موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

المعارضة السودانية تبدأ تحركات رسمية ضد التدخل الإماراتي التخريبي

462

بدأت المعارضة السودانية تحركات رسمية ضد تدخل دولة الإمارات المتحدة في شئون البلاد وقيادتها ثورة مضادة تستهدف تخريب الثورة الشعبية لصالح تعزيز حكم المجلس العسكري الانتقالي.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين أنه أبلغ السفير الإماراتي بالخرطوم، محمد بن حمد الجنيبي، بـ”خطورة التدخل الأجنبي” لدعم أي طرف في العملية السياسية ضد الآخر، وذلك في لقاءات منفصلة أجراها، أمس، مع السفير الإماراتي، والمصري حسام عيسى، وسفراء بعض دول الاتحاد الأوروبي بالعاصمة الخرطوم.

وأوضح التجمع، الذي يعد واحدًا من أبرز الكيانات المعارضة للنظام في السودان، في بيان له، أنه حذّر السفير الإماراتي من “خطورة التراجع عن الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي”.

وأشار إلى أن “الحالة السياسية بعد فض الاعتصام تختلف تماما عما سبقها، والمجزرة تتطلب لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن الحقائق ومحاسبة مرتكبيها”، مضيفًا أن الجانب الإماراتي أبدى دعمه لهذا المطلب، دون تفاصيل.

ولفت البيان إلى أن التجمع شرح لسفراء بعض دول الاتحاد الأوروبي، محاولات المجلس العسكري التلاعب بالوساطة الإثيوبية عبر التراجع عما تم الاتفاق عليه مسبقا بشأن تكوين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والسياسية.

وأشاد التجمع بالبيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية الذي دان بوضوح المجزرة التي حدثت إبان فض اعتصام القيادة العامة، ودعم التحقيق المستقل بشأنها.

وشدد التجمع، خلال اللقاء، على ضرورة تنفيذ الاستحقاقات والبنود المطروحة لتحقيق العدالة وفك الحصار العسكري والإعلامي المضروب على السودان قبل الشروع في أي ترتيبات لاحقة لأي عملية سياسية.

وعن لقائه الجانب المصري، أوضح البيان أن السفير عيسى طلب معرفة مطالب قوى إعلان الحرية والتغيير للعودة إلى المفاوضات، وأشار إلى أنه سيتم طرح هذه المطالب على اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة الذي سينعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

في السياق، اتهمت “الحركة الشعبية/ قطاع الشمال”، بزعامة مالك عقار، المجلس العسكري السوداني بالسعي إلى “إكمال الانقلاب والاستفراد بالسلطة”، ونفض يده وإلغاء الاتفاق من جانب واحد مع قوى “الحرية والتغيير”.

وفي الخامس من يونيو/حزيران الجاري، اعتقلت السلطات السودانية القياديين في الحركة الشعبية/ قطاع الشمال؛ ياسر عرمان، وخميس جلاب، ومبارك أردول، بعد حضورهم للخرطوم قبل أن تقوم بإبعادهم إلى جوبا.

وقال المتحدث باسم الحركة مبارك أردول، ردًا على خطاب نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن “الإدارة الأهلية (المجالس القبلية) لن تكون بديلًا لتجمع المهنيين، ولا للأحزاب والحركات السياسية”.

واحتشد الآلاف من قيادات المجالس القبلية في الخرطوم، لإعلان تأييدهم للمجلس العسكري، وتفويضه بتشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين لتجاوز الأزمة السياسية.

وأعلن حميدتي، خلال الخطاب، أن المجلس العسكري بصدد تشكيل حكومة تكنوقراط، “في أسرع وقت ممكن”، إلى حين إجراء انتخابات في البلاد، مطالبًا القوى السياسية بـ”تحمل مسؤولياتها” وتجاوز “مصالحها الشخصية”.

وتتورط دولة الإمارات بشكل صريح بدعم مجازر المجلس العسكري الانتقالي في السودان بحق المحتجين السلميين سواء بالمال أو السلاح.

وأبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية علاقة الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري بقادة السعودية والإمارات، ووثقت بعض أوجه الدعم السعودي الإماراتي لقوات الدعم السريع.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها عن تطورات الوضع في السودان بعد فض الاعتصام، إلى أن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري يعتبر الرجل القوي في السودان الآن، رغم رئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للمجلس العسكري.

وأضافت الصحيفة أن قادة السعودية والإمارات أغدقوا المال والسلاح والنصائح على حميدتي رغم كونه متهما بارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى انتشار عربات مصفحة إماراتية الصنع في شوارع الخرطوم تتبع لقوات الدعم السريع.

ونقلت عن طيار سوداني سابق قوله إن طائرات شحن سعودية وإماراتية أنزلت معدات وشحنات أسلحة في مطار الخرطوم.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر طبية سودانية أنباء عن تعرض عدد من النساء لاعتداءات جنسية خلال فض اعتصام الخرطوم.

من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، إسماعيل التاج، أن أيدي دول السعودية والإمارات ومصر ملطخة بدماء السودانيين، وذلك من خلال دعمها المالي غير المحدود والسياسي للمجلس العسكري، الذي وصفه بـ”الانقلابي”.

وكشف التاج عن إرسال الإمارات 300 سيارة دفع رباعي لقوات الدعم السريع، حيث شاركت فيها بفض اعتصام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة يوم الـ29 من رمضان.

وقال التاج إن “سيارات الإمارات تملأ شوارع الخرطوم، ويستخدمها الدعم السريع في قتل الثوار، حيث استشهد 120 سودانياً منذ بدء فض الاعتصام”.

ودعا قيادات دول السعودية والإمارات ومصر إلى “التوقف عن دعم المجلس العسكري، الذي يستخدَم في سحق الشعب السوداني، واستهداف ثورتهم السلمية”، مطالباً إياهم بعدم التدخل بهذه الصورة في السودان.

وأضاف: “كل من يساعد المجلس العسكري السوداني ويوفر له الدعم السياسي، هو شريك أصيل للمجلس الانقلابي ضد الشعب السوداني، ويده ملطخة بدماء السودانيين”.