شيخ سجين مثال حي على الظلم الواقع على الإماراتيين
استعرض مركز مناصرة معتقلي الإمارات حالة الشيخ السجين سلطان بن كايد القاسمي كمثال حي على الظلم الواقع على الإماراتيين في ظل بطش وقمع النظام الحاكم في أبوظبي.
وذكر المركز في تقرير له أن قليلين هم الذين تأتيهم الدنيا راغمة، فينبذونها وراء ظهورهم، ويأخذون الكتاب بقوة، لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكوراً.
سلطان بن كايد القاسمي، لم يدع للترف والارتباط بالأسرة الحاكمة أن يكون عائقاً عن قول كلمة حق عند سلطان جائر.
بل أكثر من ذلك، فقد أتاهُ مرسول السلطة يعرض عليه منصب وزير ترغيباً له ليتخلى عن دعوة الإصلاح، فما كان ممن خبر سبيل الشر وأهله إلا أن يرفض عملية شراء الضمير التي يحترفها المُستبدون.
وما كان رفضه نابعاً عن عناد سياسي، بل كان أكبر من ذلك، فقد كان ينظرُ بعين قلبه إلى رضا ربه عنه عندما يثبُت على الأمر بالقسط بين الناس، فقال: ومن للدعوة إن نحنُ تخلينا عنها؟
إنها قولة تُنبئك عن قلب قد خالطته بشاشة الحق، فلم يعُد يرى لغيره مطلباً، ولغير الآخرة غايةً.
لا عجب بعد ذلك أن يرفض ترهيبهم لما عرضوا أن يدعوه في بيته بينما أصحابُ الدعوة في السجن، فيطلبُ منهم بنفسه أن يذهبوا به إليهم.
ولما بدا لهم من بعد ما رأوا من ثباته أن يسجنوه حتى حين، لم يكتفوا بذلك، ولم تقنع أنفسهم المُتسلطة على البلاد والعباد بمجرد السجن القسري.
فرافق ذلك حرمان من الحقوق التي تزعم السلطات أنها تدافع عنها، فبدأ ذلك بالاحتجاز في ملحق بالقصر في رأس الخيمة، لمساومته على التبرؤ من دعوة الإصلاح وأصحابها فرفض رفضاً حاسماً.
ثم الإخفاء القسري لـ318 يوماً في زنزانة انفرادية، وتلفيق التهم التي أُخذت تحت الضغط والتخويف، مترافقةً بحملة إعلامية شُحنت بالكذب الصُراح يُغذيها جهاز الأمن.
كما حُرم من محاكمة عادلة، ولم يلتق بمحاميه بما يكفي لفهم حيثيات ما يتعرض له من اتهامات .. ولم يكتفوا بهذا أيضاً، بل زادوا عليها أن حرموه الصلاة على شقيقه وشقيقته اللذين تُوُفيا، فلم يسمحُوا له حتى بتوديعهما.
وهذا وغيرُه مما تعرض ويتعرض إليه معتقلو الإمارات، شاهدٌ على مدى التعسف الذي أصبح منهجاً للسلطات في التعامل مع كُل صوت ناقد.
كان بن كايد -وإخوانُه- الدرع الأخير أمام انتشار الفساد بأنواعه، فلا يلومن من سلم عقله للإعلام المأجور، إلا نفسه، على فساد البلاد، بعد أن خذل من دفع عُمرهُ ثمناً لنشر الخير وبسط العدل.
فقد أضاعوا رجالاً كالبدر صفاءً، يُفتقدون في الليلة الظلماء.
هذه المواقف وهذه النماذج، تكشفُ حجم الظلم الواقع على أهل الإمارات أولاً، وبقية الأُمة ثانياً بتغييب هذه النماذج التي تبغي الإصلاح في الأرض، وراء القُضبان.
وقد علمنا التاريخُ أن خُذلان المُصلحين، نذيرُ شؤم؛ فبغيابهم يكثُرُ الخبثُ، وتُمحقُ البركة.
سيذكُرُني قومي إذا جد جدُهُمُ
وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ
— مركز مناصرة معتقلي الإمارات (@EDAC_Rights) April 8, 2022