موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

‏الإمارات تشهد على إطلاق خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية في واشنطن

387

شهد النظام الإماراتي على إطلاق خطة صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية مخالفا الإجماع العربي والإسلامي في رفضها.

وحرصت الإمارات على إيفاد سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة لحضور مؤتمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطلاق الخطة.

وصرح العتيبة بأن الإمارات تقدر الجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل ‏وتعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي.

وثمن العتيبة الخطة الأمريكية للسلام واعتبرها “مبادرة جادة تعالج الكثير من القضايا العالقة ونقطة انطلاق مهمة للعودة للمفاوضات برعاية أمريكية ودولية” وذلك رغم الرفض الفلسطيني القاطع للخطة الأمريكية.

وسبق أن تحدثت تقارير أمريكية متواترة عن دور خفي لولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد في بلورة صفقة القرن ودعمها على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

وأعلن ترامب عن مضمون “خطة السلام” التي عكف منذ وصوله إلى البيت الأبيض على العمل عليها، المعروفة إعلاميًّا باسم “صفقة القرن”، والموصوفة فلسطينيًّا بخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما تقتضيه الخطة بالفعل، إذ تحسم القضايا الجوهريّة في الصراع لصالح إسرائيل.

وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، قال ترامب أثناء استقباله نتنياهو، إن “الخطة شاملة ومفصلة وتعتبر الأفضل للطرفين، ورؤيتي كانت تحقيق فوز ونصر للطرفين بتحقيق دولة فلسطينية وأمن لإسرائيل بذات الوقت”، مضيفاً “نتنياهو أعلمني أنه موافق على الخطة، والخطة شاملة مكونة من 181 صفحة”.

وأكد أن “القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة ولن تتم تجزئتها”، مقاطعًا تصفيق الحضور بالقول إن “هذا ليس أمرًا جللًا، فقد سبق وفعلت ذلك بالفعل حينما اعترفت بها عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتنا إليها”.

واعتبر الرئيس الأميركي أن خطته “قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة”، وأنه سيسعى للعمل مع الفلسطينيين “بشكل متواصل لتحديد أراضٍ مستقبلية للدولة الفلسطينية، بما يشمل نبذهم للإرهاب”.

وأكد كذلك أن إسرائيل “ستنسق بشكل متواصل مع ملك الأردن من أجل ضمان حرية العبادة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ووصول المسلمين إليه للصلاة”.

وتحدّث ترامب كذلك عن “استثمارات ضخمة، تساهم فيها الدول المجاورة، ستنهي اعتماد الفلسطينيين على المساعدات الأجنبية، وتضمن لهم أن يزدهروا بأنفسهم”، مستدركًا بأن ذلك “يتعلق بمطالب أساسية ترتبط بمكافحة الفساد، ووقف أنشطة الإرهاب الخبيث المتعلق بحماس والجهاد الإسلامي”.

وفي حين أقرّ بسيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات، فقد ترك الأراضي الفلسطينية “المخصصة لدولتهم الجديدة مفتوحة وغير مطورة لأربع سنوات”، على أن يتمّ خلال هذه الفترة “التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوصول إلى الدولة المستقلة”، مخاطبًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقول: “إذا ما اخترت يا عباس مسار السلام فإن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى ستدعمك”.

وتوجّه ترامب بحديثه أيضًا إلى الدول العربية، قائلًا إنه “آن الأوان للعرب لتصحيح الخطأ التاريخي عام 1948، عندما قرر العرب الهجوم على إسرائيل بدلا من الاعتراف بالدولة الجديدة”. وشكر في هذا الإطار كلًّا من الإمارات وعمان والبحرين، التي أرسلت سفراءها لحضور إعلان الصفقة.

وقال إنه سمع دعمًا “لا يصدق” لخطته، وإن زعماء عديدين اتصلوا به صباحًا عارضين المساعدة، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون.

من جهته أكد نتنياهو أن أي تفاوض مستقبلي مع الفلسطينيين سينطلق من خطة ترامب هذه، الذي وصفه بأنه “أكبر صديق حظيت به إسرائيل على الإطلاق”.

وقال إن إسرائيل ستفرض سيادتها على غور الأردن والمستوطنات “منذ الآن” انطلاقًا من الخطة، وستبقي على “الوضع الراهن” في الأراضي المتروكة للتفاوض إلى حين رسم حدود الدولة الفلسطينية المزعومة.

ولخّص نتنياهو ما تعنيه الصفقة، للفلسطينيين والإسرائيليين على النقيض، حين تفاخر بأنها تحسم قضايا الصراع الرئيسية، التي أبقاها اتفاق أوسلو متروكة للتفاوض، لصالح إسرائيل، وأنها ربّما تفتح الباب أمام تبادل أراضٍ يصبّ في صالح حلّ معضلة “القنبلة الديموغرافية الموقوتة” التي تتحدث عنها إسرائيل، من خلال نزع مواطنة فلسطينيي إسرائيل، وضمّهم إلى الدولة الفلسطينية المزعومة.