضحت رويترز أن وحدة العمليات الإلكترونية الهجومية في أبو ظبي، المؤلفة من مسؤولين في الأمن وعملاء سابقين في المخابرات الأميركية، هي التي استخدمت أداة التجسس “كارما”.
وبحسب تقرير الوكالة، فإن العاملين الأميركيين في المشروع الإماراتي كانوا يتقاضون رواتب بين مئتي ألف وأربعمئة ألف دولار سنويا، وطُلب منهم أن يقولوا إنهم يعملون لدى شركة مقاولات في أبو ظبي.