موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: تقارب الإمارات ونظام الأسد.. دعم اقتصادي يعزز الإشادة السياسية

330

تشهد علاقات النظام الحاكم في دولة الإمارات تقاربا علنيا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد توج مؤخرا بدعم اقتصادي يعزز الإشادة السياسية ل”حكمة” النظام السوري.

ويثير التقارب الإماراتي لنظام الأسد غضبا وسخطا واسع النطاق في سوريا والدول العربية كونه يخترق الموقف العربي المناهض لنظام الأسد ويوفر غطاءً لما ارتكبه النظام من مجازر بحق شعبه على مدار سنوات.

وقد كشف مسؤول سوري سابق أن الإمارات قدمت مساعدات مالية بأشكال مختلفة لنظام بشار الأسد، خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن احتضان دبي استثمارات عديدة وأموال مهرّبة للنظام السوري، ما ساهم في وقف تدهور سعر الليرة أمام العملات الأجنبية.

وأضاف المسؤول أن الإمارات، بعد زيارات متبادلة لرجال أعمال البلدين ومشاركتها في معرض دمشق الدولي، اتفقت مع رجال أعمال يتبعون لنظام الأسد على تقديم دعم بقيمة ملياري دولار، يشمل تمويل شحنات قمح ووقود، ومواد غذائية.

ويشير المسؤول إلى أن أهم سبب لتبادل الزيارات بين الجانبين، إيجاد طرائق مباشرة لدعم الأسد مالياً والالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية، عبر تأسيس شركات وهمية في منطقة جبل علي بدبي، وتزويد النظام السوري بالسلع والمنتجات عبر لبنان.

ويقول مراقبون إن أحد أهم أسباب تحسّن سعر الليرة، هو الدعم الإماراتي المباشر عبر منح حكومة الأسد مبالغ كبيرة بالعملة الأميركية. وبلغ سعر العملة السورية أمس، نحو 780 ليرة للدولار، بعد أن لامست 1000 ليرة في وقت سابق.

وقبل أيام أبرزت وكالة رويترز العالمية للأنباء التقارب الحاصل في العلاقات بين دولة الإمارات والنظام السوري برئاسة بشار الأسد.

وأشارت الوكالة إلى إشادة القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا بالأسد “لقيادته الحكيمة”، واعتبرته أحد أقوى أوجه التعبير عن الدعم حتى الآن من بلد ساند في وقت من الأوقات أعداء دمشق في الحرب الأهلية.

واستأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية العام الماضي وسيلقى دعم الإمارات القوي ترحابا من الأسد الذي استعاد السيطرة على معظم بلاده من مقاتلي المعارضة والمتشددين ويسعى للتخلص من عزلته بالنسبة لمعظم دول العالم.

وفي حديثه خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات في الثاني من ديسمبر كانون الأول، عبر القائم بالأعمال الإماراتي عبد الحكيم النعيمي عن أمله في أن “يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد”.

وأضاف وفقا لما ورد في تسجيل مصور بثته قناة (آر.تي) الروسية “العلاقات السورية الإماراتية متينة ومميزة وقوية تقوم على أسس واضحة وثابتة قاعدتها لم الشمل العربي عبر سياسة معتدلة”.

وبدأت الإمارات تعزيز العلاقات مع دمشق لمواجهة نفوذ خصميها إيران وتركيا. وأعادت فتح سفارتها هناك في ديسمبر كانون الأول الماضي مما أثار غضب واشنطن التي تسعى لإبقاء الأسد معزولا.

وأبلغت مصادر رويترز هذا العام بأن واشنطن تضغط على دول الخليج العربية، ومنها الإمارات، للإحجام عن استعادة العلاقات.

ووجه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الحفل الشكر للإمارات على دعمها. وقال “سوريا لن تنسى أن الإمارات وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب”.

وكانت الإمارات دعمت في أوقات سابقة من الحرب الجماعات المعارضة للأسد. واستعاد الأسد السيطرة على معظم أراضي البلاد منذ بدء الدعم الجوي الروسي في 2015، مما أمال كفة الحرب لصالح الأسد.

وأبرز أبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” أن هذا الخطاب من النظام الإماراتي لا يعبر عن الشعب الإماراتي الداعم للشعب السوري ضد حاكمه الدكتاتور.

وسبق أن هاجمت الإمارات النظام السوري وصرحها نظامها أن إغلاق السفارة في دمشق وسحب الاعتراف بنظام الأسد نزولاً عن رغبة الإماراتيين والمجازر المروعة. لكنها بعد إعادة السفارة لم تقدم تبريراً لذلك!

وقد يعود في جزء من إعادة العلاقة مع “النظام السوري” إلى حالة التَقرب الإماراتية من موسكو، فالإمارات التي لم تعترض على التدخل الروسي في سوريا عندما أوشك نظام الأسد على السقوط عام 2015 تبدو أكثر قرباً من “الكرملين” الآن من حلفاءها الخليجيين.

فخلال السنوات الماضية دعمت الإمارات أكثر من مرة غارات روسيا على مناطق المعارضة السورية، واتهام المعارضين للأسد بكونهم جزء من تنظيم الدولة “داعش”.

ولا يعني أن الإمارات تنظر إلى على علاقتها مع دمشق من زاوية علاقة بين دولتين بل تضغط لإعادتها إلى الجامعة العربية، فقد اتهمت الإمارات أكثر من مرة الجامعة بإخراج دمشق من “الحاضنة العربية” إلى إيران. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها، وطالبت جيش النظام بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.

كما أن الإمارات امتلكت توجهاً مماثلاً لنظام الأسد وإيران بقتل الثَّورة السورية والإطاحة بها، من زاوية المعارضة، ما يضع علامة استفهام عديدة حول موقف السلطات من النظام السوري طوال الفترة الماضية والعبث بمصير شعب ومشاعر وتعاطف الإماراتيين الذين اعتقدوا بشكل دائم بصواب رؤية القيادة بمطاردة نظام مجرم قتل شعبه، فيما كانت السلطات تقوم بشيء آخر غير دعم الشعب السوري.

واستقبلت الإمارات أقارب بشار الأسد وعائلات قادة قواته ومسؤولين ورجال أعمال تابعين للنظام بحفاوة بالغة.

وفي المقابل فرضت الدولة شروطاً كثيرة على السوريين الراغبين في الحصول على فيزا لدخول أراضيها، كما واجهت أبوظبي اتهامات بترحيل مئات السوريين قسرياً في عام 2017 معظمهم من أبناء محافظة دير الزور ومحافظة درعا اللتين ثارتا ضد النظام منذ البداية عام 2011.

قَتل النظام السوري قرابة المليون وشرد ثلاثة ملايين، وتعتقد الإمارات أن ذلك “سياسة حكيمة” هل أصبحت الدولة وسياستها إلى هذه الدرجة من البؤس والإساءة للإماراتيين، أم أن سياسة الدولة هي اعتقال وتشريد الشعوب؟!

امتلكت الإمارات هدفاً عاماً في مواجهة الثورات في الشرق الأوسط، وهو هدف عام تلتقي فيه مع الأنظمة الدكتاتورية ومنها نظام الأسد وإيران التي أصيبت بصعقة من الربيع العربي رغم محاولتها التأثير فيه لصالحها.

لقد دفعت هذه السياسة الإمارات نحو هاوية وأدت إلى تلكؤ في الاقتصاد، وسمعة سيئة تجوب بها دبلوماسيتها في العالم، لم يسبق أن كانت سياسة الدولة بهذا العنف، ولم تكن بهذا السُّوء.