وصف الكاتب الصحافي الجزائري حسين لقرع دولة الإمارات بأنها “خنجر آخر في ظهر الأمة” وذلك على خلفية إعلانها اتفاق إشهار التطبيع مع إسرائيل وتأمرها على القضايا القومية العربية.
وقال لقرع في مقال له على صحيفة “بوابة الشروق” الجزائرية، إنه عندما وقّعت مصر اتفاقية كامب ديفيد في مارس 1979، لم تبرّرها قطّ بالقول إنها فعلت ذلك لأنّ لليهود حقا تاريخيا في فلسطين، ولم تطلق وسائلَ إعلامها ومثقفيها لتزييف التاريخ وتبني وجهة نظر الاحتلال إلى الصراع.
وأضاف “سارت الأردن على إثر مصر في 1994، واكتفت بتطبيع فوقي لم يتغلغل إلى العمق الشعبي، ولم تردِّد بدورها مزاعم الاحتلال، وحتى السودان التي طبّعت مؤخرا أعطت الانطباع بأنها فعلت ذلك مضطرّة حتى تلغي أمريكا اسمها من قائمة داعمي الإرهاب وترفع عنها العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها، ولم تتورّط في حملة قذرة لشيْطنة الفلسطينيين وتسفيه قضيّتهم العادلة”.
واشار لقرع إلى أن الإمارات “فاجأتنا ليس فقط بتطبيعها المجاني مع الاحتلال، بل دخلت في علاقةٍ حميمة معه، وتمادت في التودّد إليه، لتتخلى بذلك عن إرث مؤسِّسها الشيخ زايد وتاريخه المشرِّف في نصرة القضايا العربية، وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية”.
ورأى أن الإمارات عمدت إلى “التخندق مع العدوّ، ونكص حكامُها على أعقابهم كليةً ودخلوا في هرولة جنونية مُذلّة نحو الاحتلال المجرم الذي لا يزال يلِغُ في دماء الفلسطينيين ويقضم أراضيهم ويهدم سكناتهم ويتنكر لأبسط حقوقهم، ولو تعلّق الأمر بإقامة دولةٍ فلسطينية على 22 بالمائة فقط من أراضيهم التاريخية مقابل 78 بالمائة كاملة للاحتلال”.
وأكد لقرع أن الإمارات التي كانت توظف أموالها وقدراتها وجهودَها السياسية والإعلامية في خدمة الأمة في عهد زايد “أضحت الآن خنجرا مسموما في ظهرها لا يكفّ عن طعنها وإثخان جراحها.
وأشار إلى أن من أبسط الأمثلة على ذلك: دعم انقلاب 2013 على الشرعية في مصر وما تبعه من مجازر بحقّ المتظاهرين المسالمين، ومساندة الانقلابي خليفة حفتر في حربه الجائرة على الشرعية بليبيا، بالسلاح والمال والمرتزقة، والتدخّل العسكري باليمن منذ 2015 والشروع في تقسيمه من خلال بعث مشروع دولة الجنوب على يد المجلس الانتقالي الجنوبي.
ولفت إلى اشتداد طعناتُ الإمارات في ظهر الأمة عبر التطبيع مع الاحتلال وتشرع في توظيف أموالها ونفوذها لإغراء دول عربية وإسلامية أخرى بالالتحاق بها والهرولة بدورها، وتنجح في جرِّ السودان إلى مستنقع التطبيع، وربما نجحت لاحقا في جرّ النيجر وكذا المغرب إليه، مغرية إياه بتلقي الدعم الإسرائيلي والأمريكي بشأن قضية الصحراء الغربية.
وشدد لقرع على أنه عندما تستعين شركة الطيران الحكومية الإماراتية “الاتحاد” بصورةٍ لـمجسّم “هيكل سليمان” المزعوم للترويج لرحلاتٍ سياحية باتجاه الكيان الصهيوني انطلاقا من مارس 2021، فإنَّ ذلك يعني بوضوح أن الإمارات قد ذهبت في علاقتها الآثمة مع الاحتلال بعيدا إلى درجة تشجيعه ضمنيا على هدم قبلة المسلمين الأولى وبناء الهيكل المزعوم مكانها.
ونبه إلى ذلك يأتي “استمرارٌ لحملة الطعن المقيتة في تاريخ فلسطين والقدس والأقصى التي أوعِزَ مؤخرا إلى مثقفين وإعلاميين خليجيين متصهْينين بالقيام بها، وبلغت درجة إنكار وجود المسجد الأقصى في فلسطين والترويج لرواية أنه موجودٌ في منطقة “الجعرانة” بين مكة والطائف، وليس في القدس المحتلّة!”.
ورأى لقرع أنه “اليوم تسقط كل الأقنعة، ويتّضح جليا أنّ التحالف غير الطبيعي القائم بين الكيان الصهيوني وبعض أعراب الخليج باسم التصدي للعدو المشترَك: إيران، إنما هو تحالفٌ ضدّ فلسطين بالدرجة الأولى، ومؤامرةٌ خطيرة على شعبها المستضعَف لتصفية قضيّته العادلة وفقا لـ”صفقة القرن” الأمريكية التي قد ينفذها الأعرابُ والصهاينة حتى بعد سقوط ترامب”.
وعلى ذكر الرئيس الأمريكي المهزوم، نقول له مرة أخرى وهو يستعدّ لتوديع البيت الأبيض: شكرا، لقد أخرجتَ الأعراب من جحورهم وأرغمتهم على الكفّ عن نفاقهم وادِّعائهم حب فلسطين ونصرتَها ليظهروا الآن بوجوههم البشعة كما هي، ويؤكّدوا أنهم مستعدون لبيع مقدسات المسلمين، والتحالف حتى مع الشيطان لحماية عروشهم. أيّ عارٍ هذا الذي ألحقه هؤلاء العملاءُ بأوطانهم وشعوبهم وبالأمة جمعاء بحسب مقال الكاتب الجزائري.