موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحركات أمريكية لمنع بيع تقنيات تجسس متقدمة إلى الإمارات

170

عبر مشرعون أميركيون -في رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو ومدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس- عن قلقهم البالغ من بيع تقنيات تجسس متقدمة إلى دول تنتهك حقوق الإنسان من بينها الإمارات.

وطالبت رسالةُ المشرعين من الحزبين بومبيو وكوتس بوقف تزويد الحكومات المنتهكة لحقوق الإنسان بقدرات المراقبة المتطورة.

وبحسب تقارير صحفية، فإن الشركات التي تقدم هذه التقنيات قد باعت خبرات وتكنولوجيات القرصنة لحكومات استبدادية، بما في ذلك السعودية والإمارات، والتي استغلتها بدورها في التجسس على معارضين وصحفيين.

وأشار أحد هذه التقارير إلى أن تلك التقنيات ربما تكون قد استخدمتها المملكة السعودية في مراقبة الصحفي الراحل جمال خاشقجي الذي تمت تصفيته في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأعربت رسالة المشرعين عن هذه المخاوف وحثت وزير الخارجية ومدير الاستخبارات على “اتخاذ خطوات للتخفيف من استخدام الحكومات الأجنبية لهذه التقنيات التي يحصلون عليها من شركات أميركية بطريقة مسيئة وغير قانونية لا تتوافق مع القانون والقيم الأميركية”.

في هذه الأثناء قال دوغ باندو، الزميل القديم في معهد كاتو، إن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن فشل، على الرغم من الدعم الأمريكي، مؤكداً أنه لم ينجح إلا بانسحاب مليشيا الحوثيين من ميناء الحديدة.

وأضاف باندو، في مقال له بصحيفة “ناشينال إنترست” الأمريكية، أن التحالف لم يحقق شيئاً سوى الانسحاب من الحديدة، ما يعني أن الانتصار في هذه الحرب ما زال بعيداً.

وتابع أن العلاقة المضللة بين واشنطن والدولتين الخليجيتين دفعت الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى دعم الحرب في اليمن، قبل أن يصوت الكونغرس مؤخراً على قرار إنهاء الدعم للحملة الوحشية التي تشنها السعودية في اليمن، غير أن الرئيس، دونالد ترامب، نقض القرار.

وأضاف أن الدعم الأمريكي للتحالف العربي لم يكن مهماً لواشنطن، خاصة أنه صرف الانتباه عن الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة، كما أن الحوثيين لم يكونوا يشكلون خطراً على السعودية.

وبعد الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تدعمه السعودية، قررت الرياض شن الحرب على الحوثيين بدعوى إعادة الشرعية.

لكن السعودية والإمارات وجدتا أنهما إزاء قوة متمردة وقوية، بل الأسوأ من ذلك أن الحرب تحولت إلى حرب طائفية بالوكالة ضد إيران، التي لم تكن داعمة كبيرة للحوثيين، كما يقول الكاتب.

وأضاف أن التحالف السعودي الإماراتي استعان بجنود من دول أخرى مثل السودان، وارتكب “فظائع جماعية بحق المدنيين”.

ولتأكيد دعمها للأنظمة الملكية التي عارضت مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران، سلّحت إدارة أوباما السعوديين، وقدمت مساعدة استخبارية، وتم تزويد طائراتها بالوقود، قبل أن توقف مؤخراً.

وزعم المسؤولون الأمريكيون أنهم ينقذون الأرواح في دعمهم للغارات الجوية على المدنيين والبنية التحتية المدنية، ومع ذلك كانت هناك مذبحة مروعة، حيث تشير التقديرات الأممية إلى مقتل نحو 233 ألف مدني في اليمن (نتيجة الغارات والأمراض والمجاعة).

وأكد أنه “بعد سنوات من الحرب الجوية التي شنتها السعودية والإمارات على اليمن، فإن الحوثيين اليوم يردون على تلك الغارات بضربات صاروخية انتقامية”.

وتحدث الكاتب عن التدمير الذي ألحقته غارات التحالف، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية الاقتصادية والبشرية.

وبعض التقارير تؤكد أن تلك الغارات التي نفذتها القوات الجوية السعودية، بمساعدة الولايات المتحدة، أدت إلى مقتل قرابة 20 ألف مدني.

وتدّعي إدارة ترامب أنها تريد إنهاء الحرب، وأنها تضغط على السعودية في سبيل ذلك، غير أن الرياض وأبوظبي تواصلان حملتهما بلا هوادة في اليمن، ولم تظهر أي بوادر للتخفيف، وربما يعود سبب ذلك إلى احتضان ترامب لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ما حوّله لشخص مندفع ومتهور.

وأكد باندو أهمية أن تنهي الولايات المتحدة أي دعم للتحالف في حربه باليمن؛ لأسباب أبرزها أن “هذه ليست حرب أمريكا، وليس لواشنطن أي شيء ذي معنى في معركة بين فصائل يمنية ودول مجاورة”.

ومن الأسباب أيضاً أن الولايات المتحدة تدخلت في الحرب ووقفت في الجانب الخطأ من الصراع، كما يقول الكاتب: “نعم صحيح أن الحوثيين لم يكونوا في يوم أصدقاء للولايات المتحدة، لكن السعوديين والإماراتيين هم أسوأ بكثير منهم؛ لكونهم يريدون تحقيق غايات إمبراطورية”.

كما “ارتكبت قوات التحالف الغالبية العظمى من الفظائع، حيث تشير الجمعيات الإنسانية إلى أن السعوديين والإماراتيين مسؤولون عن ثلثي إلى ثلاثة أرباع الخسائر والدمار”.

وأضاف الكاتب: “إن مطالبة السعودية بالدفاع عن النفس هي محاولة زائفة لتحويل عدوانها الأولي إلى حجة تمهيدية”.

وشدد الكتاب على أنه يجب ألا تتورط الولايات المتحدة في نزاع طائفي نيابة عن العائلة المالكة السعودية والإماراتية.

وأخيراً، يرى الكاتب أنه ليس من مسؤولية واشنطن التدخل في حروب الدول الأخرى لوقفها، وإنما البقاء خارج دائرة تلك الحروب التي لا تخدم مصالح الولايات المتحدة.

واعتبر أن الصراع في اليمن تحوّل إلى مهزلة، بل إنه جعل أمريكا أقل أمناً، حيث مكن للجماعات الراديكالية، وجعل الولايات المتحدة شريكة في هذا الصراع.

ويبدو أن أفضل طريقة لتخفيف العبء هو أن يعترف السعوديون والإماراتيون بفشلهم، وأن يشعروا بمعاناة اليمنيين، كما يقول الكاتب.