موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صحفي بريطاني شهير يهاجم سياسة دعم “المجازر الوحشية” للإمارات بمواجهة الربيع العربي

383

شنّ الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك هجوما عنيفا على محاولات السعودية والإمارات ومصر إجهاض الثورة الشعبية في السودان، عبر تقديم الدعم المالي السخي للمجلس العسكري الانتقالي في الخرطوم الذي يرتكب مجازر وحشية بحق المحتجين.

وكتب فيسك -مراسل صحيفة ذي إندبندنت البريطانية المقيم في بيروت- أن الجثث “المنتفخة” الطافية في نهر النيل تثبت أن المحتجين السودانيين على حق عندما يعربون عن ارتيابهم من تدفق الأموال السعودية والإماراتية على المجلس العسكري الانتقالي، الذي يتولى زمام الأمور حاليا في السودان عقب الإطاحة بالطاغية عمر البشير.

ويقول إن الجثث التي تُنتشل من نهر النيل يجب أن “تجعلنا نركز انتباهنا على الدعم الذي يغدقه الإماراتيون وعلى وجه الخصوص السعوديون حاليا على المجلس العسكري شبه الانتقالي في السودان”.

ويعيد الكاتب إلى الأذهان الممارسات التي تضطلع بها السعودية بحق السجناء، وتقطيع أوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي، والحرب التي يشنها السعوديون والإماراتيون في اليمن، مضيفا أن الدولتين تلجآن إلى حل المشاكل السياسية عبر “الموت الوحشي”.

ولفت الصحفي البريطاني في مقاله إلى أن المحتجين السودانيين يريدون إجابات عن طبيعة العلاقة الحقيقية بين دول الخليج واثنين من الشخصيات الفاعلة في الخرطوم، وهما قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي ورئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

ويضيف أن السودانيين يرغبون كذلك في معرفة الأسباب التي دعت السعودية والإمارات إلى التعهد بتقديم مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للمجلس الانتقالي.

ويعقد فيسك مقارنة بين ما حدث في مصر من احتجاجات شعبية أسفرت عن تعاقب نظامين أحدهما ديمقراطي بقيادة الرئيس محمد مرسي الذي عُزل فيما بعد، والثاني بزعامة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وتخللتهما فترة انتقالية ترأسها المشير محمد طنطاوي، وبين ما يشهده السودان حاليا.

ويرى الصحفي البريطاني أن الثوار السودانيين يخشون من مواجهة المصير ذاته الذي تعرض له المصريون، ومن أن الممالك الخليجية على وشك أن تضرب مجددا بدعمها السخي للبرهان ورفيقه حميدتي.

ومضى إلى القول إن الولايات المتحدة وجدت نفسها في وضع أكثر إحراجا مما تعرضت له في مصر، مضيفا أنها لم يصدر عنها بيان “جدي” بشأن الثورة الشعبية في السودان.

وخلص إلى أن الإمارات والسعودية ومصر لا يريدون أن تشيع الديمقراطية في السودان، قبل أن يتساءل ما إذا كانت تلك الدول تملك من القوة ما يجعلها قادرة على إجهاض الثورة، أو أنها تخشى من تأثير الديمقراطية السودانية على أنظمتها “الاستبدادية”.