موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تصاعد الدعوات لمقاطعة مرتزقة الإمارات من المؤثرين المتورطين بتلميع أبو ظبي

971

تشهد منصات التواصل الاجتماعي تصاعدًا ملحوظًا في حملات مقاطعة مرتزقة الإمارات من المؤثرين العرب، الذين يُتهمون بتبييض جرائم النظام الإماراتي وتلميع صورته عبر محتوى ممول يُخفي وراءه أجندة سياسية وأمنية تمتد من فلسطين إلى السودان واليمن وليبيا.

وتأتي هذه الدعوات في سياق متنامٍ من الغضب الشعبي العربي تجاه السياسات الإماراتية في الإقليم، بعد تورطها المتكرر في دعم الانقلابات، وتمويل الحروب الأهلية، والمشاركة في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ما جعلها – وفق ناشطين – أحد أهم مراكز “غسيل السمعة” عبر شبكات الإعلام الجديد والمحتوى الدعائي.

شركات واجهة بتمويل إماراتي وإدارة إسرائيلية

من أبرز الكيانات التي جرى تسليط الضوء عليها في هذه الحملات، شركة New Media Academy وشريكتها New Media Production المرتبطة بمنصة Nas Daily، التي يقودها المدون الشهير نص دايلي (الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية – الفلبينية).

وقد كشف ناشطون أن الإسرائيلي جوناثان بيليك، أحد مؤسسي “نيو ميديا”، تولّى تدريب وتأهيل مئات من صُنّاع المحتوى العرب تحت شعارات “الإبداع والريادة”، بينما الهدف الحقيقي هو تجنيد مؤثرين لخدمة رواية الإمارات وتلميع حلفائها في المنطقة.

وبحسب تقارير متقاطعة، تتحكم “نيو ميديا” اليوم في جزء كبير من منظومة المؤثرين المصريين والعرب، حيث يجري اختيار الوجوه الشابة بعناية، وتقديم الدعم المالي واللوجستي لها، مقابل الترويج غير المباشر لسياسات أبو ظبي، أو الصمت عن جرائمها.

وتشكل هذه المنظومة، كما يرى مراقبون، ذراعًا ناعمة لماكينة الدعاية الإماراتية – الإسرائيلية التي تتكامل في الأهداف والأدوات.

دعاية لتغطية الجرائم الإقليمية

يرى ناشطون أن حملة “المؤثرين الممولين” ليست مجرد ترف إعلامي، بل جزء من مشروع سياسي شامل. فبعد تورط الإمارات في جرائم ضد المدنيين في اليمن وليبيا والسودان، إلى جانب دعمها الانقلابات وتمويل أنظمة قمعية، ظهرت الحاجة إلى “غسيل أدمغة” جماعي لتبييض سجلها الأسود.

ويشير محللون إلى أن النظام الإماراتي استثمر بكثافة في بناء شبكات من الإعلام البديل والمؤثرين الرقميين لخلق صورة زائفة عن “الإمارات المبدعة والمتسامحة”، في حين أنها تموّل ميليشيات وتدعم احتلالات وتُشعل الحروب بالوكالة.

وتربط الحملات الأخيرة بين التغلغل الإعلامي الإماراتي ومواقفها السياسية والعسكرية، بدءًا من دورها في دعم قوات حفتر في ليبيا، ومرورًا بتمويل ميليشيا الدعم السريع في السودان عبر شرق ليبيا، وصولًا إلى التحالف العسكري والسياسي مع إسرائيل الذي تجاوز التطبيع إلى المشاركة الميدانية في دعم الاحتلال في غزة عبر الاستخبارات والإمداد اللوجستي.

في مقابل ذلك، أطلق ناشطون وصحفيون مستقلون دعواتٍ إلى مقاطعة كل الفعاليات والجوائز والمعارض التي تمولها الإمارات، معتبرين أن “القبول بالتعامل معها هو شكل من أشكال التطبيع مع كيان قاتل واحتلال ناطق بالعربية”.

وتصدّر وسم #قاطعوا_مرتزقة_الإمارات منصات التواصل، داعيًا إلى مراجعة العلاقات المهنية مع المؤثرين المرتبطين بشركات تمويلها إماراتي أو إدارتها إسرائيلية، وإلى “فضح كل من يستفيد من تبييض الجرائم تحت غطاء الفن أو التنمية أو السياحة”.

وركزت العديد من المنشورات على المفارقة بين مشاهد الدمار والقتل في غزة والسودان واليمن، وبين حلقات ترفيهية أو تعليمية ينتجها مؤثرون عرب بدعم من شبكات أبو ظبي، مثل “الدحيح” وآخرين ممن يُتّهمون بـ”إلهاء الجمهور وتخديره” بينما تتورط أنظمة مموليهم في انتهاكات مروعة.

كيانان بوجهين: واحد بالعبرية وآخر بالعربية

تختتم الدعوات خطابها بالتأكيد على أن الفصل بين الإمارات وإسرائيل بات زائفًا، إذ أصبحا “كيانًا واحدًا بوجهين: أحدهما ناطق بالعبرية والآخر بالعربية”.

ويرى الناشطون أن “التحالف الإماراتي–الإسرائيلي” لا يقتصر على السياسة والأمن، بل يمتد إلى المجال الثقافي والإعلامي، حيث يجري توظيف المؤثرين العرب كأدوات دعائية لتطبيع الوعي وتفريغ القضايا العربية من مضمونها.

وبينما تستمر الحملات في الاتساع، يبدو أن الوعي الشعبي الرقمي بدأ يستعيد زمام المبادرة في مواجهة شبكات النفوذ الإعلامي المموّل، وسط مطالبات متزايدة بإرساء مدونات سلوك مهنية تحظر التمويل المشبوه والتطبيع الإعلامي، وتعيد الاعتبار لرسالة المحتوى الحر المستقل في زمن الهيمنة الإماراتية على المشهد العربي.