موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

دعوى قضائية في بريطانيا ضد مسئولين إماراتيين بتهمة التعذيب

214

في إدانة دولية جديدة لسجل الإمارات الأسود، رفع أكاديمي بريطاني دعوى قضائية بحق مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى في بريطانيا بتهمة التعذيب.

ويستهدف ماثيو هيدجز الذي احتجزته السلطات الإماراتية قبل قرابة ثلاث سنوات بتهمة التجسس، محاكمة عددا من كبار المسؤولين في أبوظبي اتهمهم فيها بالاعتداء عليه وتعذيبه وسجنه دون وجه حق.

ورفع محامون عن هيدجز أوراق الدعوى في محكمة لندن العليا على أربعة من المسؤولين الأمنيين في الإمارات.

ومن بين المسئولين المستهدفين في الدعوى رئيس نيابة أمن الدولة في أبوظبي آنذاك، والقائد العام لشرطة أبوظبي حينها.

وطلب هيدجز في الدعوى تعويضات عن الاعتداء عليه وسجنه دون وجه حق وإلحاق أذى نفسي متعمد به.

وعاد هيدجز إلى بريطانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بعد احتجازه أكثر من ستة أشهر، وذلك إثر صدور عفو عنه من حكم السجن المؤبد بتهمة التجسس.

وجاء الإفراج عنه بعد أن نشرت الإمارات مقطع فيديو يعترف فيه بأنه عضو في جهاز المخابرات البريطاني إم.آي 6.

وقال الأكاديمي البريطاني إنه تم إجباره على تسجيل الفيديو بعد تعرضه لتعذيب شديد.

وجاء في أوراق الدعوى التي قدمتها شركة كارتر رك القانونية الموكلة عنه أنه يتوقع الحصول على تعويضات بين 200 ألف و350 ألف جنيه إسترليني (بين 278 ألفاً و487 ألف دولار).

وقال هيدجز في بيان له: “في الخامس من مايو/أيار 2018 اعتُقلت وتعرضتُ للتعذيب في الإمارات وبعد ثلاث سنوات ما زلت أنتظر ظهور الحق وتحقيق العدل”.

وأضاف أن سلطات الإمارات رفضت أن ترد على شكوى قدمت لها من خلال وزارة الخارجية البريطانية كما اتهم الوزارة البريطانية بعدم بذل جهد كافٍ لتبرئة ساحته.

وكان هيدجز، طالب الدكتوراه بجامعة درَم، اعتقل في مطار دبي بعد زيارة لإجراء بحث استغرقت أسبوعين، وظل في حبس انفرادي لأكثر من خمسة أشهر وتألفت الأدلة المقدمة ضده من ملاحظات مأخوذة من أبحاثه الخاصة برسالة الدكتوراه.

وتركز البحث على موضوعات حساسة في الإمارات مثل الهياكل الأمنية والقبائل وتعزيز السلطة السياسية في أبوظبي.

إصدار كتاب يفضح محمد بن زايد

وأعد ماثيو هيدجز كتابا سيصدر في أكتوبر المقبل يفضح فيه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في مساعيه للاستيلاء على السلطة في الإمارات.

ويقدم الكتاب دراسة موثقة لكيفية استغلال محمد بن زايد للشبكات الشخصية في سعيه للوصول للسلطة في الإمارات وفرض نفوذه بالكامل.

وسيصدر الكتاب تحت اسم (إعادة اختراع المشيخة) ويتناول فيه العشيرة والسلطة والمحسوبية في الإمارات.

وبسبب هذا البحث اتهمت السلطات الإماراتية هيدجز بالجاسوسية وتم اعتقال وعذب وحكم عليه بالمؤبد، قبل أن يعفى عنه.

وجاء في وصف الكتاب “على الرغم من أن صدى الربيع العربي قد تردد في أنحاء الشرق الأوسط، تاركًا إلى حد كبير طريق الدمار، إلا أن الهدوء النسبي في الإمارات قدم خريطة طريق إقليمية للاستقرار”.

وأضاف “أدت التغييرات المحلية منذ عام 2000 إلى تغيير ديناميكيات الدولة بشكل كبير، مما عزز بقوة القوة داخل أبو ظبي”.

فبينما خلف خليفة بن زايد والده زايد بن نهيان أميرًا لإمارة أبوظبي ورئيسًا لدولة الإمارات عام 2004، تم نسب تطور الإمارات إلى حد كبير لدى محمد بن زايد.

وأبرز الكتاب تميز عهد محمد بن زايد بصعود جهاز الأمن ونهج الإدارة الجزئية للحكم.

وأشار إلى أن استراتيجية محمد بن زايد ركزت في التحصين على استباق التهديدات من السكان الأصليين في الإمارات وليس من المغتربين أو الجهات الفاعلة الأجنبية.

ونتيجة لذلك عزز سلطته ووزع إدارتها على حلفائه من القبائل والأقارب.

ودفع محمد بن زايد التحديث من أجل تعزيز قبضته على السلطة بحسب الكتاب.

ويستكشف الكتاب المرتقب استراتيجية أمن نظام محمد بن زايد، ويوضح شبكة التحالفات التي تسعى لدعم حكمه وعائلته.

ويؤكد أنه في منطقة مضطربة باستمرار، تظل دراسة الإمارات حاسمة لفهم تطور السيطرة الاستبدادية في الشرق الأوسط.