موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

المرأة في الإمارات ضحية لانتهاكات القمع الحكومي والظلم والتهميش

302

تؤكد أوساط حقوقية أن المرأة في دولة الإمارات ضحية لانتهاكات القمع الحكومي والظلم والتهميش في وقت تروج آلة الدعاية التابعة للنظام لسياسات زائفة من التمكين لحقوق المرأة وتكليفها بالمناصب العليا.

وأبرز مركز الإمارات لحقوق الإنسان أن أبوظبي تعمل على ظلم وتهميش المرأة الإماراتية، في الوقت الذي تُبْرز عدداً منهن في الإعلام للتغطية على هذه الانتهاكات.

وقال المركز في بيان إنه “في الوقت الذي تواجه فيه المرأة الإماراتية ظلما اجتماعيا وتهميشا وقهرا، تحاول السلطات الاماراتية التغطية على ذلك بإبراز بعض النساء وتسويقهم للعالم كنماذج ناجحة لسياساتها”.

احتفت الإمارات يوم أمس 28 آب/أغسطس بيوم المرأة الإماراتية، في وقت وتواجه عشرات النساء الإماراتيات من ذوي معتقلي الرأي أوضعاً إنسانية صعبة بسبب التضييق الذي تمارسه السلطات عليهن، ضمن إحدى الوسائل الانتقامية التي تنتهجها أبوظبي بحق معتقلي الرأي.

وتقبع في سجون أبوظبي اثنتان من معتقلات الرأي هما مريم البلوشي وأمينة العبدولي، اللتان اعتلقتا في نوفمبر 2015 على خلفية موقفها المتعاطف مع الثورة السورية.

وحُكم على البلوشي والعبدولي بالسجن خمس سنوات لكن السلطات ترفض الإفراج عنهن منذ انتهاء محكوميتهما قبل حوالي أربع سنوات.

وإضافة إلى البلوشي والعبدولي، اعتقلت أبوظبي الناشطة علياء عبدالنور في ذات الشهر ولذات السبب، وحكمت عليها بالسجن عشر سنوات، لكنها توفيّت يوم 4 مايو 2019 بعدَ انتشار مرضِ السرطان في جسمها نتيجة حرمانها من حقها في العلاج، وبقيت مقيدة في السرير حتى لحظة وفاتها، بحسب تقارير حقوقية.

كما قامت السلطات الإماراتية بسحب الجنسية من عدد من معتقلي الرأي بما في ذلك بناتهم وزوجاتهم أبناؤهم.

إضافة إلى ذلك، حرمت أبوظبي جميع قريبات معتقلي الرأي من زيارتهم طوال السنوات الماضية، ومنعتهن حتى من الاتصال بهم.

من جهته سلط مركز مناصرة معتقلي الإمارات، الضوء على الأدوار العظيمة والتضحيات الجسيمة التي تقدمها المرأة الإماراتية، وتحديداً اللواتي يعشن ظروفاً قاسية في ظل غياب أزواجهن أو آبائهن أو أبنائهن، فكيف إذا كان الغياب ناتجاً عن اعتقال تعسفي كما هو الحال مع معتقلي الرأي.

وذكر المركز أن العشرات من النساء الإماراتيات عشن في ظروف عصيبة مادياً ومعنوياً ونفسياً بعد اعتقال السلطات لمعيل الأسرة أو أحد أفرادها، غير أن ذلك لم يقف عائقاً أمام تسجيلهن مواقف عظيمة في الشجاعة والتضحية.

قصة والدة المعتقل الدكتور محمد الركن، هي إحدى القصص التي تسطر تلك المعاني، فالمرأة التي تبلغ الـ75 من عمرها، لم تمنعها مسافة أكثر من 3 ساعات وحرارة الصيف والتعب الجسدي، من الذهاب لزيارة ابنها في سجن الرزين.

ففي 7/7/2013 وفي طريق مليء بالشاحنات والإبل وصولاً لذلك السجن، غامرت والدة الركن لرؤية ابنها، وبعد وصولها جلست في غرفة الانتظار لأكثر من نصف ساعة تنتظر الإذن بالذهاب إلى الغرفة الثانية، وفي العادة يكون الذهاب عبر سيارة مغطاة من أعلى فقط بسبب حرارة الصيف، لكنها ورغم ذلك رفضت ركوب سيارة من ظلموه وذهبت سيراً على الأقدام تحت أشعة الشمس الحارقة، ثم جلست تنتظر في الغرفة الثانية لأكثر من 30 دقيقة.

كانت تلك أول مرة تزور الوالدة ابنها المعتقل، لتصدم عند دخولها غرفة الزيارة بوجود حاجز زجاجي بينهما فرفضت أن تتقدم و طالبت بتمكينها من زيارته مباشرة.

لكن إدارة السجن رفضت طلب المرأة السبعينية المتحرقة شوقاً لرؤية نجلها، فما كان منها إلا أن رفضت الخضوع للإذلال المتعمد الذي تمارسه إدارة السجن ضد أهالي المعتقلين، وخرجت دون أن تتكلم مع ابنها، وعادت مشياً إلى الغرفة الأولى رافضة الركوب في مركبة إدارة السجن المغطاة من أعلى.

بالتأكيد أن والدة الركن كانت تحترق من الداخل، فهي قطعت كل هذه المسافة الطويلة، وانتظرت كل تلك الساعات، لتتلمس ابنها وتعانقه، فهي كأي أم في هذا العالم مستعدة لأن تبذل كل شيء لرؤيته وهي المشتاقة إليه، لكنها لم تستطع تحمّل الإذلال، ولم تتقبل فكرة مشاهدة ابنها من خلف الزجاج دون لمسه، فأخذت موقفاً شجاعاً بالاعتراض، غير آبهة بتهديدات الحراس وإدارة السجن.

من القصص البارزة أيضاً في تضحية الإماراتيات، تبقى قصة السيدة عواطف، زوجة معتقل الرأي عبدالسلام دوريش المرزوقي، التي تكشف عن عظمة المرأة الإماراتية وإخلاصها، إذ لا تمنعها الظروف مهما كانت صعوبتها من توفير حياة كريمة لأولادها.

السيدة عواطف، كانت بداية اعتقال زوجها تعيش في الإمارات، وتقطع مسافة طويلة تزيد على 3 ساعات لزيارته في السجن، وهي تصطحب أولادها الصغار الذي يعانون من اضطرابات في التوحد وتشجنات عصبية حتى ترسم البسمة على وجوههم، ورغم إلغاء السلطات للزيارة بعد وصولهم إلى السجن وقطع مسافات طويلة، لكنها ظلت مصرة على رؤية زوجها بشكل دائم.

في عام 2016، تدهورت صحة أولادها، فاضطرت للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاجهم، لكن وبعد أشهر قليلة فوجئت بقرار أبوظبي إسقاط جنسية أبنائها وإيقاف تمويل علاجهم وإيقاف راتب زوجها التقاعدي بهدف إجبارها على العودة.

لكنها رفضت هذا الابتزاز، وأكملت علاج أولادها، مجتهدةً في توفير حياة كريمة لهم رغم قسوة الغربة وغياب الأب، لتؤكد من جديد على صلابة وقوة المرأة الإماراتية وتضحيتها.

وإذا كنا نتحدث عن القوة والصلابة، فإن الرحلة آلاء الصديق، ابنة معتقل الرأي محمد الصديق، نموذج آخر رغم صغر سنها، فقد اختارت طريقاً صعباً محفوفاً بالمخاطر للدفاع عن والدها.

تلك الشابة الإماراتية تحملت المنفى مرتين، الأولى عندما اضطرت لمغادرة بلادها إلى قطر بسبب تهديد السلطات، والثانية عندما سافرت من الدوحة إلى لندن، لمواصلة الدفاع عن أبيها وعن حقوق الإماراتيين.

في المملكة المتحدة، رسمت آلاء صورة ناصعة عن المرأة الإماراتية المجتهدة والذكية، وأصبحت مديرة لمنظمة القسط لحقوق الإنسان، ثم صارت لاحقاً نموذجاً ملهماً لألاف الشباب العرب، بعدما خطفها الموت فجأة، لتغدو إحدى أيقونات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم.