موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات الوكيل الدولي الداعم لجماعات متطرفة في اليمن

531

تتولى الإمارات دورا في غاية الخطورة بوصفها الوكيل الدولي الداعم لجماعات متطرفة في اليمن وهو ما يهدد البلاد بتأثير عميق حاضرها ومستقبلها.

وأبرزت قناة “بلقيس” اليمنية أنه طوال عقود ماضية، كانت الدعوة السلفية ملتزمة بالوسائل السلمية، وكسبت الكثير من الحواضن الشعبية التي كانت مستعدة ومتعطشة للأجواء الملتزمة، لكنها بعد الانقلاب الحوثي والتدخل العسكري للتحالف السعودي الإماراتي، بدأت مرحلة جديدة.

وبعد انخراط مجموعة من الجماعة السلفية في العمل المسلّح وتحولها إلى حركة مسلحة تفرض سيطرتها وأفكارها بالقوة، فإن الخلاف الذي كان يدور بينها في الرأي والمساجلات لن يعود كما كان.

الألوية السلفية المدعومة من السعودية والإمارات تعدّ شاهدًا على هذا التحول، حيث انتقلت من حركة دينية سلمية إلى قوة مسلحة، في إطار خطة استراتيجية إماراتية طويلة المدى. بل إن هذا التمكين العسكري جعلها طرفًا رئيسيًا في المشهد اليمني المعقد.

تجنيد إماراتي

يقول الصحفي وديع عطا إنه بعد اغتيال اللواء سيف اليافعي، الذي كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وكان من المفترض أن يؤسس لنواة جيش حقيقي يقود معارك التحرير ضد ميليشيا الحوثي في الساحل الغربي بعد تحرير مدينة عدن وما حولها، أُجهضت فكرة إنشاء جيش وطني حقيقي ينتمي للدولة، ويكون ولاؤه للدولة اليمنية، ويخوض هذه المعركة الوطنية تحت شعار واحد ولواء واحد ووطن واحد.

وأضاف: “المكونات الآن تداخلت فيما بينها، وفرضت الإمارات لونًا واحدًا بدعمها لفصائل معينة واتجاهات محددة، حيث تغولت قوات العمالقة والتيار السلفي بشكل كبير وتنامت بشكل واسع، من خلال التجنيد الشعبي في الكتائب والحشد الشعبي الذي تم جمعه بشكل شامل”.

وتابع: “كان الجميع تقريبًا يرغبون في قتال ميليشيا الحوثي، ففُتح باب التجنيد على مصراعيه، وكان من بين أولئك الكثير من الكتائب التي انتمت إلى هذا التيار من أبناء محافظة الحديدة وأبناء تهامة، وانضموا إليها في إطار ما كان يسمى بألوية المقاومة التهامية وألوية النخبة العسكرية، التي كانت تُعدّها الإمارات، كما فعلت في عدن وشبوة وحضرموت”.

مخطط بموافقة غربية

يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، الدكتور عبدالباقي شمسان، إن الجماعات السلفية والتحولات المرتبطة بوجودها في المنطقة تتعدد مرجعياتها. فالتيار المدخلي، مثلًا، يدّعي أنه لا علاقة له بالسياسة وأنه لا بد من اتباع ولي الأمر، وهناك التيار السلفي، والتيار الجهادي، والتيار القيادي.

وأضاف: “هذه التيارات السلفية تبرر التدخل الأجنبي لأنها تطيع الحاكم بكل قراراته، ومن هنا فهي تقابل التيار الحوثي، والتيارات الجهادية الممثلة بالجماعات المتطرفة”.

وتابع: “كانت هناك تيارات مدخلية في ليبيا، وتيارات مدخلية في اليمن ممثلة بأبو العباس، وهذه التيارات طالما أنها تطيع ولي الأمر، فإنه ينبغي أن تتوسع ويكون لها وجود، ولهذا فقد أُضعفت مؤسسات الدولة في اليمن، مثل رئاسة الجمهورية والبرلمان والقضاء والحكومة، ومُصِرت قدرتها على ممارسة السيادة”.

وأردف: “هذه التيارات أضعفت مؤسسات الدولة، ثم ذهبت نحو الجيش الوطني، حيث تم إيجاد أكثر من مكون، مثل الأحزمة والنخب والجماعات الجمهورية، مما أدى إلى تعدد المكونات العسكرية”.

وزاد: “أهم عنصر في البلدان العربية والإسلامية والدول المتحولة هو الجانب الديني، حيث تم استهداف الجماعات العقائدية التي تجمع بين السياسة والدين، مثل حزب الإصلاح، وتم إحلال الجماعات المدخلية مكانها”.

وقال: “للموازنة مع الجماعات الإيرانية أو الشيعية، ينبغي أن توجد أكثر من جماعة، فتم إيجاد الجماعة العقائدية الممثلة بالجماعات الإخوانية أو الإصلاح، وإيجاد جماعة عسكرية تواجه الاثنين معًا، مما يعني أن هناك تخطيطًا مسبقًا”.

وأضاف: “عندما يكون المجتمع منقسمًا، أي أن الجانب الاجتماعي والإنساني ضعيف اقتصاديًا، ومنشغلًا في همومه المعيشية مثل الغاز والمرتبات والحياة اليومية، يصبح مرهقًا، ويصبح الجانب الديني هنا في غاية الأهمية”.

وتابع: “استخدام الجماعات السلفية بدأ منذ حرب الخليج الأولى، حيث بررت التدخل الأمريكي في العراق، وتحالف دول الخليج في استهداف العراق، والوجود الأمريكي في المنطقة، وتم توظيفها منذ وقت مبكر”.

وأردف: “نحن الآن لدينا جماعات جهادية سلفية متطرفة، وجماعات سلفية، ومؤسسات دولة ضعيفة، وجيش متعدد، وكيانات منافسة له، ومرجعيات دينية متعددة، وجماعات لا تؤمن بتبعية الحاكم، وجماعات متمكنة وقوية تؤمن بذلك، ومجتمع منهك، وكل هذا مخطط له مسبقًا، وحتى المجتمع الغربي موافق عليه، لأنه منذ احتلال العراق، تم التخطيط لإعادة المنطقة إلى ما يسمى بالهويات ما قبل الدولة، ولدينا نموذج في العراق، حيث توجد سنة وشيعة وأكراد، وغيرهم”.

وأوضح أن الجماعات السلفية المدخلية، الممثلة بالسلف في المناطق المحررة، لا تعتبر التدخل الأجنبي الإماراتي أو السعودي أو الغربي مخالفًا للعقيدة الدينية، وبالتالي تبرر التدخل وتعتبر طاعة ولي الأمر واجبًا، سواء كان خليجيًا أو يمنيًا.