موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

التنسيق وعار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يخرج إلى العلن

260

يتصاعد التنسيق وعار التطبيع بين النظام الإماراتي وإسرائيل ويأخذ مسارا أكثر قوة في الخروج إلى العلن مع تأكيد صحف عبرية عقد لقاءات إسرائيلية مع الإماراتيين وتبادل معلومات أمنية.

وتوسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل التقارير الغربية الأخيرة عن لقاءات سرية وتعاون أمني بينهما.

وذكر إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أخرونوت، أن “أحد اللقاءات المهمة التي عقدت بين مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين تمت في أيار/ مايو، والثاني أواخر حزيران/ يونيو، خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إمارة أبو ظبي، ولقائه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، ثم التقى في تموز/ يوليو مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، وأخذ معه صورة تذكارية بصحبة المبعوث الأمريكي لإيران بريان هوك”.

وأضاف في تقرير له أن “العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج خصوصا الإمارات شهدت دفئا متزايدا في الآونة الاخيرة بصورة غير رسمية، خاصة لمواجهة المشروع النووي الإيراني، وتدخلات طهران في الحروب الأهلية التي شهدتها سوريا والعراق واليمن”.

وأكد أن “اللقاءات الإسرائيلية الخليجية الأخيرة تزيد من إمكانية رفع مستوى التعاون الدبلوماسي والأمني والعسكري بينهما، في ظل الجهود الأمريكية الجارية لتنسيق المواقف والسياسات في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية، لأن هذه الجهود أثبتت جدواها في منع وإحباط تهديدات السايبر والعمليات المعادية التي تخطط لها إيران في دول مختلفة”.

وأشار إلى أن “اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية بصورة خاصة تهدف إلى إقناع دول أوروبية، وفي الشرق الأوسط لاتخاذ خطوات أكثر حدة تجاه إيران، مع العلم أن الإمارات لها قنوات سرية غير رسمية تستطيع إيصال رسائل إلى إيران عبرها”.

وختم بالقول بأن “تل أبيب رصدت رفض أبو ظبي طلب واشنطن مؤخرا اتهام طهران بالمسؤولية عن مهاجمة ناقلات النفط في الخليج العربي، وفي الشهر الماضي أرسلت مبعوثين منها إلى طهران للبحث في الترتيبات الإقليمية لحماية طرق الملاحة البحرية”.

من جهته قال غاي آليستر مراسل الشؤون الدولية في موقع ويللا الإخباري، إن “اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية شهدت تبادل معلومات أمنية واستخبارية تتصل بالتهديد الإيراني، في ظل أن أبو ظبي وتل أبيب تريان في طهران تهديدا مشتركا على أمنهما”.

وأضاف في تقرير له أن “وزير الخارجية يسرائيل كاتس اتفق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على وضع هدف محدد للسياسة الخارجية الإسرائيلية، يسعى إلى تقوية عملية التطبيع الجارية مع الدول العربية، والعمل على إنجاز اتفاقات سلام بين إسرائيل والدول الخليجية خلال السنوات القادمة”.

أما تسفي يحزكيلي خبير الشؤون العربية فقال لصحيفة معاريف، إن “اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية الأخيرة تؤكد أنه في حال اندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة، فإن إسرائيل والدول العربية ستجد نفسها في غرفة عمليات مشتركة”.

وأضاف في مقابلة له “هذا الاحتمال يتزايد في أعقاب زيادة عمليات القصف داخل الأراضي العراقية ضد قواعد عسكرية إيرانية، ويتم نسبها لإسرائيل، ومع ازدياد سخونة الأوضاع في المنطقة، فإن انخراط إسرائيل مع الدول العربية القريبة منها بات احتمالا واردا”.

وأشار إلى أن “العراق دولة مستقلة ذات سيادة، لكن من الناحية العسكرية فهي مسيطر عليها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وفي حال حدوث صدام عسكري، فإن حقائق أخرى ستتضح أكثر على أرض الواقع، لأن القائم فعليا أن الحرب ليس فقط بين إسرائيل وإيران، فهناك السعودية ومصر ودول الخليج”.

وقبل يومين كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إسرائيل والإمارات عقدتا اجتماعين سريين بترتيب من الولايات المتحدة، لتنسيق جهود التصدي لإيران.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك هو من نسق الاجتماعين بين الإمارات وإسرائيل، وأن الاجتماع الأول عُقد في الربيع الماضي، بينما عُقد الثاني مؤخرا.

وأضافت أن امتلاك الإمارات قناة دبلوماسية خلفية مع إيران يعقّد جهود الولايات المتحدة لتشديد المواقف ضد طهران.

ونقلت عن مسؤول أميركي سابق قوله إنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى مساعدة إسرائيل والإمارات في حمل عدد من الدول العربية والأوروبية على اتخاذ مواقف متشددة تجاه إيران، فإن امتلاك الإمارات قناة دبلوماسية خلفية للتواصل مع طهران حول ما يتعلق بأمن الملاحة يُعقّد هذه المواقف.

ذكرت تقارير إعلامية أن اللقاءين اللذين عقدا بين الإمارات وإسرائيل لا يعرف بهما على المستوى الأميركي إلا عدد قليل من المسؤولين، وأن الاجتماعين تطرقا إلى التنسيق بين البلدين على المستويات الاستخباراتية والأمنية والعسكرية.

ويعتبر أن هذين الاجتماعين كانا ثمرة لمؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط الذي عقدته الولايات المتحدة بمشاركة عدد من الدول العربية إضافة إلى إسرائيل، والذي نجح في إيجاد آلية تنسيق بين أبو ظبي وتل أبيب فيما يتعلق بالشأن الإيراني.

وقبل أيام، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤولين ومحللين قولهم إن هناك شكوكا بشأن مدى تعويل الولايات المتحدة على الدعم الإماراتي، إذا أدت التوترات الحالية في الخليج إلى حرب مع إيران.

وقال مسؤولون إماراتيون للصحيفة إن أبو ظبي -التي أيدت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران- لم يكن في نيتها أن يؤدي هذا الانسحاب إلى مواجهة كتلك التي شهدها الخليج مؤخرا.

وأضافت الصحيفة أن من شأن ذلك أن يثير تساؤلات عن قدرة أبو ظبي على أن تكون حليفا يمكن الاعتماد عليه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، لافتة إلى تراجع طموحها الإقليمي مع ارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن وإيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات سبق أن أرسلت وفدا من خفر السواحل إلى طهران لمناقشة الأمن البحري، مما وضعها على خلاف مع هدف واشنطن في عزل إيران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي -اشترط عدم الكشف عن هويته- قوله إن الإمارات لا تريد الحرب، مضيفا أن أهم شيء هو الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في هذا الجزء من العالم.

وسبق أن أعلنت الخارجية الإيرانية أن مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه الولايات المتحدة في مياه الخليج هو تهديد صريح لأمن طهران القومي، مؤكدة أنها ستتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في مياه الخليج ضمن سياساتها الرادعة والدفاعية.

يصعد النظام الإماراتي من تورطه بعار التطبيع مع إسرائيل بل إنه شكل جسرا لها من أجل أن تكون شريكا في تحالف دولي لحماية الملاحة في الخليج العربي.

وتشهد علاقات أبو ظبي مع إسرائيل تناميا غير مسبوقا في ظل قنوات تعاون وتحالف غير معلن سياسيا واقتصاديا على حساب تصفية القضية الفلسطينية والتخلي عنها.

بل وتعدى التنسيق الإسرائيلي الإماراتي الشؤون الدبلوماسية والاستخباراتية إلى التعاون العسكري الفعلي، ففي أبريل/نيسان الماضي شارك طيارون من القوات الجوية الإماراتية مع طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي في تدريبات جوية بقاعدة “أندرافيدا” اليونانية، علما بأن سلاحي الجو الإسرائيلي والإماراتي سبق أن شاركا معا في مناورات جوية باليونان أيضا في مارس/آذار 2018.

قبل أيام أقر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أثناء اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان)، أن إسرائيل جزء من تحالف أمن الرحلات البحرية الأميركية في الخليج العربي، حيث ستشارك في المجال الاستخباراتي ومجالات أخرى رفض الإفصاح عن طبيعتها.

وتزامن إقرار كاتس بمشاركة إسرائيل في التحالف الأمني بالخليج مع انطلاق تمرين دولي بقيادة ذراع البحرية الإسرائيلي في ميناء حيفا. ويشمل التمرين الذي سيستمر عدة أيام وتشارك فيه عشرة أساطيل أجنبية، التدرب على سيناريو يحاكي عمليات المساعدة الإنسانية في حال وقوع هزة أرضية.

وينسجم اعتراف الوزير الإسرائيلي مع الزيارة التي قام بها إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي مطلع يوليو/تموز الماضي، حيث ناقش مع مسؤول إماراتي كبير الجوانب الإقليمية والعلاقات بين البلدين، كما بحث معه “تغلل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وسبل مكافحة التهديد الإيراني”، وذلك على جانب مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة.

وقال الوزير كاتس إن إسرائيل تشارك إلى جانب أميركا في المباحثات الدولية لإقامة التحالف الأمني، لافتا إلى أن المشاركة في التحالف تقررت بعد زيارته لأبو ظبي واجتماعه بمسؤول إماراتي رفيع المستوى رفض كشف اسمه حتى قبالة أعضاء اللجنة البرلمانية.

وأوضح أن مشاركة تل أبيب في التحالف الدولي بالخليج مصلحة إسرائيلية واضحة تندرج ضمن إستراتيجيتها لكبح التغلغل الإيراني في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، مؤكدا أنه يقود هذا التوجه الإستراتيجي بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكد المحلل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي أن إسرائيل كانت شريكا فعالا في المؤتمر الذي عقده الأميركيون لإطلاق التحالف الأمني لضمان حرية الملاحة في الخليج، قائلا إن “إسهام إسرائيل بالتحالف سيكون عبر المعلومات الاستخبارية التي نجمعها عن إيران، وعن نشاط طهران في مضيقي هرمز وباب المندب”.

لكن المساهمة الإسرائيلية المهمة والأبرز تتعلق -حسب المحلل العسكري- بالمشاركة في تأمين وسلامة الرحلات البحرية في باب المندب، “حيث يهدد الحوثيون ناقلات النفط العربية التابعة للسعودية والإمارات والكويت”، التي تنقل النفط إلى أوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

ويرجح بن يشاي أن المشاركة الإسرائيلية في التحالف الأمني لن تقتصر على رصد وجمع المعلومات والاستخبارات، مشيرا إلى أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن الحوثيين تتم مشاركتها وتبادلها أصلا مع الأميركيين والأوروبيين.

ويعتقد أن العنصر الإضافي بهذا التحالف هو الوجود الفعلي للسفن الحربية الإسرائيلية المزودة بالصواريخ في باب المندب، التي يفترض أنها متمركزة في البحر الأحمر ضد القراصنة.

لكن الهدف من وجود السفن الإسرائيلية وفقا للمحلل العسكري “هو تأمين وحراسة حركة الملاحة المدنية من تهديدات جماعة الحوثي في اليمن”، مؤكدا أن “وجود السفن الحربية الإسرائيلية في باب المندب ليس دائما ولا ثابتا، وبالتالي فالسفن تشكل رادعا للحوثيين”.

وكانت القناة الإسرائيلية الرسمية “كان” قد كشفت قبل نحو أسبوعين أن دبلوماسيا إسرائيليا حضر مع دول أخرى في الاجتماع الأول الذي عقده المبعوث الأميركي لشؤون إيران بوزارة الخارجية براين هوك على هامش جلسة للمجلس الأطلسي، وشارك فيه وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة.

ووفقا للمراسلة السياسية للقناة جيلي كوهين، فإن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل ستحضر مؤتمر البحرين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل عن سبل التعامل مع تأمين طرق ومسارات الملاحة البحرية في مضيق هرمز بالخليج، وفي باب المندب قبالة اليمن لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي باستهداف السفن وناقلات النفط.

وذكرت كوهين أن أميركا وضمن التحضيرات لإنشاء التحالف الدولي الأمني، اتصلت أيضا بإسرائيل وأجرت مشاورات مع المسؤولين في تل أبيب على مستوى الخارجية ورئاسة الوزراء، إذ أبدت إسرائيل موافقتها على الانضمام إلى التحالف، علما بأن واشنطن تريد مشاركة مزيد من دول الشرق الأوسط في المبادرة الأميركية لتأمين الملاحة بالخليج.

وخلافا لتقديرات المحلل العسكري بن يشاي التي تشير إلى إمكانية مشاركة الأسطول الحربي الإسرائيلي في التحالف الأمني، رجحت المراسلة السياسية أن إسرائيل لن ترسل أي قطع من أسطولها الحربي إلى مضيقي هرمز وباب المندب، وسيتركز دعمها للتحالف على الرصد وجمع المعلومات والدعم الاستخباراتي.