كشفت أوساط حقوقية عن مطالب إنسانية قدمها معتقلو الرأي في الإمارات خلال أخر جلسة محاكمة جماعية لهم وذلك قبل خطر إعدامهم كما تطلب النيابة العامة التابع للنظام الحاكم في أبوظبي.
وبحسب مركز مناصرة معتقلي الإمارات، كشف معتقلو الرأي في سجون الإمارات عن أمنيتهم الوحيدة، إذا ما تمت تلبية طلب وكيل النيابة بإعدامهم، خلال الجلسة السابعة للمحاكمة المعروفة إعلامياً (الإمارات 84).
وحصل المركز على تفاصيل ومعلومات جديدة حول هذه الجلسة التي جرت يوم الخميس الماضي أمام محكمة استئناف أبوظبي الاتحادية، وسط تكتم شديد من الإعلام الإماراتي بشأن تفاصليها.
وكان لافتاً أن المحكمة ضمت ثلاثة قضاة، وترأسها هشام الصرايرة (مصري الجنسية) وليس شهاب الحمادي (إماراتي)، رغم أن الأخير عضو في المحكمة الاتحادية العليا في بلده، وقد ترأس عدداً من القضايا المشابهة سابقاً، أما القاضي الثالث فمازال اسمه مجهولاً حتى اللحظة.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ”مركز المناصرة”، أن عدداً كبيراً من أهالي المتهمين جاء لحضور المحاكمة، لكن الأمن لم يسمح سوى لخمسة من النساء واثنين من الشباب بالدخول إلى القاعة.
وقالت المصادر “للمركز”، إن الجلسة حضرها ما يقارب الـ 27 محامياً ومحامية، وتحدث فيها بعض المتهمين، أبرزهم الشيخ محمد الصديق الذي قال للقاضي “لقد طالب وكيل النيابة بإعدامنا، والشخص قبل أن يعدموه يحققون له ما يتمنى، ونحن نتمنى قبل أن تحكموا بإعدامنا، أن تعطونا الفرصة لندافع عن أنفسنا”.
بينما اشتكى المعتقل خليفة النعيمي من السجون السرية، وأشار إلى أن السلطات الإماراتية تحتجزهم في معتقلات لا يعرفون مكانها، لكن القاضي الصرايرة رد عليه فوراً قائلاً: “إن السجون السرية مادامت تابعة للدولة فهي سجون قانونية”.
كما طالب أحد المعتقلين بعرضه على طبيب عيون لإجراء عملية في عينه لأنه لا يستطيع الرؤية منها، وأنه على مدار شهور كان يطالب إدارة السجن بذلك ولكنها لم تستجب لمطالبه.
إضافة لذلك اشتكى أحد المعتقلين من استمرار احتجازهم بالحبس الانفرادي قائلاً “منذ تسعة شهور وأنا في الحبس الانفرادي والحمل تسعة شهور، لذلك نرجو أن يتم إخراجنا مع بداية شهر رمضان من السجون الانفرادية”.
وأضافت المصادر أن أهالي المتهمين من النساء واجهن مضايقات كبيرة من الأمن الإماراتي، الذي كان يقوم بتهديدهنّ بالطرد من القاعة عند محاولتهنّ الالتفات إلى جهة المعتقلين، ويصرخ عليهنّ أثناء فترة الاستراحة ويطالبهنّ بالخروج من القاعة فوراً من أجل منعهنّ من رؤية المعتقلين.
وأشارت المصادر إلى وجود سلاسل في أرجل المتهمين طوال الوقت، وإلى ارتدائهم لملابس السجن المعروفة ذي اللون الأزرق والأطراف الحمراء قصيرة الأكمام والتي لا تقيهم البرد الموجود في القاعة، إضافة إلى وجود كمٍّ هائل من القوات الخاصة يرتدون زياً أسود وأقنعة، ويحيطون بالمتهمين بهدف منع أهالي المتهمين من رؤية ذويهم ولو عن بُعد.
يشار إلى الجلسة السابعة استمرت ما يقارب الست ساعات، وقد بدا على بعض المعتقلين التعب والإرهاق بسب طول الجلسة، لدرجة أن بعضهم كان يضع رأسه على الكرسي الذي أمامه طوال الوقت.