موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

خفايا علاقات مشبوهة وتضارب مصالح بين مستشار النمسا السابق والإمارات

360

كشفت وسائل إعلام أوروبية عن خفايا علاقات مشبوهة وتضارب مصالح بشكل سري بين مستشار النمسا السابق سيباستيان كورتس ودولة الإمارات تتضمن استخدام شركات كواجهة لتسهيل النشاط الاقتصادي والسياسي غير القانوني وفتح أبواب النفوذ السياسي والتكنولوجي في أوروبا.

فقد اتضح أن كورتس، يتولى منصباً رفيعا كمدير في إحدى الشركات الحكومية في أبوظبي، وعندما كان يشغل منصب مستشار النمسا، قام بتوقيع شراكة لمشروع الهيدروجين مع أبوظبي، وبعد ذلك انضم إلى فرع أوروبي للشركة الإماراتية وعلى الرغم من ذلك، لم يتم العثور على أي إشارة إلى هذه المشاركة على موقعه الرسمي على الويب.

وحسب صحيفة derstandard، تعتبر إمارة أبوظبي، ذات الثروة النفطية، من الدول الرائدة في استثمار الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وتسعى لأن تكون “المركز العالمي للطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر”، وهو ما يعكسه موقع “مصدر”، الشركة الحكومية الرائدة في مجال الطاقة الخضراء.

وقد تأسست “مصدر” في عام 2006 بهدف تحقيق التقدم في مجال تحويل الطاقة، واليوم تُعتبر “واحدة من أكبر المستثمرين في العالم في مجال الطاقة المتجددة”، مع نشاط في أكثر من 40 دولة واستثمارات تصل إلى حوالي 260 مليون يورو.

وبالإضافة إلى نشاطها في الإمارات، تمتلك “مصدر” فرعًا في أوروبا، يقع في أمستردام، يُدير منها مشاريعها في القارة الأوروبية، بما في ذلك محطات الطاقة الشمسية في بولندا والمزارع الرياح البحرية في اسكتلندا ولندن والجبل الأسود.

ووفقًا للبيانات الرسمية، يشارك كورتس الآن كمدير في الفرع الأوروبي لشركة “مصدر”، وهو تعيين جاء بعد حوالي ستة أشهر من استقالته كمستشار، لكن لم يتم الكشف عن كيفية توظيفه أو كم يحصل على راتب.

بالرغم من ذلك، فإن الجمهور لم يكن على دراية بتلك المشاركة حتى الآن، حيث لم تم الكشف عنها على موقع شركته الاستشارية الخاصة، وتظل الأسئلة معلقة حول كيفية حدوث هذه المشاركة، وكم يكسب كورتس، وما إذا كانت لها صلة بالجهود السياسية التي قادها خلال فترة رئاسته، وحتى الآن، لم تأت أي إجابات على هذه الأسئلة من أي طرف.

وفي وقت سابق كشفت صحيفة كورير النمساوية أن كورتس يمتلك شبكة علاقات أعمال واسعة في العالم العربي أبرزها علاقات وثيقة مع حكام الإمارات.

وبحسب الصحيفة فإن كورتس انضم إلى أسرة أدنوك من أجل العمل كمستشار للشركة، وذكرت الصحيفة أنَّ كورتس رفض الإدلاء بأيّ تصريحات للصحيفة حول أعماله وعلاقاته في الخليج.

واستبعدت الصحيفة أنَّ يكون كورتس طرفاً في صفقة مجموعة أو أم في شركة النفط والغاز النمساوية المخطط لها والتي تريد من خلالها أدنوك الاستحواذ على مجموعة بورياليس أو مجموعة البلاستيك النمساوية واليت تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

ومن بين الأدلة التي أوردتها الصحيفة هي أن برنارد بونيلي، مدير مكتب كورتس السابق، يتواجد بصورة مستمرة معه بعد أن كان يعمل لحسابه الخاص كمستشار في عام 2022 إلى جانب راينز زيلي الرئيس السابق للشركة النمساوية OMV والذي يشغل الآن منصب المستشار في شركة الجابر، وقد كانت العلاقات جيدة للغاية بين كورتس وزيلي في فيينا.

وأضافت الصحيفة أنَّ المتحدث السابق باسم السياسة الخارجية لكورتس إتيان بيرشتولد أصبح سفيراً نشطاً لبلاده هناك في الإمارات.

وبالتأكيد، سيقولون إنها من باب الصدفة أن يشغل بيرشتولد منصب السفير النمساوي في الإمارات بعد فترةٍ قصيرةٍ جداً من مغادرة كورتس لمنصب المستشار.

وقد أشار أحد المتابعين لهذا الملف أنَّ تعيين بيرشتولد في هذا المنصب جاء لأسباب سياسيةٍ حزبية، وبالعودة إلى زيلي، فهو يشغل الآن منصباً بدوامٍ جزئيٍ في مجلس إدارة شركة النفط الحكومية في البحرين. وقد لحق به Johann Pleininger نائب رئيس شركة OMV بعد رفض المجموعة تمديد عقده في خضم أزمة كورونا.

وذكَّرت الصحيفة بأحد تقارير صحيفة دير ستاندرد النمساوية اليومية الذي ذكر فيها، أنَّ كورتس ساعد رينيه بينكو رائد الأعمال النمساوي ومؤسس شركة سيجنا النمساوية على العثور على مستثمرين في الشرق الأوسط، ويمتلك بينكو أفضل العلاقات والاتصالات مع أبو ظبي بفضل كورتس.

في السياق ذاته تم الكشف عن دور لكورتس في صناعة الأمن السيبراني الإسرائيلية، بحيث شارك في تأسيس شركة “دريم سيكيوريتي” مع رجل الأعمال الإسرائيلي شاليف هوليو، المعروف بتطوير برنامج التجسس “بيغاسوس”. تسعى هذه الشركة الناشئة إلى تطوير منصة أمن سيبراني تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الإلكترونية.

ومن بين مجمل أنشطة مستشار النمسا السباق، يتضح أن الإمارات كانت طرفاً رئيسياً في دعم مشاريع كورتس من خلال شركة “Masdar Solar & Wind Coöperatief U.A.” المسجلة في هولندا، وهي شركة تابعة لمجموعة “مصدر” الإماراتية للطاقة المتجددة.

ويلاحظ أن الشركة مسجلة في عنوان مبهم في روتردام، يُستخدم كمقر لأكثر من 900 شركة، وهو ما يشير إلى طبيعة شركات الواجهة أو الشركات الصورية التي تُستخدم لأغراض التمويل الدولي دون شفافية كاملة.

كما يشار إلى أن كورتس أقام علاقات وثيقة جداً مع القيادة الإماراتية، وكان ضيفاً في مؤتمر القمة العالمية للحكومات في دبي عام 2025. هناك التقى شخصيات بارزة مثل سلطان الجابر، وزير الصناعة ورئيس شركة “مصدر”، ومسؤولين إماراتيين نافذين في مجال الطاقة والاستثمار السيادي.

هذا يعكس أن الإمارات لم تكن فقط ممولة بل أيضاً راعية سياسية لمسيرته الجديدة في مجال الأمن السيبراني والتمويل الدولي.

وكشفت وسائل إعلام أوروبية عن تسهيلات إماراتية تم تقديمها إلى شركاء كورتس في مجال التجسس السيبراني، بحيث أن شركاؤه خصوصاً شاليف هوليو، مؤسس NSO (مطوّر برنامج بيغاسوس)، سبق وأن تلقوا تسهيلات من الإمارات في بيع واستخدام تكنولوجيا التجسس.

وما يثير الريبة أن مشروع كورتس الجديد “دريم سيكيوريتي” يعتمد على تقنيات مشابهة، وربما تُستخدم لنفس الأغراض، وهو ما يعزز فرضية دعم الإمارات لنقل تكنولوجيا التجسس في إطار شركات وهمية أوروبية وفتح أبواب النفوذ السياسي والتكنولوجي في أوروبا من خلال كورتس وشركائه.