موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أمن الدولة الإماراتي يحضر لحملة اعتقالات جديدة

185

يبدو أن إعادة نبش التغريدات للمسؤولين أصبحت عادة جهاز أمن الدولة مع تكميم معظم الأفواه المطالبة بالحرية والمساواة إضافة إلى التحضير لمهاجمة كل من ينتقد الإعلام الرسمي حتى لو كانت البرامج الهابطة لا تمثل الإماراتيين.

ويُبين “حمد المزروعي” وهي شخصية تابعة لجهاز أمن الدولة في الإمارات، في حسابه على تويتر، جانباً من هذا النوع من الاستهداف المباشر للمسؤولين والمفكرين.

وأعاد المزروعي تغريدات نشرها جمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي تعود إلى عام 2012، وفيها امتداح لسياسة الرئيس المصري -آنذاك- محمد مرسي، وطالب المزروعي من “بن حويرب” حذفها. فحذف بن حويرب تغريدتان وأبقى واحدة تشير إلى صلاة مرسي في الأزهر.

مطلع شهر رمضان الفضيل، قاد عضو المجلس الوطني الاتحادي، سعيد الرميثي حملة شعبية تدعو إلى إيقاف برنامج “لعلهم يعقلون” في قناة أبوظبي الرسمية، ويقدمه الكاتب السوري المثير للجدل محمد شحرور، البرنامج، ناشرا تصريحات سابقة للشيخ زايد، والشيخ خليفة بن زايد، تتعارض مع أطروحات محمد شحرور على قناة إماراتية رسمية.

لكن المزروعي الذي سخر بتغريدات من “الرميثي”، واتهم المزروعي، عضو في البرلمان يملك حصانة باختراق القانون وتوعد بمحاسبته: ” لك الحق ان تنتقد ولكن ليس لك الحق باتهام قناة رسمية بنشر الالحاد ونشر سموم فكرية مثل هذا الراي يجب محاسبته اتهامك لموسسة رسمية بنشر الالحاد مجرم قانوني”.

وقال الرميثي: إن ثوابت الدين ليست وجهات نظر. محذراً من اتباع شبكات التواصل الاجتماعي لما يبثه البرنامج الذي يحاول فصل المجتمع عن الدِين، وينشر “سموم فكرية”.

وكتب المزروعي: “لا مكان لمن يهاجم منبر وطني ويترك منابر التحريض على الامارات”.

وتقدم حمد أحمد الرحومي عضو المجلس الوطني بسؤال برلماني حول الإجراء الذي اتخذه المجلس الوطني للإعلام حيال برنامج “لعلهم يعقلون”، و”مخالفته الصريحة للمواد والبنود التي تنص على احترام المصلحة العامة والقيم الدينية والثقافية والاجتماعية السائدة في الدولة”، بحسب قوله.

وخلال الأيام الماضي بلغ السخط ذروته، ونشر المدونون وسماً: “سعيد_الرميثي_يمثلني”، لكن الأكاديمي عبدالخالق عبدالله، المقرب من جهاز أمن الدولة، يرى الإلحاد والسموم التي يقدمها شحرور، تطويراً للخطاب الديني، و”طرح مغاير معاصر مستنير”!

وعلى الرغم من رفض الشعب الإماراتي لهذا البرنامج إلا أن التلفزيون استمر في بث حلقاته خلال الشهر الفضيل. ليس ذلك فقط بل وفي استخفاف لأعضاء المجلس الوطني والشعب الإماراتي قامت قناة أبو ظبي، وصحيفة “الاتحاد”، ردا على المطالبات الكثيرة بإيقاف برنامج شحرور، قامت بإضافة فقرة سؤال وجواب لشحرور، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، لزيادة التفاعل معه.

ويدعو شحرور الفقهاءَ وأهل “الإفتاء” ألا يجيبوا عن جميع الأسئلة، وأن يمنحوا الناس فرصةً للتفكير فيما يفعلونه هل هو حرام أم حلال.

ويقول: إن “الحلال تابع لذوق المجتمع والشخص والقانون. لا يحتاج إلى بيّنات، نحن مطالَبون بمعرفة الحرام فقط لتجنبه، فالشخص الذي يحب الغناء غير ملزم بأن يبرهن للعالم أن الغناء حلال”.

هذه بعض آراء الباحث محمد شحرور، الذي يطرح نفسه بأنه صاحب مشروع تنويري، لكنه يلقى انتقادات واسعة، من قِبل مسلمين ودعاة ورجال دين ومختصين بالشريعة الإسلامية، معتبرين آراءه مخالفة لتعاليم وعقائد الإسلام.

وسبق أن اعتقل جهاز أمن الدولة خلال السنوات الماضية عشرات المسؤولين والناشطين والأكاديميين والمثقفين، ممن ينتقدون أفعال السلطات ويطالبون بمجلس وطني (برلمان) كامل الصلاحيات، ويعتقد مراقبون أنّ هذه بداية حملة جديدة لتصفية من ينتقدون أو لتكميم أفواههم تجاه القضايا الوطنية التي تهم المواطنين الإماراتيين.