قالت شركة “نور كابيتال” الإماراتية للاستثمار إنها اشترت ثلاثة أطنان من ذهب فنزويلا في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها تعهدت بالامتناع عن إجراء أي معاملات أخرى حتى يستقر الوضع في فنزويلا.
وأوضحت الشركة في بيان أن شراءها تلك الكمية في 21 من الشهر الماضي كان وفقا “للمعايير والقوانين الدولية السارية”.
ويوم الأربعاء الماضي قامت الإدارة الأميركية -التي تدعم مساعي المعارضة الفنزويلية للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو- بتحذير المصرفيين والتجار من التعامل بالذهب الفنزويلي.
وكانت رويترز للأنباء قد أفادت -في تقرير نشرته الخميس- أن فنزويلا شحنت ثلاثة أطنان ذهبا إلى دولة الإمارات في 26 يناير/كانون الثاني، وأنها ستبيع 15 طنا أخرى إلى الإمارات الأيام المقبلة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير قوله إن فنزويلا تخطط إجمالا لبيع 29 طنا من الذهب إلى الإمارات في فبراير/شباط الجاري لتوفير السيولة المالية اللازمة لاستيراد السلع الأساسية.
وأضافت -نقلا عن مصادر رفضت نشر أسمائها- أن مسؤولَين رفيعين بالمركزي الفنزويلي اضطرا للاستقالة الخميس والجمعة لأنهما لم يوافقا على بيع الذهب.
وقال السناتور الجمهوري الأميركي ماركو روبيو -في تغريدة على تويتر الخميس- إن مواطنا فرنسيا يعمل لحساب نور كابيتال كان في كراكاس “لترتيب سرقة المزيد من الذهب من فنزويلا”.
.@UAEEmbassyUS, we have reports that a French national working for @noor_capital is in Caracas today to arrange for the theft of more Gold from #Venezuela. I hope you have advised them that they & any air charter service that does this will be subject to Treasury sanctions.
— Marco Rubio (@marcorubio) January 31, 2019
وقد لجأت حكومة مادورو لبيع الذهب قبل حوالي عام بعد هبوط الإنتاج النفطي في ظل انهيار الاقتصاد، وعقوبات أميركية متصاعدة قلصت إيرادات الدولة وصعبت عليها الاقتراض من الخارج.
وفي ذات السياق، قال مسؤول أمريكي إن بلاده أوضحت للدول والشركات والكيانات أن التبادل التجاري مع فنزويلا غير شرعي.
ويبلغ سعر كيلوغرام الذهب في الأسواق العالمية حالياً نحو 37 ألف يورو، مما يعني أن السلطات الفنزويلية قد تحصل من الإمارات على مبلغ قدره 555 مليون يورو.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على قطاع الذهب الفنزويلي، في نوفمبر الماضي، منع بموجبها التعامل مع أي كيان يعمل في هذا القطاع.
وتعيش فنزويلا حالياً أزمة طاحنة، نتيجة عدم وضوح الرؤية حول مستقبل رئيسها الحالي نيكولاس مادورو، الذي يواجه معارضة قوية يقودها زعيم البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، في 23 يناير الجاري.
وتدعم الولايات المتحدة غوايدو في خطواته الهادفة إلى الإطاحة بمادورو، وكان ترامب قد أجرى اتصالاً هاتفياً بغوايدو “وهنّأه”، عقب إعلان نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا.
كما طلب غوايدو من السلطات البريطانية، الأحد الماضي، عدم تسليم نظام مادورو احتياطيات الذهب الفنزويلية الموجودة في بنك إنجلترا.
وتسببت سياسات مادورو بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث بات 80% من سكان البلاد تحت خط الفقر، ووصل التضخم إلى 20000%، الأمر الذي أدى لموجة هجرة ضخمة وصلت إلى ما يعادل 5000 شخصٍ يومياً.