موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

محمد بن زايد يقود انقلابا شاملا على مبادئ وثوابت الإمارات

394

يقود ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات انقلابا شاملا على مبادئ وثوابت الإمارات بعد تكريسه عار التطبيع الرسمي مع إسرائيل وخيانة القضية الفلسطينية.

شكلت خطوة محمد بن زايد انقلابا خروجا فاضحا على الإجماع العربي والإسلامي الذي ألتزم به مؤسسي دولة الإمارات بشأن الموقف من القضية الفلسطينية عبر إعلان التطبيع الرسمي بعد عقود من التعاون السري.

وذهب محمد بن زايد أكثر بالإعلان عن تبني سياسات شاملة في دولة الإمارات تستهدف إرضاء إسرائيل بما في ذلك عزمه تغيير المناهج الدراسية والخطاب الديني في الدولة.

إذ صرح عضو المجلس الوطني الإماراتي علي النعيمي أن النظام الإماراتي سيغير الخطاب الديني والمناهج التعليمية “حتى يشعر الإسرائيلي بالطمأنينة والانتماء.

وقال النعيمي في مقابلة مع قناة عبرية “نريد أن يشعر الشعب الإسرائيلي بالانتماء، يشعر بالأمن والأمان، يشعر بأنه مكون طبيعي من مكونات المنطقة، ويشعر بأن له قبول”.

وأضاف أنه يتم الآن مراجعة الخطاب الديني والسياسي والإعلامي، وكذلك المناهج التعليمية؛ لتغيير نظرة كل طرف للآخر.

ويؤكد مراقبون أن هناك نتيجة واحدة لا تقبل النقاش، وليست بحاجة إلى برهان، أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من اتفاق عار التطبيع مع إسرائيل.

إذ أن إسرائيل ستحقق مكاسب مجانية عديدة، وأول ما ستحصل عليه تل أبيب هو اعتراف الإمارات، وهذا يعني أن الإمارات تُقرّ باحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وتوافق على موقف إسرائيل الرافض إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

والمكسب الثاني بالنسبة إلى إسرائيل، أن الإمارات تنسحب من كل الالتزامات العربية تجاه فلسطين، وتدير ظهرها لكل التعهدات التي اتخذتها هيئات العمل العربي المشترك ومؤسساته تجاه فلسطين وإسرائيل، وهي تطوي بذلك صفحة مساندة نضال الشعب الفلسطيني، وهذا يعني أنها ستوقف كل أشكال الدعم لهذا الشعب في الداخل على وجه التحديد.

وفي داخل الإمارات بدأنا نشهد حملة ضد الفلسطينيين، وتجد صداها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر ستكون له انعكاسات خطيرة، بالنظر إلى العدد الكبير من الفلسطينيين الذين يقيمون في الإمارات ويعملون فيها.

أما المكسب الإسرائيلي الثالث، فيتمثل في أن الإمارات تدخل رسمياً في المحور الإسرائيلي ضد إيران وتركيا، ومن شأن هذا أن ينقل منطقة الخليج والشرق الأوسط إلى مستوى جديد من النزاعات والحروب وسباق التسلح. ومن المرجّح أن الخليج سيكون ساحة مفتوحة لهذا النزاع، وسيلحق به ضرر كبير، بالنظر إلى بنيته الهشة.

الإمارات على عجالة من أمرها، لإقامة شراكة مفتوحة وغير مدروسة مع إسرائيل، في حين أن الأخيرة تحسب خطواتها جيداً، وتعرف ما الذي تريده من فتح هذه الصفحة، وظهر ذلك من خلال النقاشات الداخلية التي سبقت زيارة رئيس الموساد، يوسي كوهين، أبوظبي يوم الاثنين الماضي.

ومجرّد تكليف شخصية أمنية صياغة بنود اتفاق التحالف، يعني أن الأمن هو البند الأول وأساس الاتفاق، وهذا أمر ثابت في كل الاتفاقات التي وقّعتها إسرائيل مع الأطراف العربية، إذ إنها تعمل وفق قاعدة أن أمن الأنظمة العربية من أمن إسرائيل، وهي المعادلة التي طرحها رامي مخلوف بهذه الصراحة والمباشرة عام 2011، حين بدا أن الحراك الشعبي يمكن أن يهدّد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وإزاء ذلك كله، تدرك إسرائيل حقيقة أساسية، أن الاتفاقات التي وقّعتها مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية ساعدتها على القفز فوق حل القضية الفلسطينية والتمدّد استيطانياً، إلا أنها لم تتمكّن من إنهاء القضية الفلسطينية، التي كلما وُلد جيل كان أكثر إصراراً من سابقه على الخلاص من الاحتلال.

كان رئيس إسرائيل الأسبق، شمعون بيريز، عرّاب مشروع الشرق الأوسط الكبير، يردد عبارة “علينا أن نعتمد على الخيال أكثر من اعتمادنا على الذاكرة”. ولهذا فإن التحالف الإسرائيلي – العربي قد يصبح قفزة من وحي الخيال، ما دام يتجاوز حقائق الواقع.