موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الغارديان تحذر من تصاعد خطط الإمارات لتقسيم اليمن

745

حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من أن سيطرة ميليشيات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات على جميع المحافظات الجنوبية في اليمن، تمهد لتقسيم البلاد.

وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تمثل تحولاً جذريًا قد يفتح الباب أمام إعلان استقلال جنوب اليمن وإعادة البلاد إلى دولتين للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي، فضلا عن أنها تشكل هذه التطورات انتكاسة كبيرة للمملكة العربية السعودية، المنافس الإقليمي الأبرز للإمارات.

وبحسب الصحيفة تدفّق ما يصل إلى 10 آلاف جندي من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط الأسبوع الماضي، قبل أن يتوجهوا إلى محافظة المَراح الأقل سكانًا والواقعة على الحدود مع سلطنة عُمان، وهي منطقة لم تكن يومًا تحت سيطرة المجلس.

وبذلك أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر لأول مرة في تاريخه على المحافظات الثماني التي شكّلت جنوب اليمن سابقًا. وقد سارعت سلطنة عُمان إلى إغلاق حدودها في البداية، مطالبة بإنزال علم الجنوب، لكنها تراجعت لاحقًا.

تراجع الدور السعودي

في خطوة تعكس التراجع الكبير للنفوذ السعودي في اليمن، سحبت الرياض قواتها من القصر الرئاسي في عدن ومن مطار المدينة، وهو انسحاب يُظهر أن القوات المدعومة من السعودية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا قد هُزمت – ولو مؤقتًا – أمام قوات الانتقالي الجنوبي.

ورغم المكاسب الميدانية، فإن إعلان دولة جنوبية بشكل فوري قد يكون مجازفة سياسية خطيرة، استنادًا إلى تجارب انفصالية سابقة مثل الصحراء الغربية، التي فقدت دعمًا دبلوماسيًا واسعًا بعد فترة قصيرة من إعلانها وحدة مستقلة.

ومن المتوقع أن يعلن المجلس الانتقالي نيته إجراء استفتاء على استقلال الجنوب في المدى المتوسط. لكن مستقبل هذه الخطوة سيعتمد على قرار راعيه الأساسي دولة الإمارات.

ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2015، حكم الجنوب تحالفٌ هش يجمع بين حزب الإصلاح المدعوم من السعودية برئاسة رشاد العليمي، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات بقيادة عيدروس الزبيدي.

ورغم تعاونهما الشكلي داخل مجلس القيادة الرئاسي، ظل الزبيدي يتمتع بأفضلية عسكرية واضحة. وقد انتقل العليمي مؤخرًا إلى الرياض، حيث التقى دبلوماسيين فرنسيين وبريطانيين وأمريكيين، داعيًا المجلس الانتقالي إلى العودة لثكناته، قائلاً: “نرفض أي إجراءات أحادية تقوض الوضع القانوني للدولة وتخلق واقعًا موازيًا.”

السيطرة على شركة النفط الأكبر

بعد مؤشرات على ضوء أخضر إماراتي، سيطرت قوات الزبيدي الأسبوع الماضي على شركة بترومسيلة، أكبر شركة نفط في اليمن والواقعة في حضرموت، مما عزّز قدرة المجلس على صياغة مستقبل الجنوب وربما مستقبل اليمن بأكمله.

ولطالما عارضت الأمم المتحدة والدول الغربية تقسيم اليمن، متمسكة بخارطة الطريق السعودية التي تهدف إلى تشكيل حكومة اتحادية تضم الحوثيين والقوات الجنوبية.

وقد أجرى دبلوماسيون غربيون اتصالات مع الزبيدي الأسبوع الماضي لاستيضاح نواياه، بما في ذلك مدى علاقاته مع روسيا وتأثير ذلك على الصراع مع الحوثيين المدعومين من إيران. حتى اللحظة، لم تُصدر أي دولة غربية أو الولايات المتحدة بيانًا علنيًا حول التطورات.

ورغم السيطرة الجنوبية، لا تزال محافظتا تعز ومأرب – الواقعتان خارج حدود الجنوب التقليدية – خارج سيطرة الحوثيين. وقد يسعى المجلس الانتقالي إلى عرض وضع الحماية عليهما لتجنب سقوطهما بيد الحوثيين.

تحولات كبرى وصراع إقليمي

تقول ميساء شجاع الدين، المحللة البارزة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: “ربما تكون هذه أكبر نقطة تحول في اليمن منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2015. هذه الخطوة قد تقوّض التحالفات الإقليمية والمحلية، بما في ذلك جرّ الإمارات إلى صراع مباشر مع السعودية.”

وترجّح أن المجلس الانتقالي سيكون في موقف قوي للمطالبة بنظام حكم ذاتي واسع للجنوب، بينما تخشى السعودية على أمن حدودها الجنوبية في ظل تاريخ هجمات الحوثيين على المملكة.

وتزايدت التكهنات بأن الإمارات منحت المجلس الانتقالي الضوء الأخضر للتمدد العسكري بعد غضبها من الطلب السعودي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لإنهاء الحرب الأهلية في السودان؛ تلك الأزمة التي خلّفت دعاية سلبية ضخمة ضد الإمارات بسبب اتهامات بتسليح قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب.

ولا يزال وفد سعودي في حضرموت تحت ضغط شديد من الرياض لإعادة ترتيب شيء من الفوضى الميدانية المتصاعدة.