موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد حصيلة صفقات الإمارات في “إيدكس أبو ظبي” لتأجيج صراعات خارجية

175

رغم ما تمر به الإمارات من أزمات اقتصادية منذ 4 سنوات، يتزايد الانفاق الإماراتي على صفقات الأسلحة على حساب موازنة الدولة ورفاهية مواطنيها، لتصل قيمة الصفقات التي وقعتها الإمارات في معرض “أيدكس للأسلحة 2019” خلال خمسة أيام إلى 5.45 مليار دولار.

ويثير استمرار “النهم” الإماراتي في سباق التسلح التساؤلات حول الأسباب التي تدفع الإمارات للتسليح بكل تلك الصفقات العسكرية، لتأجيج صراعات خارجية.

وفي ظل غياب المجلس الوطني عن دوره بالتحقيق في أوجه صرف هذه المليارات من موازنة الدولة، وأوجه استخدام هذه الأسلحة، تكشف تقارير ومنظمات دولية أن معظم هذه الأسلحة لا يستخدمها الإماراتيون بل ميليشيات في اليمن وليبيا والتي ترتكب جرائم حرب بحق الإنسانية.

وانتقدت صحيفة الغارديان البريطانية معرض “آيديكس أبوظبي” للأسلحة، الذي شاركت به شركات بريطانية، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة التي تعرض هناك يمكن أن تستخدم في أعمال “وحشية” على غرار الحرب في اليمن.

والأسبوع الماضي كشفت شبكة CNN  أن الأسلحة التي قدمتها واشنطن للسعودية والإمارات لدعمهما في حرب اليمن انتهى بها المطاف إلى يد مليشيات في اليمن، وتنظيم “القاعدة” وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

كما كشف تقرير للجنة الخبراء بالأمم المتحدة عن مواصلة أبوظبي خرق حظر التسليح المفروض على ليبيا وتزويدها لآمر مليشيات الكرامة خليفة حفتر بدعم عسكري، فيما  قال الخبير العسكري الروسي، يوري لامين، إن منصة لصواريخ “كورنيت – إي” الروسية الصنع تم تركيبها على سقف عربة “Cougar” من تصنيع شركة Streit Group” الإماراتية الكندية.

وأوضح الخبير لامين أن منظومة “كورنيت – إي” الروسية المضادة للدبابات اشترتها السلطات الليبية في عهد العقيد معمر القذافي. وكان الخبراء الأجانب قد رصدوا استخدامها من قبل الطرفين المتنازعين في الحرب الليبية منذ عام 2011.

وبشأن منصة “كورنيت – إي” المركبة على عربة “Cougar” قال الخبير الروسي إن قوات حفتر تتلقى دعما عسكريا، بما في ذلك المدرعات الخفيفة، من مصر والإمارات.

تزايد الانفاق العسكري

وحسب تقرير صدر شهر يناير/كانون الثاني 2018  عن “مؤسسة أبحاث السوق” فإن متوسط النفقات الدفاعية للدولة بين عامي 2013 و2017 يصل 23.4 مليار دولار سنوياً، وتوقعت المؤسسة البحثية أن يرتفع هذا المعدل إلى 35 مليار دولار أمريكي خلال الفترة بين (2018-2022).

وبين عامي 2013 و 2017، زادت الإمارات من إنفاقها الدفاعي بشكل ملحوظ، مما يجعلها واحدة من الأسواق الأكثر جاذبية لشركات السلاح الأجنبية.

ويضيف التقرير أن العديد من الصفقات الموقعة مع مصنعي المعدات الأصلية الأجانب في معارضها الدفاعية الدولية التي تعقد كل سنتين، تثبت جاذبية سوق الدفاع الإماراتي.

ووفقاً لتقرير (SIPRI) الذي صدر نهاية فبراير/شباط 2016، فقد ارتفعت واردات السلاح للدولة 35% خلال الفترة من عام 2011 وحتى عام 2015 مقارنة بالفترة السابقة (2006-2010)، حيث بلغ إنفاق الإمارات على واردات السلاح حوالي 6.55 مليار دولار.

تفاقم المشكلة الاقتصادية

تعيش الإمارات منذ 2015 في قلب مشكلات اقتصادية مع تدهور أسعار النفط، واستمرت عجز الموازنة الاتحادية والموازنات المحلية، وتراجع السياحة في الدولة رغم المحفزات التي تقدمها البلاد.

ومع انهيار قيمة العقارات في الدولة فإن فقاعة أزمة جديدة تقترب من الإمارات ما يهدد بانتكاسة الاقتصاد الإماراتي الذي يستمر في محاولة تعافيه من انتكاسة 2008.

واستمرت الدولة في فرض ضرائب على المواطنين بما فيها ضريبة القيمة المضافة وزادت تعريفة الكهرباء والمياه، إضافة إلى زيادة الرسوم الحكومية للمعاملات.

وقالت مجلة إيكونوميست البريطانية، إن الأرقام والإحصائيات الاقتصادية “الوردية” التي تعلنها الإمارات تخفي بداخلها مؤشرات مقلقة، مشيرة إلى أن مؤشر بورصة دبي كان الأسوأ أداء في الشرق الأوسط خلال عام 2018.

إلى جانب هذا الاقتصاد الضعيف وشراء الأسلحة انخرطت الدولة منذ العام 2015، في حرب اليمن، ضمن “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية.

وتنفق الإمارات على الحرب في اليمن 3.1 مليار دولار شهريا، ما يعني أنها تنفق ما يزيد عن 36 مليار دولار سنويا في اليمن فقط. عدا عن نفقات مالية أخرى لتحسين السمعة عبر شركات دولية متخصصة، وأخرى مرافقة للحرب.

كما تنفق الدولة مليارات الدولارات لدعم “خليفة حفتر” في ليبيا حيث تمول 17 ميليشيا محلية فيها آلاف المقاتلين.

صفقات إيدكس 2019

أعلن متحدث عسكري إماراتي أن القوات المسلحة الإماراتية وقعت عقودا دفاعية بقيمة 20.053 مليار درهم إماراتي (5.45 مليارات دولار) خلال الأسبوع الجاري، 35 % منها للشركات الوطنية و65 % للأجنبية، والتي توزعت على النحو التالي:

اليوم الأول: أعلنت الإمارات أنها وقعت صفقات عسكرية قاربت قيمتها الـ 5 مليارات درهم (ما يعادل مليار و 300 مليون دولار)، مع 15 شركة عالمية و18 شركة محلية.

العقود المبرمة كانت مع شركة راثيون الأمريكية لشراء صواريخ مستحدثة على نظام الباتريوت لصالح القوات الجوية والدفاع الجوي، وشركة جوينت ستوك الروسية لصيانة وشراء قطع غيار لنظام الدفاع الجوي من نوع بانتسر لمدة سنتين، وكذلك شراء صواريخ كورنيت من نوع EM150″.

كما شملت العقود شركات أوروبية ومحلية لتزويد القوات البرية والبحرية، وجهاز حماية المنشآت والسواحل بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، إضافة إلى التعاقد مع شركات أجنبية ومحلية لشراء سفن متعددة المهمات لصالح القوات البحرية الإماراتية.

اليوم الثاني: أعلنت الإمارات عن توقيع صفقات بقيمة تجاوزت 7.019 مليارات درهم توزعت على 6 شركات دولية و18 شركة محلية، لتصل قيمة الصفقات المبرمة في اليومين الأولين إلى حوالي 12 مليار درهم توزعت على 57 شركة محلية ودولية.

والقيمة الإجمالية للصفقات المبرمة مع الشركات الخارجية في اليوم الثاني للمعرض بلغت 5.871 مليارات درهم، تضمنت التعاقد مع شركة «راثيون» الأمريكية لشراء منصات إطلاق صواريخ والخاصة بنظام الباتريوت لصالح القوات الجوية والدفاع الجوي بقيمة 5.730 مليارات درهم.

اليوم الثالث: وقعت الإمارات صفقات بقيمة تقترب من 5 مليارات درهم، وتوزعت العقود على 8 شركات دولية و20 شركة محلية.

القوات المسلحة الإماراتية وقعت عقدا مع مركز الملك عبدالله من الأردن لشراء صواريخ م/د ومناظير لصالح وحدات القوات المسلحة بقيمة64 مليون درهم، والتعاقد مع شركة أميركية لشراء وتحديث معدات ومشبهات التدريب بالمركز الطبي لصالح القوات الجوية بقيمة 53 مليون درهم .

كما شملت العقود، الاتفاق مع شركة روسية لشراء ذخائر عيار 100 ملم لصالح القوات البرية بقيمة 58 مليون رهم ، والتعاقد مع شركة “ثالس” الفرنسية لشراء سونار مقطور لصالح القوات البحرية بقيمة 93 مليون درهم، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة تركية لتوريد قطع غيار لصالح سلاح الصيانة العامة بقيمة 25 مليون درهم.

اليوم الرابع: أعلن العميد ركن محمد خميس الحساني عن توقيع صفقات بقيمة وصلت إلى 2,781,671,116 مليار درهم من فعاليات معرضي “آيدكس” و”نافدكس” 2019.

وأشار العميد الحساني خلال مؤتمر صحفي إلى أن العقود المبرمة توزعت على 7 شركات دولية و22 شركة محلية لتصل قيمة الصفقات المبرمة خلال 4 أيام إلى 19.65 مليار درهم.

والصفقات تضمنت التعاقد مع شركة Kaman Precision الأميركية لشراء فيوز من نوع FMU-152 لصالح القوات الجوية بقيمة 1,190,327,475 مليار درهم والتعاقد مع شركة Alliat Tchsystem الأميركية لشراء نظام الاستشعار لصالح قيادة الطيران المشترك بقيمة 74,980,717 مليون درهم والتعاقد مع شركة “Joint Stock” الروسية لعقد تطوير ناقلات BMP-3 لصالح القوات البرية بقيمة 7,346,000 مليون درهم إلى جانب التعاقد مع شركة ” نكستر سيستم” الفرنسية لتقديم الاسناد الفني وتوريد قطع غيار وإصلاح واسناد فني للدبابة لوكليرك لصالح قيادة سلاح الصيانة العامة بقيمة 516,000,000 مليون درهم.

اليوم الخامس: بلغت قيمة صفقات اليوم الخامس والأخير للمعرضين 402 مليون و760 ألفاً و834 درهماً، توزعت على سبع شركات محلية وسبع عالمية.

وتضمنت الصفقات التعاقد مع شركة مركز الملك عبدالله في الأردن، لشراء قاذفات قتالية ومناظير لمصلحة وحدات القوات المسلحة، بقيمة 14 مليوناً و33 ألفاً و798 درهماً، والتعاقد مع شركة Rheinmetall Electronics الألمانية، لتقديم خدمات الإسناد الفني لمشبهات الاشتباك التعبوي لمصلحة مديرية التدريب، بقيمة 40 مليوناً و543 ألفاً و686 درهماً، والتعاقد مع شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية لتقديم خدمات الإسناد الفني لتوفير فنيين لإصلاح وصيانة راجمات صواريخ «الهاي مارس» لقيادة سلاح الصيانة بقيمة 33 مليوناً و975 ألفاً و249 درهماً.

كما شملت العقود المبرمة مع الشركات الخارجية في اليوم الخامس التعاقد مع شركة Joint Stock الروسية، لشراء ذخائر متنوعة لمصلحة قيادة القوات البرية، بقيمة 129 مليوناً و625 ألف درهم.