قالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها نقلا عن مصادر مطلعة ودبلوماسي عربي إن دولة الإمارات تعمل بكل قوة على تخريب جهود حل الأزمة الخليجية.
ونقلت الوكالة عن المصادر أن أبو ظبي لا ترغب بالمصالحة الخليجية وتحاول إبقاء السعودية والدول الأخرى في موقف مقاطعة وحصار دولة قطر وعدم التصالح معها.
ونقلت الوكالة عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على مفاوضات المصالحة الخليجية قولهما إن “هناك من يعارض في أبو ظبي إعادة العلاقات إلى سابق عهدها”.
وبحسب الباحث في جامعة أوكسفورد سامويل رماني، فإنّ التقارب بين قطر والدول الاخرى يبدو أنه يأتي “دون تنازلات كبرى من الدوحة” بعدما دفعتها مقاطعة جاراتها لها على خلفية اتهامها بدعم جماعات متشدّدة، إلى تعزيز اعتمادها على نفسها.
ويرى محللون أن الأزمة أضرت بالدول المقاطعة لقطر أكثر مما أضرت بالدوحة بحسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في التقرير “يبدو أنّ السعودية بدأت باعتماد مقاربة لنزع فتيل التصعيد بعد تبنيها ما يقول خبراء في السياسة الخارجية “سياسات متشددة” أخافت المستثمرين الأجانب.
وقد أكّدت دول الخليج أمس الثلاثاء وحدتها وتماسكها في قمة استضافتها الرياض وتغيّب عنها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لكنّها حملت رغم ذلك مؤشرات إضافية الى احتمال حدوث انفراج في الأزمة بين الإمارة الثرية وجاراتها.
ولم يتطرّق خطاب ألقاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والبيان الختامي للقمة الأربعين لمجلس التعاون، إلى الازمة مباشرة، لكن اللهجة كانت تصالحية تجاه الدولة الصغيرة بعد نحو عامين ونصف من قطع السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات معها.
وكانت الدول الأربع قطعت في حزيران/يونيو 2017 علاقاتها مع الدوحة وتقدّمت بلائحة من 13 مطلبا كشرط لإعادتها بعدما اتّهمت قطر بدعم تنظيمات متطرفة. ورفضت قطر الاتهامات، كما أكّدت انها لن تنصاع لشروط الدول الأربع.
وأدى الانشقاق الإقليمي لتشتت العديد من الأسر وارتفاع تكلفة الأعمال التجارية بعدما فرضت السعودية والدول الحليفة لها مقاطعة اقتصادية على قطر ومنعت طائراتها من عبور أجوائها.
لكن بوادر انفراج ظهرت في الأسابيع الأخيرة.
وخلافا لزيارته الأخيرة إلى المملكة في أيار/مايو الماضي، حين شارك في أعمال قمم عربية واسلامية وخليجية، حظي رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني باستقبال حار لدى وصوله إلى الرياض لترؤس وفد بلاده.
واستقبله الملك سلمان وتبادل معه الأحاديث والابتسامات، بحسب ما ظهر في تسجيل مباشر للاستقبال نقل على التلفزيون السعودي الحكومي، بينما كان معلّق يقول “أهلا وسهلا بأهل قطر في بلدكم الثاني”.
وفي الجلسة الافتتاحية في قصر الدرعية بالرياض، تحدّث الملك السعودي عن الحاجة إلى الوحدة في مواجهة “التحديات” وبينها التوتر مع إيران، إنّما من دون ذكر الأزمة مع قطر.
وقال “منطقتنا اليوم تمر بظروف وتحديات تستدعي تكاتف الجهود لمواجهتها حيث لا يزال النظام الايراني يمارس الأعمال العدائية (…) ويدعم الارهاب الأمر الذي يتطلب منا المحافظة على مكتسبات دولنا ومصالح شعوبنا”.
واستمرت الجلسة لأقل من ساعة، قبل أن يخرج المجتمعون ببيان ختامي أكّدوا فيه الحفاظ على “قوة ومناعة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف فيه”، وعلى أن “يظل هذا المجلس المبارك كيانا متكاملا متماسكا ومترابطا وقادرا على مواجهة كافة التحديات والمخاطر”.
وفي مؤتمر صحافي، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود إنّ بلاده تدعم جهود إنهاء الازمة مع قطر، لكن “بعيدا عن الاعلام”.
ومن بوادر الانفراج مؤخّرا، مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم في قطر هذا الشهر، قبل أن يعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن إحراز “بعض التقدم” خلال مباحثات مع السعودية.
من جهته، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة خلال القمة نشرتها وكالة الانباء الكويتية “بالأمس التقى شبابنا في مھرجان ریاضي وفر لھم الأشقاء في دولة قطر كل أسباب النجاح لیسطّر ھؤلاء الشباب صور التلاحم”.
وتابع “یأتي لقاؤنا المبارك الیوم تواصلا لتلك الصور لنعكس حرصنا جمیعا على وحدة الموقف”.
وذكر الأمير الذي قادت بلاده وساطة بين الدول المتنازعة “إننا نشعر بارتیاح للخطوات الإیجابیة والبناءة التي تحققت في إطار جھودنا لطي صفحة الماضي ونتطلع بتفاؤل” للمستقبل.
من جهته جاهر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بموقف بلاده الداعم لاستمرار الأزمة الخليجية وتعطيل أي جهود لحلها.
وكتب قرقاش على تويتر إن الأزمة مع قطر ما زالت مستمرة، وأن ما وصفها بالحلول الصادقة والمستدامة تصب في مصلحة المنطقة.
وأضاف الوزير الإماراتي أن أساس الحل يكمن في معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع على حد قوله.
أزمة قطر في تقديري مستمرة مع قناعتي أن لكل أزمة خاتمة وأن الحلول الصادقة والمستدامة لصالح المنطقة، غياب الشيخ تميم بن حمد عن قمة الرياض مرده سوء تقدير للموقف يسأل عنه مستشاروه، ويبقى الأساس في الحل ضرورة معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 10, 2019
وأجمع مغردون ردا على الوزير الإماراتي أن شواهد والحقائق تثبت أن دولة الإمارات تقف حجرة عثرة أمام إنهاء الأزمة الخليجية وتحقيق الوئام بين شعوبها.
ويؤكد مراقبون أن أبو ظبي تلعب دورا مشبوها في زيادة حدة الخلاف الخليجي الداخلي وعرقلة مساعي إنهائه خدمة لأطماعها ومؤامراتها التي تقوم على بث الفتنة والتحريض.
وكان مقررا أن تنعقد القمة الخليجية في الإمارات لكن النظام الحاكم فيها اعتذر عن ذلك وطلب نقلها إلى الرياض قبل أيام.
لو تخرج منها الامارات التي تبث سموم الفرقة بين الاخوة ان الامور طيبة
— Abuahmed (@Abuahme68381329) December 10, 2019
اما بخصوص قرقاش هذا كلامه لا يهش ولا ينش مجرد فقاعة سيرك من الكروت المحروقة
— bin saad (@shehabbinbroot) December 10, 2019
مستمرة بالنسبة للامارات أما بالنسبة للسعودية انتهى الخلاف وتبقى مصر ذات الأهمية أما الامارات والبحرين فلا قيمة لهم سواء استمروا أو خضعوا لقطر بل استمرار الخلاف الإماراتي القطري يخدم بدرجة أساسية قطر
— صالح منصر بن علي (@saleh_binali) December 10, 2019
التائهون في الارض انت ومعزبك
— عبدالله قايدالصباحي (@MorningYe12) December 10, 2019
تتجسس الامارات وتتدخل في شؤون دول الجوار ويلقون اللوم على قطر!
فعلا منطق غريب pic.twitter.com/c1KdS4JDzs
— بوجاسم (@1biker80) December 10, 2019
الإمارات سبب كل المشاكل في المنطقة وهيا التي ب تعرقل المصالحة الإمارات هي رأس الأفعى وهي الشيطان الاكبر في منطقة الخليج
— أبو فؤاد (@5Qh5dpFrDFCvBtd) December 10, 2019
كثير من الأزمات تحدث بين الدول لسبب أو لآخر.
لكن تلك الدول تتمتع بذكاء وبعد نظر فلا تقحم شعوبها في تلك الأزمات ولا تفرض مقاطعة على بعضها ولا تحرض شعوبها ضد بعضها.
الخليجيون يجمع بينها الجوار والتاريخ والنسب وينتمون لعائلات وعشائر واحدة..
الأنظمة تزول ولا يبقى الا الشعوب والاوطان— MISS GHEEDA (@May40712819) December 10, 2019
قد يكون بسبب ترتيب الامور بشكل كامل كي تتم العودة وقد انتهت النقاط الخلافية -فلابد من اخذ بعض الخطوات التي تحتاج بعض الوقت والذي نأمل الا يطول ويعود البيت الخليجي ملتئم الشمل
— Waleed (@Waleed96821873) December 10, 2019
هه هذا يمثل فكرة سيدك ..
أما ما شهدناه في الرياض يخالف قولك هذا 360 درجة..— شكري | Choukri (@___Choukri) December 10, 2019
وأين كان حسن تقديركم للموقف عندما غاب قادتكم الثلاث عن قمة الكويت ؟
تتحدثون اليوم وكأن قطر هي من كانت تحاصركم طوال الفترة الماضية وتربطون حل الأزمات بغياب شخص واحد رغم أن هذا الشخص أوكل مهمة حضورة لوزير خارجيته
ما تفعلونه هو المضحك المبكي المثير للشفقة والسخرية في آن معا
— Hero Madrid #13 (@AnaNeshba) December 11, 2019