موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تسريبات صادمة عن حدة تورط الإمارات بعار التطبيع مع إسرائيل

486

كشفت تسريبات صادمة عن حدة تورط النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة بعار التطبيع مع إسرائيل والتعاون معها سياسيا وعسكريا على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

وكشف كتاب “كوشنر وشركاؤه: الجشع، الطموح، والفساد. قصة استثنائية عن جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب”، الذي صدر أمس الثلاثاء في واشنطن، الكثير من التفاصيل بشأن مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر وأدواره في السياسة الأميركية وعلاقته بالرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك ما يتعلق بكواليس خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن” والأدوار المفترضة لدول عربية فيها، تحديداً السعودية والأردن ومصر والإمارات.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مضمون الكتاب، اليوم الأربعاء، فإن الخطة التي أعدتها إدارة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تقوم على تبادل أراض بين السعودية والأردن بما يمكن إسرائيل من الاحتفاظ بمناطق واسعة في الضفة الغربية.

وحسب ما ورد في الكتاب، لمؤلفته فيكي وورد، فإن كوشنر صمم بنود خطة الإملاءات الأميركية، التي يطلق عليها إعلامياً “صفقة القرن”، بحيث يتوقف نجاحها على تعاون وثيق بين إسرائيل وكل من السعودية، مصر، الأردن، والإمارات.

وبحسب “جيروزاليم بوست”، أشار الكتاب إلى أن الخطة تتضمن تنازل الأردن عن مساحات من أراضيه لصالح الكيان الفلسطيني العتيد، مقابل حصوله على مساحة مماثلة من الأراضي السعودية.

ويتضح مما رد في الكتاب أن الأراضي التي سيتنازل عنها الأردن ستعوض الفلسطينيين عن الأراضي التي سيوافقون على التنازل عنها في الضفة الغربية وتضم لإسرائيل.

وأشار الكتاب، الذي يتناول طابع واتجاهات تدخل كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب، في جميع النشاطات الرسمية المتعلقة بالبيت الأبيض، إلى أن الخطة التي بلورها صهر ومستشار ترامب تمنح أدواراً مركزية لكل من السعودية والإمارات عبر تقديم مساعدات مالية كبيرة للفلسطينيين من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، وهو ما يسمح بتوفير بيئة تسمح بنجاح تنفيذها، في إطار نظرية “السلام الاقتصادي”.

وأوضحت وورد أن نظام الحكم السعودي سيضطلع، وفق الخطة، بدور خاص في توفير بيئة اقتصادية تساعد على تنفيذ “صفقة القرن”، لا سيما عبر الإسهام في معالجة معدلات البطالة العالية في قطاع غزة من خلال تدشين مشاريع اقتصادية كبيرة، مثل مد أنبوب لنقل النفط من السعودية إلى قطاع غزة، حيث لا تستبعد الخطة أن تمول الرياض تدشين مصافي تكرير وبناء محطة بحرية لشحن ونقل البضائع ومحطات لتحلية المياه.

ويشير الكتاب إلى أن قرار نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية جاء في إطار التمهيد لصفقة القرن.

وتلفت وورد الأنظار في كتابها إلى أن التمهيد لـ”صفقة القرن” بدأ عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرة إلى أن ترامب كان معنياً بالتركيز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بوصف مصالح إسرائيل تعد ضمن الاهتمامات الداخلية الأميركية، وهو ما جعله يوليها اهتماما كبيرا في حملته الانتخابية.

وأوضحت أن ترامب، عندما كان مرشحا للرئاسة، عقد في سبتمبر/ أيلول 2016، اجتماعا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في برجه في نيويورك، حيث حضر اللقاء، إلى جانب كوشنر، المستشار الاستراتيجي السابق لترامب ستيف بانون، حيث تم تناول أفكار تتعلق بحل الصراع.

ونقلت وورد عن أحد المصادر ذات الاطلاع على ما يدور في البيت الأبيض، أن كوشنر كان الوحيد ضمن كبار موظفي الإدارة الذي لديه تصور واضح حول ما يتوجب فعله في التعاطي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ولفت الكتاب إلى أن مواجهات قد حدثت بين كوشنر ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون على خلفية الموقف من إسرائيل والفلسطينيين، مشيرة إلى أن كوشنر انتزع ملف الشرق الأوسط من وزارة الخارجية.

ويرسم الكتاب علامات استفهام كثيرة حول دوافع العديد من الأنشطة والخطوات التي يقوم بها كوشنر وزوجته، حيث يوضح أن هناك ما يدلل على أن الكثير من انشغالات الاثنين ترمي أيضا إلى خدمة مصالحهما الشخصية.

وبحسب “جيروزاليم بوست”، فإن ما تطرقت إليه وورد في كتابها بشأن “صفقة القرن” يتطابق إلى حد ما مع خطة لحل الصراع قدمها مايك إيفان، المبشر الإنجيلي وأحد أبرز الداعمين لإسرائيل في الولايات المتحدة.

وأشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن إيفان طرح بنود هذه الخطة التي تركز على الجانب الاقتصادي، في مقال نشرته الصحيفة نفسها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ويستند إلى قيام السعودية والاتحاد الأوروبي بأداء دور رئيس في تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، ومن ضمن ذلك تمويل تدشين محطات لتحلية المياه تبنيها إسرائيل على أراضيها لتوفير مياه صالحة للشرب للفلسطينيين في قطاع غزة.

وحسب إيفان، فإنه عرض خطته على كل من السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإدارة ترامب والاتحاد الأوروبي، مدعيا أن جميع هؤلاء وافقوا بحماسة عليها. وأشار إيفان إلى أنه أطلع ولي العهد السعودي على بنود الخطة وأبلغه بأن كوشنر يدرسها أيضا.

تعاون عسكري

في هذه الأثناء شهدت علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل، وتحديداً خلال الشهور الأخيرة، تطورات لافتة وحساسة، تجاوزت قوتها جميع الخطوط الحمراء التي وضعت قبل أكثر من 22 عاماً، وكانت تعتبر حينها “إسرائيل هي العدو الرئيسي في المنطقة”.

ورغم حرص تلك الدولة، التي باتت تُسمى بـ”المطبعة”، على عدم كشف مراحل وتفاصيل تطور علاقتها مع دولة الاحتلال، فإن ما يكشَف عنه من خلال الإعلام وتصريحات المسؤولين، سواء من داخل إسرائيل أو من خارجها، كان يفضح هذا التطور الذي دخل مرحلة “متقدمة وحساسة”، وفق رؤية المراقبين.

مصادر عربية دبلوماسية رفيعة المستوى كشفت أن العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وعلى وجه الخصوص السعودية والإمارات، قد شهدت قبل ثلاثة أشهر، وتحديداً بشهر ديسمبر الماضي، تطوراً لافتاً في تاريخ العلاقات الثنائية.

وأكدت أنه في ذات الشهر (ديسمبر) زارت وفود عربية على أعلى المستويات “الأمنية والعسكرية” مدينة “تل أبيب”، وكانت تلك الزيارة هي الأولى من نوعها من حيث وزن تلك الشخصيات، وكانت مغلفة بطابع السرية التامة.

المصادر العربية أوضحت أن الوفد العربي لم يزر “تل أبيب” هذه المرة بغرض البحث في توطيد العلاقات أو حتى تطويرها، وتركوا ذلك للمستوى السياسي الذي يحدد مصيره، بل كان لهدف آخر سيكون له تبعات هامة على المنطقة بأكملها، وخاصة في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل.

وذكرت أن الهدف الرئيسي من الزيارة كان إجراء تدريبات مكثفة على معدات عسكرية وأجهزة أمنية متطورة تستخدم في الحروب، تحت إشراف قادة رفيعي المستوى من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إحدى القواعد العسكرية في مدينة “تل أبيب”.

قادة الجيوش العربية، بحسب المصادر ذاتها، “يفتقرون للخبرة العسكرية في التعامل مع بعض الأجهزة الأمنية المتطورة التي تستخدم في الحروب، ورأوا في إسرائيل ملاذهم الوحيد لكسب الخبرة اللازمة للتعامل مع هذا التطور العسكري الذي يجتاح المنطقة”.

وذكرت أن “دورات التدريب التي يتلقاها مسؤولون رفيعو المستوى في الجيوش العربية وعلى وجه الخصوص من الإمارات والسعودية، أصبحت دورية داخل دولة الاحتلال، والزيارات لتل أبيب تتم مرة كل شهر، ولكن تحرص تلك الدول أن تبقى في إطار السرية التامة”.

وكشفت المصادر أن الوفود الأمنية العربية وصلت إلى مدينة “تل أبيب” عبر طائرة خاصة أقلعت من مطار أبوظبي مباشرة نحو مطار “بن غوريون” الإسرائيلي، وتوجه الوفد العربي مباشرة إلى أماكن إقامتهم، ومن ثم إلى مراكز التدريب الخاصة التي تتوزع بين مدينتي “تل أبيب” والقدس المحتلة، ويشرف عليها أعلى الهيئات العسكرية في دولة الاحتلال.

والسعودية والإمارات اللتان تخوضان معارك وحروباً وخاصة في اليمن تحرصان على كسب الخبرة العسكرية من دولة الاحتلال، لضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما كسب الخبرة العسكرية لجيوش السعودية والإمارات في التعامل مع الحروب والتطورات العسكرية وتبادل الخبرات، وثانيهما فتح آفاق جديدة في التطبيع مع دولة الاحتلال.