موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الاستبداد في الإمارات يصل حد العقاب على الفطرة الإنسانية

442

أبرز مركز مناصرة معتقلي الإمارات أن الاستبداد في دولة الإمارات يصل حد العقاب على الفطرة الإنسانية ومن ذلك حالة معتقلة الرأي أمينة العبدولي.

وقال المركز في تقرير له إنه من جرائم المستبدين -وما أكثرها- أنهم يعاقبون المرء على ما أودعه الله فيه من فطرة.

وأضاف أن الاستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية والأخلاق الحسنة، فيضعِفها أو يفسدها أو يمحوها.

فإن تحركت فطرتك، بالتعاطف والمواساة مع مصائب الآخرين، فأعنتهم بدعوات كتبتها على حسابك الرقمي، أو تبرعت بمبلغ زهيد لا يكاد يسد جوع طفل منهم؛ ثار الْمستبِد وزمْرته وكأنك أتيت بِموبِقة الدهْرِ، فتسْجن وتعذب وتحرم من أطفالِك وأهلِك، لا لشيءٍ سوى أنك فعلت ما أملتْه عليك فِطْرتك وإنسانيتك التي كرمك الله بها.

وهذا بالضبط ما حصل مع أمينة العبدولي، حيث أخذوها بجريرة فطرتها السوية التي دفعتها لتأييد شعب مكلوم ذاق من القتل والتشريد ما يعجز اللسان عن وصفه.

فكان ذنب أمينة أنها أيدت بكلمات هنا وهناك ثورة السوريين ضد طغاتهم، فخطفت من بيتها، ثم سجنت في مكان مجهولٍ داخل زنزانةٍ انفرادية، مع حرمانها من رؤية أطفالها أو التواصل معهم ومع أهلها، ثم محاكمتها دون توفر أدلةٍ حقيقية على قيامها بما يخالف القانون.

ففي الوقت الذي كانت أمينة تؤيد ثورة السوريين، كان هذا الواقع في كل الإمارات، ولم يكن هذا أمراً غريباً على شعب الإمارات أصلاً، المعروف عنه مساعدته إخوانه من الشعوب الأخرى، فلم تكن مأساة سورية سوى حلقةً من سلسلة نخوة الشعب الإماراتي التي لا يستطيع أن ينكرها من عايشهم؛ فالجميع كان يتبرع للسوريين؛ بالمال والكِسوة والطعام.

ولم تكن السلطات الإماراتية تمنع ذلك، إلا فجأةً بعد تحولٍ جذري يمنع الناس حتى من حق الشعور والتعاطف القلبي كما تشاء.

فإلى الآن وبسبب تعاطفها القلبي الخالص، ما تزال أمينة العبدولي، وهي أم لثلاثة أطفال، تعاني من البعد عنهم، مع معاملةٍ سيئةٍ متعمدةٍ منذ أنْ كانت في سجن الوثبة ذو السمعة السيئة، حتى من الضباط الذين من المفترض أن يكونوا تنفيذيين فقط دون تدخل مواقفهم الشخصية في التعامل مع السجين، كإبراهيم الحمادي ومطر قمْبرْ.

فإن كانت السلطات تتشدق يومياً بالتسامح، فأين التسامح مع فتاةٍ كان كل ذنبها أنها رأفت لحال شعبٍ مضطهدٍ يسام سوء العذاب؟!

أين الرفْق بها -وهي المرأة الإماراتية- من كل هذا الاحتفاء بالمرأة الذي يملأ الصحف والقنوات الرسمية؟!

صدق من قال: “التمجد خاصٌ بالإدارات المستبدة” فهم يتمجدون بالتمنْطقِ بالتسامح والرفق بالمرأة وحقوق الطفل، فإذا أتى موقفٌ يمتحن هذه المقولات، سقطوا في امتحان الأفعال.

وكما يقول المثل الشعبي: اللسان ما فيه عظم.