فشل جديد يلاحق تظاهرة في باريس نظمها لوبي الإمارات للتحريض على تركيا
لاحق الفشل الذريع تظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس نظمها لوبي دولة الإمارات في أوروبا بغرض التحريض على تركيا بعد أن شارك فيها 10 أشخاص فقط.
واستهدفت التظاهرة التي جرت أول أمس أمام قصر حقوق الانسان في باريس، التحريض على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقراره الأخير بإعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد.
واستعان أعضاء لوبي الإماراتي القائمون على التظاهرة بالبرلماني اليمني السابق فردريك بواسون مقابل مبالغ مالية فيما لم يتعد عدد الحضور فيها 10 أشخاص.
وبحسب مصادر ل”إمارات ليكس” فإن المشرف الرئيسي على ترتيبات التظاهرة الفاشلة هو حسن الشلغومي الفرنسي من أصل تونسي والذي يعمل إماما لمسجد درانسي في الضاحية الشمالية لباريس.
ويعد الشلغومي أحد أعضاء لوبي الإمارات في أوروبا لتحسين سمعتها والتحريض ضد خصومها، ويعرف بأنه شخصية مثيرة للجدل وكان سبق له زيارة إسرائيل في حزيران/يونيو 2019 حيث اجتمع مع مسئولين إسرائيليين وضباط في الجيش الإسرائيلي. وهو يوصف بأنه إمام اليهود بسبب مواقفه التطبيعية.
ويعيش الشلغومي منذ أكثر من ثلاث سنوات تحت الحماية البوليسية على مدار الساعة، حيث يرافقه رجلا أمن في كل تحركاته باستمرار في ظل مواقفه المشينة ومنها تأييده حظر النقاب على المسلمين في أوروبا.
وفي 17 من الشهر الجاري منيت تظاهرة مولتها دولة الإمارات للتحريض ضد تركيا أمام مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل بالفشل الذريع ولم تشهد مشاركة سوى 10 أشخاص.
ولوحظ تجمع ثلاثة أشخاص من المنظمين المفترضين للتظاهرة بإيعاز من لوبي دولة الإمارات إلى مقر الاتحاد الأوروبي وظلوا بانتظار وصول المقرر مشاركتهم لكن دون جدوى بعد أن اقتصر الحضور على عدد محدود لم يتجاوز 10 أشخاص.
وكان هؤلاء يحملون أعلاما تركيا وصورا لأردوغان كتب عليها شعارات مناهضة له من أجل توزيعها على المشاركين المفترضين في التظاهرة قبل أن ينسحبوا من المكان نتيجة فشل التظاهرة.
وعلمت إمارات ليكس من مصادر مطلعة أن الدعوة للتظاهرة والترتيب له تم تمويل من السفارة الإماراتية في باريس تضمن توزيع مبالغ مالية كبيرة على مناصرين لتنظيم PKK المصنف إرهابيا في تركيا لكن هؤلاء تلقوا الأموال وامتنع غالبيتهم عن الحضور لمكان التظاهرة.
وذكرت المصادر أن شخصيات ضمن لوبي الإمارات حاولت استمالة عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي للمشاركة في التظاهرة مقابل مبالغ مالية لكن طلباتهم قوبلت بالرفض القاطع.
ويحاول لوبي الإمارات تنظيم تظاهرات في مدن أوروبية للتحريض ضد تركيا وقرارها بشأن متحف آيا صوفيا فضلا عن تدخلها لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا ضد قوات خليفة حفتر.
ودأب لوبي الإمارات على تنظيم تظاهرات مدفوعة بالمال ضد خصوم أبو ظبي خاصة تركيا وقطر في عدد من العواصم الأوروبية من دون أن تحظى باهتمام إعلامي باستثناء وسائل الإعلام الإماراتية.
وتعتبر الإمارات الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي انتقدت علنا قرار تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، وهو ما اعتبره مراقبون أنه يندرج في إطار المناكفة السياسية مع أنقرة والموقف العدائي لحكومة ابوظبي تجاه الإسلام.
إذ صرحت وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات نورة بنت محمد الكعبي إن التراث الثقافي يمثل إرثاً بشرياً يجب المحافظة عليه وعدم استغلاله وتغيير واقعه عبر إدخال تعديلات تمس جوهره الإنساني.
وقالت الكعبي في بيان لها إن تغيير وضع “آيا صوفيا ” في إسطنبول لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل إرثاً عالمياً وقيمة ثقافية وتراثية، وجسراً لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة فيما بينها.
وأكدت الكعبي على أهمية لبيان الصادر من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” الذي شدد على أن “آيا صوفيا” تمثل جزءاً من مدينة “اسطنبول التاريخية”، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي كمتحف، وهي تحفة معمارية وشاهد فريد على التفاعل ما بين أوروبا وآسيا على مر القرون.
كما تجند الذباب الالكتروني وكتاب محسوبون على النظام الإماراتي على مدار الأيام الماضية من أجل الإساءة إلى تركيا والتحريض على قرارها بشأن آيا صوفيا.