وصف الحاخام الأكبر السابق للمجلس اليهودي في دولة الإمارات ورابطة الجاليات اليهودية الخليجية “إيلي عبادي”، الإمارات بأنها واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم لليهود.
وأكد أن اليهود يعيشون في الإمارات ب”وضع هادئ جدا”، حيث لا توجد تظاهرات تندد بجرائم الاحتلال الوحشية في قطاع غزة، فيما وضع جاليتهم في نيويورك مثيرة للقلق بسبب الاحتجاجات.
وأجرى عبادي مقابلة مع قناة “أروتز شيفا” الإخبارية العبرية لمناقشة الوضع الحالي في “المجتمع اليهودي” في الإمارات وسط حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة المستمرة منذ 11 شهرا وخلفت أكثر من 40 ألف قتيل فلسطيني.
ويوضح الحاخام عبادي أن المجتمع في الإمارات قد تغير “إذ عندما بدأت منذ عدة سنوات، بعد اتفاقيات إبراهيم (للتطبيع العلني بين الإمارات وإسرائيل)، قمنا ببناء المجتمع بشكل جميل للغاية. كان مزدهرًا ومتناميًا”.
ويقول “عندما بدأت كان هناك 200 يهودي يعيشون هناك وزاد العدد إلى 1500، إن لم يكن أكثر. لقد بنوا شركات يهودية ومطاعم كوشير ومعابد يهودية، وكنا نفعل كل شيء علنًا وبدعم من الحكومة وكان سكان الإمارات مرحبين للغاية”.
ولكن الحاخام عبادي يقول إن الأمور بدأت تتغير عندما بدأت الحرب في غزة “عاد العديد من الإسرائيليين إلى إسرائيل. كانت الحكومة قلقة على سلامة الشعب اليهودي والمجتمعات اليهودية، وطلبت منا أن نكون أكثر هدوءًا بمعنى ما، حتى لا نثير أي عداء سواء للسياح أو لأي شخص قد يعيش هناك ويكون لديه عداء تجاه الشعب اليهودي”.
ويؤكد عبادي أن هذه الطلبات كانت من أجل سلامة الجالية اليهودية وليس عملاً ضدها، مشددا على أن “الإمارات هي واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم لليهود، وربما الثانية أو الثالثة في العالم. لذلك فإنهم قلقون للغاية بشأن السكان، بما في ذلك السكان اليهود، وبالتأكيد، لا يريدون أي حدث ضد الجالية اليهودية”.
وفي إطار التدابير الأمنية، يوضح الحاخام عبادي أن اليهود في الإمارات لا يرتدون الكيباه أو أي علامات أخرى تشير إلى يهوديتهم، بل ويمتنعون حتى عن التجمع للصلاة في المعابد اليهودية.
وبحسب قوله، ورغم أن الوضع ليس مثاليا، فإن “المجتمع اليهودي يواصل العيش في الإمارات، ويواصل العمل، ويواصل القيام بما يتعين عليه القيام به كسكان في المكان، لكنه يحاول أن يعيش بعناية أكبر”.
ويرى الحاخام عبادي أن اتفاقيات إبراهيم هي الطريق الصحيح للمضي قدمًا في المنطقة، “أعتقد أن اتفاقيات إبراهيم كانت أعظم إنجاز تمكنت إسرائيل والإمارات إلى جانب البحرين والمغرب، من تحقيقه. أعتقد أنها الطريق للمستقبل: اتفاقيات السلام مع العديد من الدول العربية الأخرى”.
ويضيف: “بينما نتحدث، حتى أثناء الحرب، فإن الاتفاقيات تعمل بشكل جيد ولم يتوقف أي شيء عن العمل بشكل جيد، ونحن نتطلع إلى ما بعد الحرب لتوسيع الاتفاق بشكل أكبر”.