موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حملات مقاطعة واسعة لأبوظبي.. الإمارات توصم بالخيانة

288

تسبب إعلان اتفاق عار التطبيع بين دولة الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية بما شكل خطوة لإشهار انحدار النظام الإماراتي وتأمره ضد القضية الفلسطينية في وسم أبوظبي بالخيانة.

وتواصلت الاحتجاجات الشعبية والأهلية ضد اتفاق عار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في العديد من الدول العربية والإسلامية وسط إجماع على استنكار خطوة أبوظبي والدعوة إلى مقاطعتها.

واعتبرت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر (أكبر تجمع لعلماء الدين)،  أن التعاون والتطبيع مع “الكيان الصهيوني خيانة عظمى” و”لا يمكن السكوت عنها”.

وردا على قرار الإمارات إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، قالت الجمعية، في بيان صحفي إن “السكوت عن الخيانة، أيا كان مستواها، خيانة عظمى”.

وأضافت أن “التعاون أو التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي احتل أرضنا غصبا، وداس على مقدساتنا، مسجدا وشعبا، هو نوع من الخيانة العظمى”.

وفي السياق اعتبرت 31 جمعية ورابطة كويتية أن التطبيع مع إسرائيل “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والعربي”.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن هذه المنظمات غير الحكومية، ومن أبرزها “جمعية المحامين” و”جمعية الإعلاميين الكويتية” و”الجمعية الاقتصادية الكويتية”، بعد إعلان الإمارات وإسرائيل، الخميس، تطبيع العلاقات بينهما رسميا.

وقال البيان، إن المنظمات الموقعة عليه، “تعلن رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي كونه يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والعربي، وفي ظهر القضية الفلسطينية العادلة”.

وأردف: “قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى والكيان الصهيوني الغاصب لا يزال مستمراً بقمعه الإجرامي لأهلنا الصامدين في فلسطين”.

وتابع: “الكيان الصهيوني يتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ويتجاهل القرارات الدولية المتصلة بمدينة القدس وعودة اللاجئين”.

وشدد البيان على “الدعم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة سبل المقاومة وأنواعها”، مشيدا بموقف الكويت “ضد التطبيع والانجراف وراء الضغوط الإقليمية والدولية”.

شعبيا تظاهر عشرات آلاف الباكستانيين احتجاجًا على إعلان اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بما في ذلك فتح سفارات في البلدين.

وعمت مسيرات حاشدة أماكن متفرقة في باكستان، شملت العاصمة إسلام أباد، ومدينة كراتشي الساحلية، ولاهور الشمالية الشرقية، وروالبندي، وبيشاور، وكويتا، وفيصل أباد، ومولتان، وحيدر أباد.

رفع المتظاهرون لافتات مثل “تسقط إسرائيل”، و”صفقة إماراتية إسرائيلية على ضغط أمريكي غير مقبول”، و”باكستانيون يقفون مع الفلسطينيين”

وأصدر مجلس ميلي ياكجهتي، وهو تحالف سياسي- ديني، دعوة إلى الشعب الباكستاني للخروج في مظاهرات احتجاجية، للتنديد – بما وصفه – بالصفقة المثيرة للجدل، بين أبوظبي وتل أبيب.

وفي مدينة روالبندي، نظم آلاف المواطنين مسيرة غاضبة، عبر شوارع المدينة، بقيادة السيناتور سراجول الحق، رئيس حزب الجماعة الإسلامية، اعتراضًا على الاتفاق “غير المقبول”.

واعتبرت الجماعة الإسلامية “يوم فلسطين”، من أجل التعبير عن التضامن ودعم المقاومة الفلسطينية ضد “الاحتلال الصهيوني”.

وتجمع المتظاهرون في حديقة لياقت، رافعين لافتات تحمل العديد من الشعارات المنددة بالاتفاق، مثل “تسقط إسرائيل”، و”صفقة إماراتية إسرائيلية على ضغط أمريكي غير مقبول”، و”باكستانيون يقفون مع الفلسطينيين”.

وندد رئيس الجماعة الإسلامية بالاتفاق الذي عُقد بين الإمارات وإسرائيل، مؤكدًا أن فلسطين ليست قضية العرب فقط بل قضية العالم الإسلامي بأسره.

وفي كراتشي، تجمع المئات خارج نادي الصحافة للتنديد بالاتفاق. ووصف رئيس الجماعة الإسلامية في كراتشي، حافظ نعيم الرحمن، اتفاق التطبيع بأنه “ضربة كبيرة لوحدة المسلمين” وطعن للفلسطينيين في الظهر”.

وقال نعيم الرحمن إنه “لا يحق للإمارات ولا لأي دولة أخرى قبول الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية باسم السلام”.

ونظمت الجماعة الإسلامية احتجاجًا آخر أمام نادي لاهور للصحافة، وتحدث عنه الأمين العام للحزب أمير العظيم، وقادة آخرون.

وفي بيشاور، عاصمة ولاية خيبر بختونخوا الشمالية الغربية، تجمع عدد كبير من الناس في مسجد محبة خان التاريخي، وساروا نحو يدغار تشوك، لتسجيل احتجاجهم.

حملات مقاطعة

أعلن الكاتب الفلسطيني المعروف ربعي المدهون، أول فلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” في عام 2016، بأنه لم يعد معنيّا بالجائزة بعد الآن بعد قيام الإمارات العربية، التي تدعم الجائزة مالياً، بتطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

كما أعلن الفنان المغربي محمد الشوبي، مقاطعته للمجلات ووسائل الاعلام الاماراتية، وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وتتزايد أعداد الكتاب والروائيين والفنانين العرب الذي سحبوا ترشيحاتهم أو يخططون لسحبها، من مسابقات أدبية مرتبطة بالإمارات العربية المتحدة ومقاطعة أي فعاليات فيها بعد موافقتها على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال الكتاب والروائيون والشعراء والفنانون إنهم يعبرون بخطوتهم عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعوا الكتاب والفنانين الآخرين إلى أن يحذوا حذوهم.

ومن بين الروائيين والكتاب والفنانين المشاركين في حملة المقاطعة، روائيون مغاربة وفلسطينيون وعرب آخرون.

وبادر الى هذه الخطوة الشاعر الفلسطيني أحمد أبو سليم الذي كان أول من سحب روايته من التنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية، المعروفة في الأوساط العربية باسم “بوكر العربية”، حسب وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء. ودعا أبو سليم المثقفين العرب إلى مقاطعة النشاطات الثقافية في الإمارات.

ومن بين المقاطعين أيضا المصور الفلسطيني محمد بدارنه الذي أعلن انسحابه من المشاركة في معرض “وجهة نظر8” الذي من المقرر إقامته يوم29 أغسطس /آب الحالي في الإمارات.

وأعلن كتاب وروائيون مغاربة سحب ترشيحهم لجائزة الشيخ زايد والانسحاب من بعض المؤسسات الثقافية الإماراتية، استنكارا لإعلان الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع إسرائيل.

وقال الأكاديمي والناقد المغربي يحيى بن الوليد في تدوينة على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي إنه سحب ترشيح كتابه عن “المثقفين العرب” من المنافسة في صنف “التنمية وبناء الدولة”، وألغى مشاركة أخرى مقترحة ومبرمجة لعام2021 في الإمارات، بسبب ما سماه “التطبيع الفظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الصهيوني الغاصب” .

وأضاف أن قراره الذي أبلغه للجهات المعنية “إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة”، مشيرا إلى أنه كرس أكثر من بحث لفلسطين، من بينها “سردية فلسطين”، و”إدوارد سعيد”، و”محمود درويش” .

وأعلن الروائيان والمترجمان أحمد الويزي وأبو يوسف طه، انسحابهما للسبب ذاته من الترشح لنيل الجائزة في صنف الرواية، فيما أعلن الكاتب عبد الرحيم جيران استقالته من هيئة تحرير مجلة “الموروث الثقافي” التابعة لمعهد الشارقة، وانسحابه من كل الأنشطة التي تقيمها الإمارات.

وقال جيران في تدوينة له إن “فلسطين خط أحمر، وكل تطبيع مع الكيان الصهيوني مرفوض مهما كانت الجهة التي تتبناه، وبصفتي مثقفا أعلن انحيازي إلى الحق العربي، فبه أحدد علاقتي بأي جهة ثقافية كانت” .

وقال الكاتب القصصي والروائي أبو يوسف طه إنه “ترشح لجائزة الشيخ زايد صنف الرواية مراهنا على وجود مسافة بين المجالين الثقافي والسياسي، وهو أمر غير ممكن وفيه تغليط ذاتي كما وضح لي، خاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكا” .

وأضاف صاحب “عش الطائر المتوحد” في تدوينة له “لقد ظللت طوال حياتي مؤمنا بجوهر القضية الفلسطينية، معتبرا الشعب الفلسطيني تعرض لظلم تاريخي استثنائي تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الاستعمار ووكلائه والصهيونية وأذرعها، لهذا أعلن انسحابي من الترشح للجائزة إرضاء لضميري وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة” .

أما الروائية الزهرة رميج فسحبت روايتها ” قاعة الانتظار” من المنافسة، وراسلت الجهات المسؤولة لشطب اسمها من لائحة المرشحين، وذلك “وفاء للقضية الفلسطينية التي فتحت عيني عليها منذ السبعينيات وواكبت تطوراتها وعايشت مآسيها وساهمت في توعية الأجيال بعدالتها”، حسب ما أعلنت عنه في تدوينة.

وفي الطريق نفسه سار المترجم والروائي أحمد الويزي، فقرر سحب ترشيح روايته “الملك يموت مرتين” الصادرة عن المركز الثقافي العربي 2019 من الترشح في صنف الرواية ضمن جائزة الشيخ زايد.

وقال إنه كان مرتاحا للجائزة كونها تعنى بتدبير الشأن الروائي ودعم الروائيين والكتابة الأدبية عموما، غير أن قرار الدولة الراعية لها التطبيع مع إسرائيل دفعه لسحب ترشيحه، حسب تعبيره، وأكد رفضه الهرولة باتجاه التطبيع، معتبرا أن المسألة الفلسطينية خط أحمر، ولا يمكن حلها بدون تمكين الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم.

ودعا الويزي كل المثقفين المغاربة والعرب الأحرار والشرفاء إلى رفع أصواتهم لمواجهة التطبيع والتعبير عن غيرتهم ودفاعهم عن القضية الفلسطينية وقضايا الأمة.

ونبه الروائي المغربي إلى محاولة الكيان الصهيوني التغلغل وسط حملة القلم والمواقف الرصينة في الوطن العربي، وكسر صف الشرفاء الذين يعبرون عن ضمير الأمة، مستعينا في ذلك بالفنون وبإنشاء مؤسسات ترعى الكتابة والفن من أجل خلق إمكانية تيسير التطبيع والقبول بالكيان الصهيوني.

ولفت إلى أن الكتاب والمبدعين الذين يدافعون من خلال إبداعاتهم عن قيم الخير والجمال والحق لا يمكنهم مشاهدة الطغيان والظلم والتهجير والتعنيف والركون للصمت.