موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وزير الخارجية الأمريكي: تحالفات تضم إسرائيل والإمارات

111

كشف وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، عن تحالفات ضمّت كلاً من أمريكا وإسرائيل والإمارات والسعودية والبحرين؛ “لإيجاد استقرار في الشرق الأوسط”.

ونقل حساب الخارجية الأمريكية على تويتر باللغة العربية، عن بومبيو قوله: “لقد شاهدنا إيران وهي تصبح أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وقد بدأت الإدارة (الأمريكية) حملة ضخمة للضغط على طهران لوقف هذا الإرهاب”.

وأضاف بومبيو: “لقد فعلنا ذلك من خلال بناء تحالفات مع شركائنا في الإمارات والسعودية والبحرين، وجميع أنحاء الشرق الأوسط، وشركائنا الإسرائيليين، لإيجاد الاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأوضحت الخارجية أن تصريحات بومبيو جاءت في مقابلة مع إذاعة لم تحددها، وقال فيها: إن “الشرق الأوسط لا يزال مكاناً ينبع فيه الإرهاب. علينا أن نتأكد من أننا نفعل كل ما في وسعنا لمنعه من الوصول إلى وطننا”، على حد قوله.

ويأتي الحديث عن تلك التحالفات في وقت تتصاعد فيه موجات التطبيع بين دول عربية؛ أبرزها الإمارات والسعودية والبحرين، حيث بدأت تأخذ طابعاً أقرب إلى العلني.

وخلال الأشهر الماضية، جرى الحديث عن تطوّر العلاقات بين “إسرائيل” والدول الخليجية الثلاث؛ من خلال صفقات لشراء أسلحة وزيارات متبادلة لمسؤولين، منها ما هو سري وآخر جرى أمام عدسات الكاميرات.

وقبل أيام، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية السابق، زار إسرائيل مؤخراً عدة مرات، وفي مناسبات مختلفة، قبل إقالته من منصبه، في أكتوبر الماضي.

وتبرّر الدول الثلاث توسّع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي بمواجهة إيران، التي تقول أبو ظبي الرياض إنهما تحاولان الحد من نفوذها في دول الشرق الأوسط.

ومؤخرا فضح طلب الإمارات شراء طائرة مسيرة المستور على ما تمارسه من عار التطبيع مع إسرائيل في ظل توالي فضائح عيال زايد بهذا الصدد.

وأماط اعتراف إسرائيل الرسمي برفضها طلبا للإمارات لشراء طائرة مسيرة من صناعاتها الجوية، الستر عن كواليس التعاون العسكري بين تل أبيب ودول عربية وإسلامية.

وكشف التلفزيون الإسرائيلي الرسمي النقاب عن أن دولة خليجية قدمت طلبا لتل أبيب قبل سنوات عدة لشراء طائرة مسيرة من طراز “هرمز 450″ والملقبة بـ”زيك”.

ووفقا للقناة الإسرائيلية فإن السلطات الأمنية بتل أبيب رفضت طلب الدولة الخليجية التي قررت عقب ذلك شراء طائرات من دون طيار من الصين.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية ردا على ذلك إنها “لا تعقب على صفقات الصادرات الأمنية”.

ورغم التكتم الإسرائيلي على اسم الدولة الخليجية بطلب من الرقيب العسكري، فإن التلفزيون الإسرائيلي أفاد بأن الدولة المعنية هي الإمارات العربية المتحدة، التي قال إنها أبرمت خلال عام 2017 صفقة مع الصين لشراء طائرات مسيرة استخدمتها في تنفيذ عمليات هجومية واغتيالات في اليمن.

يأتي هذا الكشف ليعزز الأنباء عن توجه دول عربية وإسلامية في مقدمتها الإمارات لتوسيع تعاونها العسكري والاستخباري مع إسرائيل بعيدا عن الأضواء.

ففي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نشرت صحيفة هآرتس تحقيقا كشف أن السعودية تستعمل منظومات تجسس إلكترونية إسرائيلية (بيغاسوس 3)، اشترتها من شركة “أن أس أو” الإسرائيلية بموجب اتصالات وصفقات أبرمت ما بين 2014 و2017، حيث بلغت القيمة الأولية للصفقة 55 مليون دولار من إجمالي يبلغ 208 ملايين دولار.

ويستثني قسم تصدير الصناعات العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أي بيانات حيال التبادل التجاري العسكري مع دول عربية أو إسلامية ليست لها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.

ووفقا لبيانات صادرة عن الوزارة عن العام 2017 التي أوردتها صحيفة “كلكليست” الاقتصادية، فإن الصادرات العسكرية الإسرائيلية للعالم بلغت 9.2 مليارات دولار، مما يعكس زيادة بنسبة 40% مقارنة مع العام 2016، وهو ما أدى لتصنيف إسرائيل بوصفها واحدة من بين أكبر عشر دول مصدرة للصناعات العسكرية والأمنية في العالم.

ومن خلال استعراض التوزيع الجغرافي للصادرات العسكرية الإسرائيلية، فقد كانت معظم الصادرات إلى دول آسيا والمحيط الهادي بحوالي 58%، وأبرز الصفقات كانت بقيمة 2 مليار دولار وقعت بين الصناعات الجوية الإسرائيلية والهند، منها أكثر من 1.6 مليار دولار لنظام الدفاع الجوي “باراك 8”. وتأتي في المرتبة الثانية أوروبا بنسبة 21% من الصادرات، وأميركا الشمالية بنسبة 14%، وأفريقيا بنسبة 5%، وأميركا اللاتينية بنسبة 2%.

مدير المعهد الإسرائيلي “ميتفيم” نمرود جورن: تاريخ حافل بالعلاقات السرية بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني والعسكري (مواقع التواصل الاجتماعي)

محلل الشؤون العسكرية والأمنية في الإذاعة الإسرائيلية إيال عليمة يرى أن هذه القضية وإن كانت تفاصيلها مبهمة “تعكس الوضع القائم”.

وقال إن “بعض الدول العربية والإسلامية تبقي على العلاقات الأمنية والصفقات العسكرية مع تل أبيب تحت طي الكتمان، كما أن لإسرائيل مصلحة في ذلك منعا لإحداث أي إرباك أو إحراج لهذه الدول التي لا توجد معها علاقات دبلوماسية أو بسبب حساسية العلاقات القائمة أصلا”.

وبرأيه فإن الكشف عن طلب الإمارات شراء الطائرات المسيرة من إسرائيل “لا يبدو غريبا أو مستغربا”، مشيرا إلى تصريحات وردت على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغيره من القادة الإسرائيليين، تحدثوا عن “علاقات متينة” بين تل أبيب ودول خليجية وعربية، تبقى تحت مظلة من السرية بطلب من هذه الدول.

وعن طبيعة العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل ودول عربية، قال عليمة “نستطيع الحديث عن صفقات أسلحة متطورة ومنظومات تكنولوجيا، أو مشاريع عسكرية لمنتجات مشتركة من تطوير الصناعات العسكرية الإسرائيلية والأميركية التي كانت محط اهتمام دول في الشرق الأوسط التي سارعت لإبرام صفقات مع تل أبيب”.

وأوضح أن رواج صفقات الأسلحة واتساع الحديث والنشر عنها في هذه المرحلة سبقه تعاون استخباراتي وتنسيق أمني إسرائيلي مع “الدول المعتدلة” في كل ما يتعلق بـ”مكافحة الإرهاب”.

الطرح ذاته تبناه واستعرضه نمرود جورن مدير المعهد الإسرائيلي “ميتفيم” المتخصص في السياسات الخارجية لإسرائيل والشرق الأوسط، الذي تحدث عن تاريخ حافل بالعلاقات السرية بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني والعسكري والدبلوماسي والاستخباراتي وتبادل المعلومات وصفقات الأسلحة.

ولفت إلى أن الجديد في الأمر هو النشر والكشف عن كواليس هذه العلاقات والصفقات، مضيفا أن رفض إسرائيل صفقة الطائرات المسيرة مع دولة خليجية يعود بالأساس لرفضها الكشف عن هذه التكنولوجيا حتى لدول تعتبرها صديقة أو لربما لمعارضة أميركا للصفقة.

وفيما يخص التماهي في النشر والكشف عن إبرام صفقات أسلحة وتكنولوجيا وتعاون أمني وعسكري، رجح جورن أن ذلك من مصلحة إسرائيل “لتبعث بذلك رسالة لإيران بأن تل أبيب ماضية في تعزيز الحلف مع الدول السنية المعتدلة”.

وتابع أن نتنياهو يبعث رسائل داخلية للمجتمع الإسرائيلي وتطمينات قبيل الانتخابات بأن قطار التطبيع انطلق وبسرعة وأنه ما عادت هناك تهديدات أمنية.

وقبل يومين كشف رئيس لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) مورت فريدمان، عن أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت، زار أبو ظبي سرا مرتين الشهر الماضي.

وذكر فريدمان أن المسؤول العسكري الإسرائيلي التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعددا من كبار العسكريين الإماراتيين.

وأوضح أنه تم الاتفاق على بيع سلاح إسرائيلي لأبو ظبي، وعلى زيارة ضباط إماراتيين كبار لإسرائيل قريبا جدا، كاشفا عن أن المحطة الخليجية العلنية المقبلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد عُمان ستكون المنامة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات فريدمان، جاءت خلال اجتماع عقد قبل أيام مع أعضاء كنيسة “مسيحية صهيونية” في مدينة تينت بولاية نيوجيرسي الأميركية.