وضعت دولة الإمارات نفسها في دور مشبوه يقوم على حصد ثمار العقوبات الغربية المشددة على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا منذ شباط/فبراير الماضي.
وبينما تتكثف المطاردات للأثرياء الروس في العواصم الغربية وتشدد أوروبا العقوبات على روسيا، يتزايد بحث رجال الأعمال وأغنياء روسيا عن ملاذات آمنة لحماية أموالهم ويخوتهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة من قبضة العقوبات الغربية.
ومن بين أبرز الملاذات التي تتوفر لأثرياء روسيا بعض دول المنطقة التي ترفض بعضها حتى الآن تبني العقوبات الغربية على روسيا وتستقبل قائمة الأشخاص الذين تربطهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مقدمة تلك الدول الإمارات التي تتوتر علاقاتها مع واشنطن، وتعد من الملاذات المفضلة لدى الأثرياء الروس.
وحسب تقارير غربية على هامش سوق السفر العربي الذي أنطلق في دبي أول من أمس، فإن السوق الإماراتية، خاصة سوق العقارات تواصل الاستفادة من مشتريات الأثرياء الروس للفلل والشقق الفاخرة، وكذلك من توظيفات حركة السياحة النشطة القادمة من روسيا.
ولا يبدو رجال الأعمال في دولة الإمارات مكترثين بالحظر الغربي على موسكو.
في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لسلطة السياحة في رأس الخيمة، راكي فيليبس، في تعليقات نقلتها وكالة بلومبيرغ، إن روسيا ظلت دائماً من بين أكبر ثلاثة مصادر للسياحة في الأمارة ويمثل السياح من روسيا وبيلاروسيا نحو 10% من إجمالي سياح أمارة رأس الخيمة.
من جانبها قالت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، إن مشتريات الأثرياء الروس للعقارات في دبي ارتفعت بنسبة 67% في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وقال اقتصادي روسي للصحيفة البريطانية، إن نحو 200 ألف روسي غادروا إلى دبي منذ بداية الحرب.
وما يشجع الأثرياء الروس في الإمارات، الحصول على فيزا بشكل تلقائي لدى وصولهم إلى المطارات الإماراتية، كما أنهم لا يواجهون تساؤلات مالية عن مصادر التمويل لدى عمليات شراء العقارات.
من جانبها تقول صحيفة “نيويورك تايمز”، إن حوالى 24 مستثمراً تربطهم علاقات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يملكون عقارات في دبي.
وحسب بيانات مركز الدراسات الدفاعية في واشنطن فإن نحو 38 رجل أعمال ومسؤولا روسيا مقربين من الكرملين يملكون فللا فاخرة في الإمارات تقدر قيمتها بنحو 314 مليون دولار، من بينهم ستة أفراد شملتهم العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وقال قادة الأعمال المنخرطون في العقارات والعمليات التجارية إن دبي تبدو الملاذ الجديد لأصحاب المليارات ورجال الأعمال من روسيا.
ولم تفرض الإمارات عقوبات على روسيا، ولم تنتقد الغزو الروسي لأوكرانيا. كما يتم منح الروس الذين لم يذكروا في العقوبات تأشيرات في الإمارات في حين أن العديد من الدول الغربية فرضت عليهم قيودًا.
وقالت تقارير بريطانية وأمريكية إن الأوليغارشيون الروس يفرون إلى دبي لتجنب تأثير العقوبات الغربية بسبب حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا.