كشفت مصادر إماراتية مطلعة عن قلق متصاعد في أوساط دوائر صنع القرار في أبوظبي على خلفية تحول الدولة إلى ساحة تصفية حسابات بين إيران وإسرائيل.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن النظام الإماراتي بدأ يدرك عواقب تهوره في الزج في الدولة في أتون معركة التنافس بين تل أبيب وطهران.
وذكرت المصادر أن اتفاق إشهار التطبيع واصطفاف الإمارات مع إسرائيل إقليميا بدأ يرتد سلبا على واقع ومستقبل الدولة.
وأبرزت المصادر ذاتها المخاوف على انتكاسة حادة للإمارات لاسيما ما يتعلق بالواقع الاقتصادي حال تصاعد الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
استهداف إيراني لسفينة إسرائيلية
وتعرضت أمس الثلاثاء سفينة تجارية مملوكة لشركة إسرائيلية للهجوم في مياه الخليج قبالة ساحل الإمارات.
وذكرت قناة “12” التلفزيونية الإسرائيلية أن مسؤولين في إسرائيل حملوا إيران مسؤولية الهجوم، الذي وصفته القناة بأنه هجوم صاروخي.
وأضافت أن السفينة واصلت طريقها ولم تقع أي خسائر بشرية.
وقال مصدران في الأمن البحري إن السفينة اصيبت قرب ميناء الفجيرة الإماراتي نتيجة انفجار لكن دون وقوع خسائر بشرية.
وجاء الحادث بعد يوم واحد من اتهام إيران لإسرائيل بتنفيذ عمل تخريبي في منشأة نطنز النووية.
وسبق أن كشف مصادر إسرائيلية وأجنبية إن إسرائيل تخشى قيام إيران بهجمات ثأرية ضد إسرائيليين في الإمارات والبحرين.
مخاوف من هجمات أخرى
وذكرت المصادر أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تمعن التفكير في كيفية حمايتهم وإحباط “الكمائن والضربات الإيرانية في الخليج”.
وأشارت القناة أن إيران تنسب إلى عملاء إسرائيليين وأمريكيين عمليات اغتيال لعدد من الشخصيات المرتبطة بإيران وقعت خلال الأعوام الأخيرة.
ومن أبرز هذه الشخصيات التي تم اغتيالها: قاسم سليماني، القائد الأعلى لفيلق القدس والمسؤول الأول عن النشاطات الإيرانية في دول الشرق الأوسط، وأبو مهدي المهندس، أكبر حليف لإيران في العراق، والعديد من قادة إيران وحلفاء حزب الله في سوريا.
ومنهم كذلك أبو محمد المصري، مسؤول كبير في تنظيم القاعدة في طهران، ومحسن فخري زاده، رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيراني.
وبينما أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها الجلية عن الضربة الجوية التي قتلت سليماني والمهندس -والتي قيل إنها بمساعدة المخابرات الإسرائيلية- فإن إسرائيل لم تعترف علنا بدورها في أي من عمليات الاغتيال الأخرى، باستثناء الضربات ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله في سوريا، لكنها في المرة الأخيرة ألمحت لدورها عبر تصريحات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو غداة اغتيال زاده.
ويعرب المتشددون في إيران عن غضبهم من مجريات الأحداث ويطالبون بالانتقام بضرب أهداف أمريكية أو إسرائيلية وربما يفضلون كليهما.
تهديد اتفاق التطبيع
وأكد المحلل الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان أن إيران تكمن للإسرائيليين في الإمارات وأن المخابرات العامة (الشاباك) والموساد يمعنان التفكير في كيفية إفشال هجمات إيرانية ثأرية محتملة.
ويوضح ميلمان في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” أن تدفق آلاف الإسرائيليين إلى الإمارات ينطوي على “وجع رأس” كبير بالنسبة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويعيد للذاكرة عملية خطف الجنرال الإسرائيلي بالاحتياط يوحنان تننباوم قبل سنوات، مرجحا أن تؤدي عملية إيرانية واحدة للمساس بالتطبيع.
ويتابع: هذا تحد كبير وتكفي عملية إيرانية واحدة من أجل المساس بمسيرة التطبيع مع الإمارات، والخوف الإسرائيلي والإمارات من هجمات إيرانية بات أكثر خطرا وتعقيدا”.
ويشير ميلمان إلى أن التحدي الأمني بات أكثر تعقيدا وأكبر بعد فتح الإمارات والبحرين أبوابهما أمام الإسرائيليين.
ويكشف ميلمان أيضا عن مخاوف “الشاباك” من احتمال نجاح إيران بتجنيد وكلاء لها من قبل إماراتيين وبحرينيين يزورون إسرائيل أو وكلاء إيرانيين ينجحون بالحصول على جوازات سفر إماراتية وبحرينية يتم اقتناؤها بالسوق السوداء.
ويرجح المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان عودة إسرائيل وإيران للمواجهة المباشرة.
ويقول “توجد هنا دينامية خطوات كل واحدة منها من شأنها أن تخلق سوء فهم وتدهورا سريعا إلى مواجهة مسلحة”.