موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

قصف الدوحة: إسرائيل تفضح تورط وتواطؤ الإمارات

1٬401

أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، الذي استهدف شخصيات قيادية من حركة حماس، خلط الأوراق في المشهد الخليجي والإقليمي، في وقت فضح ضابط إسرائيلي رفيع تورط وتواطؤ الإمارات مع تل أبيب.

إذ بينما حاولت إسرائيل تقديم العملية على أنها خطوة أحادية في إطار حربها المفتوحة ضد الحركة، جاءت تصريحات ضابط إسرائيلي رفيع المستوى لتكشف عن أبعاد إقليمية أعمق.

فقد أكد الكولونيل الاحتياط في الجيش الإسرائيلي موشيه العاد أن الضربة لم تكن ممكنة من دون تنسيق مع أطراف عربية في الخليج، وعلى رأسها الإمارات، وهو ما يعزز الشكوك حول حجم التواطؤ الخليجي في الحرب على المقاومة الفلسطينية.

اعتراف غير مسبوق

تمثل التصريحات التي أدلى بها العاد خلال مقابلة مع قناة i24 News الإسرائيلية سابقة خطيرة في الخطاب الإسرائيلي. إذ قال بشكل مباشر: “استهداف قطر لم يكن ليتم دون تنسيق مع دول إقليمية… هناك من يريد تصفية حماس أكثر من إسرائيل نفسها، وذكر الإمارات بالاسم”.

ويتجاوز هذا الاعتراف مجرد التحليل الأمني، ليؤكد أن بعض العواصم العربية، التي يفترض أنها ملزمة بواجب التضامن، لعبت دورًا في تسهيل الضربة، سواء بالصمت أو الدعم الاستخباراتي.

الأخطر أن العاد شدّد على أن دولاً مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات ترى في حماس عدواً موازياً لعدائها مع الإخوان المسلمين، وهو ما يفسر سلوكها الملتبس بين الإدانة العلنية والتنسيق السري.

إشارات سابقة على التعاون

لم يكن هذا الاعتراف الإسرائيلي الأول من نوعه، بل يأتي امتدادًا لتسريبات وتحقيقات تحدثت عن بنية تعاون أمني بين إسرائيل والإمارات في مواقع مختلفة.

رادارات ELM-2084 في بوصاصو بالصومال، التي تُدار ضمن مشروع مشترك إسرائيلي–إماراتي، كانت قد أثارت شكوكا حول استخدامها في عمليات الرصد الإقليمي.

منصات قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي، والتي تتكامل مع الصناعات العسكرية العبرية، يُعتقد أنها وفرت غطاء لوجستي وتقني في عمليات سابقة.

صمت الرادارات الجوية فوق الخليج يوم الضربة طرح تساؤلات حول وجود تفاهمات سمحت للطيران الإسرائيلي بالتحرك بحرية غير معهودة.

كل هذه المؤشرات تعزز رواية أن إسرائيل لم تكن وحدها في قصف الدوحة، وأن هناك دعماً خليجياً تم التكتم عليه.

دوافع الإمارات

يبدو أن الدافع الإماراتي، بحسب ما يفهم من تصريحات العاد، يتمثل في الرغبة في القضاء على حماس بوصفها امتداداً للإخوان المسلمين، العدو التاريخي لأبوظبي.

فمنذ سنوات، تخوض الإمارات حرباً مفتوحة على الحركات الإسلامية السياسية في المنطقة، وتعتبر أن أي بقاء لحماس في موقع نفوذ يعني تهديداً لمشروعها الإقليمي.

كما أن الإمارات، التي ارتبطت باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل منذ 2020، باتت تعتبر التعاون الأمني والعسكري مع تل أبيب ركيزة لتحالفها الاستراتيجي الجديد، حتى وإن كان ذلك على حساب جارتها قطر التي تشهد علاقاتها مع أبوظبي توترات مزمنة.

مأزق التضامن العربي

أشار العاد في تصريحاته إلى مفارقة واضحة: “الدول العربية تضطر للاستنكار أو النفي بسبب وحدة الصف العربي، لكن من تحت الطاولة هناك توطيد علاقات مع إسرائيل ضد حماس”.

هذا المأزق يفضح هشاشة الموقف العربي الرسمي؛ إذ تتخذ بعض الدول مواقف إعلامية داعمة للقضية الفلسطينية، بينما تمارس خلف الكواليس أدوارًا تتقاطع مع الأجندة الإسرائيلية. وبهذا، يصبح الخطاب العلني مجرد أداة لتسكين الشارع العربي، في حين تستمر الاتصالات الأمنية بعيداً عن الأضواء.

وتحمل الضربة التي استهدفت الدوحة رسائل تتجاوز البعد العسكري. فهي تمثل تحدياً مباشراً لسيادة قطر، التي لطالما احتضنت قيادات حماس ورعت ملفات التفاوض والوساطات في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

ومع اعتراف إسرائيلي بوجود تعاون خليجي في العملية، فإن الدوحة تجد نفسها أمام اختبار استراتيجي مزدوج:

مواجهة التهديدات الإسرائيلية المباشرة والتعاطي مع دور جيرانها الخليجيين الذين وفروا الغطاء للعملية.

كما أن اعتراف العاد لا يكشف فقط عن تورط محتمل للإمارات، بل يفضح أيضاً طبيعة النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط، حيث أصبحت بعض الدول العربية ترى في إسرائيل شريكاً أمنياً في مواجهة الحركات الإسلامية بدلاً من اعتبارها عدواً استراتيجياً.

هذا التحول قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل مجلس التعاون الخليجي، ويضعف أي إمكانية لتشكيل موقف عربي موحد بشأن غزة أو المقاومة الفلسطينية. كما أنه يعزز صورة إسرائيل كطرف قادر على بناء تحالفات مع أنظمة عربية رغم استمرار جرائمها في فلسطين.