كشف تحقيق أوروبي عن اتهامات بالفساد والغش تورط بها منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات في رئاسته لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
ونشرت مجلة “دير شبيجل” الألمانية تحقيقا معمقا ومهما حول إدارة نادي مانشستر سيتي الذي تعود ملكيته للشيخ منصور بن زايد، وقد تجاوزت المجلة حدود اللياقة الإعلامية عندما وصفته بالغشاش، حتى وإن قدمت مسوغات وأدلة لهذا التوصيف الذي يتحفظ عليه كثير من الإماراتيين.
وتنشر إمارات ليكس نص التحقيق كاملا:
منذ سنوات ونادي “مانشستر سيتي” ينكر بقوة أنَّ مالكه، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، قد انتهك القواعد المالية، لكنَّ رسائل إلكترونية مسربة كشفت عن قصة مختلفة. في هذا التحقيق حاولت “دير شبيجل” الألمانية فضح “شبكة الأكاذيب” التي بنى عليها نادي مانشستر سيتي نجاحه؛ إذ يذكر التحقيق أن حتى عام 1880 عندما أسست آنا كونيل ابنة أحد الكهنة نادي كرة قدم في مانشستر لإبقاء العمال العاطلين بعيدًا عن الكحول، كان آل نهيان يحكمون أبوظبي.
عاشت هذه العشيرة المكونة من رعاة الجمال وصائدي اللآلئ في بيوت من الطوب اللبن تحت سعوف النخيل، لكن بعد ذلك بـ128عامًا، تحديدًا في شهر سبتمبر(أيلول) 2008، وجدت “عاصمة الشمال” الإنجليزي وآل نهيان، الذين أصبحوا أسرة حاكمة تحتكم على مليارات الدولارات من النفط في السنوات التالية، طريق بعضهما بعضًا. وكانت العواقب دراماتيكية.
فالنادي الذي كان في يوم من الأيام أحد الأندية المتواضعة في شرق مانشستر، أصبح الآن أفضل ناد في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومنتجًا ممتازًا يصلح ليكون واجهة إعلانية رائعة لأبوظبي. فاستراتيجيون بارعون مثل كيفين دي بروين وإلكاي جوندوجان يلعبون لصالح الفريق جنبًا إلى جنب مع ليروي ساني، جميعهم تحت قيادة من يمكن اعتباره أفضل مدرب في العالم، بيب جوارديولا.
هذه قصة نجاح فريدة من نوعها.لكنَّ منصة الإبلاغ عن المخالفات “Football Leaks” كشفت الحيل القذرة وراء نجاح الفريق.إذ قال التحقيق إنَّ مالكي الفريق من أبوظبي بدأوا حقبة جديدة من رأسمالية مانشستر. يشير هذا المصطلح في الأساس إلى فترة الثورة الصناعية عندما كانت الشركات قاسية، ولم تكن تقبل أي لوائح من أي نوع، لكن يمكن تطبيق المصطلح ذاته على عالم كرة القدم.
فمنذ شراء أبوظبي للنادي تمكن مانشستر سيتي من الخداع وصولًا إلى أعلى مستويات الكرة الأوروبية وخلق إمبراطورية كرم قدم عالمية وشديدة الربحية، متجاهلًا اللوائح في طريقه.
إنَّ هذا المجد الحديث للنادي مبني على الأكاذيب. هذا المجد الحديث للنادي مبني على الأكاذيبيذكر التحقيق أنّ القصة الحقيقية لصعود مانشستر سيتي هي قصة نفوذ سياسي وصلابة اقتصادية. وهي قصة تؤثر على كل من يريد فهم تجارة كرة القدم المعاصرة.
الشيخ الغشاش
“أويجويررررووووو” يعرف كل مشجع لماشستير سيتي هذه الصرخة التي خرجت من المعلق مارتن تايلر في الـ13من شهر مايو (أيار) 2012. ويعرفون أين كانوا في الدقيقة الـ93 و20 ثانية من بدء المباراة، في الثواني الأخيرة من المباراة والموسم.
كان مانشستر سيتي بحاجة إلى الفوز بالمباراة ليتوج بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ 44 عامًا. أجويرو صاحب هدف الفوز التاريخي لمانشستر سيتي لكنَّ منافسهم كوينز بارك رينجرز المرشح للهبوط كان متقدمًا. وبدا كما لو أنَّ الموسم سوف ينتهي كسابقيه بفوز منافسهم في المدينة مانشستر يونايتد مرة أخرى.
تعادل إدين دجيكو برأسية في الدقيقة الـ91 و14 ثانية. وبعد ذلك بدقيقتين فحسب أوجورو يسدد الكرة في المرمى ليحرز هدف البطولة.تشكل هذه الثواني الـ126 من الوقت بدل الضائع الأسطورة العاطفية للفريق الذي يملكه شيخ من أبوظبي، والذي لم يعد يتعامل مع البطولات بوصفها استثناءً مثيرًا، وإنما بوصفها حدثًا متكرر الحدوث بشكل باعث على الرضا.
بالنسبة لمشجعي مانشستر سيتي كانت البطولة بمثابة معجزة كروية، أما بالنسبة لمنتقديه فقد كان الأمر مسألة وقت فحسب؛ إذ لطالما شعر أولئك المنتقدون للنادي أنَّ استثمار منصور بن زايد آل نهيان في النادي، والتحويلات المالية التي أجراها منذ ذلك الحين تمثل تشويهًا لمبادئ المنافسة. يقولون إنَّ دولة غنية بالنفط تقف وراء النادي، مضيفين أنَّ عقود الرعاية ليست سوى وسيلة سرية تتدفق من خلالها أموال أبوظبي إلى النادي.
أما المديرون التنفيذيون للنادي فقد رفضوا هذه الادعاءات باستمرار. ” لطالما شعر المنتقدون لمانشستر سيتي أنَّ استثمار منصور بن زايد آل نهيان في النادي، والتحويلات المالية التي أجراها منذ ذلك الحين تمثل تشويهًا لمبادئ المنافسة”. يلعب الفريق في استاد الاتحاد، ويرعى الاتحاد قمصان الفريق. أما خطوط طيران أبوظبي فيقودها الأخ غير الشقيق لمنصور. وتعلن كل من شركة اتصالات أبوظبي، وهيئة أبوظبي للسياحة.
وكذا تعلن شركة آبار للاستثمار مع النادي، وهي شركة تملك حصصًا أيضًا في UniCredit وVirgin Galactic. وذكر التحقيق أنَّ كرة القدم الإنجليزية لم تشهد قط استثمارات بهذا الحجم. أما الأرقام الحقيقية التي جمعتها قيادة النادي في تحليل داخلي فهي أرقام مذهلة. هذه الأرقام مستمدة من وثيقة بعنوان “ملخص لاستثمارات المالك” بتاريخ 10 مايو (أيار) 2012 قبل ثلاثة أيام من إحراز سيرجيو أويجويرو هدفه الحاسم.
بحلول ذلك الوقت كانت الإدارة التي عينها منصور مع النادي منذ ثلاثة أعوام وثمانية شهور فحسب، وقد قدروا أنَّ المالك من أبوظبي قد استثمر بالفعل 1.1 مليار جنيه إسترليني، أي حوالي 1.3مليار يورو في النادي.
أحد أقسام هذه الوثيقة مهمة على وجه الخصوص. يحمل هذا القسم عنوان: “ملحق لصفقات شراكة أبوظبي”. لم تشهد كرة القدم الإنجليزية قط استثمارات بهذا الحجمما لا ينجح يُستبدلقال التحقيق: إنه لفهم ما يعنيه ذلك ينبغي لنا العودة إلى “أجويرو”، إلى لحظة ولادة الفريق من جديد. في المدرجات كان ثمة رجال بالغون يذرفون الدموع، بينما كان اللاعبون يحتفلون تحت قبة السماء الزرقاء.
على خط التماس كان يحتفل معهم رجل يبلغ من العمر 47 عامًا يحتفل معهم: المدرب روبرتو مانشيني، الذي فاز ببطولة الدوري الإيطالي ثلاث مرات، وكأس إيطاليا أربع مرات، وقدم صفقات جديدة لمانشستر سيتي بقيمة ملايين الجنيهات الإسترلينية في بداية الموسم، كان أجويرو واحدًا منها. حصل مانشيني على أول لقب للفريق منذ نصف قرن تقريبًا، لكنه قريبًا سوف يقع ضحية طموح رئيسه.
إذ فُصل مانشيني بعد عام واحد فحسب لعدم قدرة الفريق على الدفاع عن لقبه. من الواضح أنَّ هذا هو المنطق الذي يلتزم به المالك: ما لا ينجح يُستبدل. لكن كان ثمة مشكلة جديدة أيضًا: لوائح النزاهة المالية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهي مجموعة من اللوائح المالية التي بدأ تطبيقها قبل أسابيع قليلة فحسب من فصل مانشيني.
أراد الاتحاد الأوروبي، أولًا وقبل كل شيء ضمان عدم تحمل الأندية الكثير من الديون، ومن ثم الانزلاق إلى الإفلاس. وثانيًا كان الاتحاد يشعر بالقلق حيال المنافسة في البطولات الأوروبية، فأرادوا منع الأندية من إنفاق أموال أكثر مما يربحون.ومع ذلك فقد كان مانشستر سيتي معرضًا لخطر انتهاك هذا الشرط على وجه التحديد.
إذ كتب كبير الموظفين الماليين في النادي، جورج تشاميلاس، في إحدى رسائل البريد الإلكتروني الداخلية: “سوف يكون عندنا عجز بقيمة 9.9 مليون جنيه من أجل الامتثال بلوائح النزاهة المالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذا الموسم. يعود هذا العجز إلى إنهاء عقد روبرتو مانشيني.
أعتقد أنَّ الحل الوحيد المتبقي سوف يكون الحصول على مبلغ إضافي من عائدات الرعاية الإعلانية من أبوظبي لتغطية هذه الفجوة”.
ويكمل التحقيق أنَّ تشاميلاس كشف في هذه الرسالة الإلكترونية عن أنَّ النادي يعمل بشكل مختلف قليلًا عن أندية الكرة العادية. عادة ما يجري عمل كرة القدم بهذه الكيفية: يقدم اللاعبون كرة ناجحة، فيجذبون جمهورًا متزايدًا، فتذاع مباريات الفريق، ومن ثم يهتم الرعاة المحتملون بالنادي.
يوقع أولئك الرعاة عقودًا مع الفريق تلزمهم بدفع مبلغ ثابت مقابل امتياز الإعلان مع النادي، وتصبح هذه الأموال جزءًا من ميزانية الفريق لهذا الموسم، ويمكنهم استخدامها للتوقيع مع اللاعبين أو دفع رسوم الوكلاء أو صيانة العشب في الملعب.
عندما يفشل تخطيط الفريق، أو يتعين عليه فجأة إنفاق أموال أكثر من المطلوب في خطة العمل، فإنَّ النادي يظهر خسارة بنهاية الموسم ويضطر إلى خفض النفقات.يمكننا أن نفعل ما يحلو لنا.لكنَّ مانشستر سيتي ليس ناديًا عاديًا. تكاليف وديون؟ لا شيء من ذلك مهم.
في حال ظهر عجز، فإنَّ الرعاة من بلد المالك سوف يرسلون المزيد من الأموال، بكل بساطة. أما العقوبات فهي لأولئك الذين يتم القبض عليهم فحسب. تقدمت إدارة مانشستر سيتي بعدد من المقترحات للتملص من عقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
إذ اقترح المدير التنفيذي للنادي، سايمون بيرس: “يمكننا أن نبرم صفقات مؤرخة بتاريخ سابق للعامين القادمين مدفوعة سلفًا”. وفي غضون ذلك اقترح الرئيس التنفيذي للنادي، فيران سوريانو، أن يدفع الرعاة المكافآت الإلزامية بموجب العقود للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، مع أنَّ مانشستر سيتي لم يفز بهذه البطولة.
وبعد 10 أيام من نهاية الموسم عرض تشاميلاس نتائج المداولات، وأعلن أنه سوف يجري تعديل تفاصيل عقود الرعاية، وذلك للموسم الذي انتهى لتوه! وكذا فقد تعين على الاتحاد أن تدفع فجأةً مليونًا ونصف مليون من الجنيهات الإسترلينية، وتدفع آبار نصف مليون إضافي، أما هيئة السياحة فسوف تدفع فائضًا يقدر بـ5.5 مليون جنيه إسترليني. وتعين عليهم جميعًا أن يتظاهروا وكأنَّ هذه كانت هي الصفقة المتفق عليها منذ بداية الموسم.
كان النادي ورعاته يتلاعبون بعقودهم. عندما سأل تشاميلاس زميله سايمون بيرس إذا ما كان يمكن تغيير تاريخ الدفع للرعاة من أبوظبي، أجاب بيرس بروح المديرين التنفيذيين في مانشستر سيتي: “بالطبع. يمكننا أن نفعل ما يحلو لنا”.
أنشطة مريبة
بحسب التحقيق إنَّ هذه الأنشطة التي وقعت في ربيع عام 2013، أثارت شكوكًا حول ما إذا كانت هذه الشركات التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها جهات راعية مستقلة فعلًا بحسب المزاعم المستمرة لممثلي مانشستر سيتي.
عندما تفاوض بيرس، في شهر أبريل 2010، حول صفقة الرعاية مع شركة آبار، كتب رسالة إلكترونية ذات دلالة إلى قيادة الشركة. بحسب العقد، فإنَّ شركة الاستثمار كان عليها أن تدفع 15 مليون جنيه إسترليني للنادي سنويًا، لكن من الواضح أنَّ هذه ليست القصة الكاملة.
إذ كتب بيرس: “كما تناقشنا، فإنَّ الالتزام المباشر لآبار هو مبلغ ثلاثة ملايين جنيه سنويًا. أما الـ12مليون جنيه المتبقية، فسوف تأتي من مصادر بديلة يوفرها صاحب السمو”. بجملة واحدة فحسب أكد بيرس الاتهامات التي أنكرها ناديه باستمرار وسخط: أي أنَّ صاحب السمو، الشيخ منصور، قد دفع جزءًا من أموال الرعاية بنفسه!وأكد التحقيق على أنَّ هذا أمر شديد الأهمية فيما يتعلق بقواعد النزاهة المالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
فلو انخرط النادي في فورة من التسوق بأموال الشيخ، فإنَّ هذه النفقات ينبغي الإعلان عنها، وهو ما يضع الميزانية العمومية في حالة مديونية بسرعة. أما لو كان بالإمكان إخفاء هذه الأموال في صورة أموال رعاية، فإنها حينئذ تبدو كإيرادات ويمكن لنادي مانشستر سيتي تحمل نفقات أكثر دون خوف من عقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
كانت التقارير المالية لمانشستر سيتي شبكة من الأكاذيب؛ إذ دهس النادي جميع قواعد النزاهة المالية؛ فشركة الاتحاد للطيران، وهي واحدة من أكبر الخطوط الجوية في العالم، تساير النادي في ذلك. إذ كتب سايمون بيرس في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2013: “إنَّ المساهمة المباشر للاتحاد ما تزال ثابتة عند مبلغ 8ملايين”. وفي ذلك الوقت كانت التزامات الرعاية لشركة الاتحاد، بموجب العقد، 35 مليون جنيه إسترليني. التقارير المالية لمانشستر سيتي شبكة من الأكاذيب.
كيف تسير الأمور عمليًا؟
من الواضح أنَّ شركات مثل الاتحاد في أبوظبي تنتظر إرسال الأموال لهم من مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، وهي الشركة القابضة التابعة للشيخ منصور والمالكة أيضًا لمانشستر سيتي.
ومن ثم “تنقل هذه الأموال من خلال الشركاء الذين يوجهونها إلينا” حسبما كتب المدير المالي أندرو ويدوسون في إحدى الرسائل الإلكترونية. هكذا كانت تجري الأمور، على الأقل عام 2015. في ذلك الوقت كانت الصفقة مع الاتحاد تقضي بجلب 67.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا، لكنَّ المدير المالي تشاميلاس أكد في رسالة إلكترونية إلى بيرس قائلًا: “يرجى ملاحظة أنَّ 8 ملايين جنيه من بين هذه الملايين الـ67.5ينبغي إرسالها مباشرة من قبل الاتحاد و59.5 من قبل مجموعة أبوظبي المتحدة”. يذكر التحقيق إنه عندما تم التواصل مع شركة الاتحاد للرد على ذلك، قالت الشركة: إنَّ الالتزامات المالية المرتبطة بالشراكة مع النادي كانت وستبقى دائمًا “الالتزامات والمسؤوليات” الوحيدة للشركة.
وتقول الشركة إنها فخورة بكونها أكبر رعاة مانشستر سيتي منذ عام 2009. أما شركة آبار وهيئة أبوظبي للسياحة فلم تستجيبا لخصوص الأسئلة التي قدمها الصحافيون.وقال التحقيق: إنَّ “ملحق صفقات شراكة أبوظبي” الذي دفعه الشيخ “ومصادره البديلة” هي ما يجري تصميمه ومناقشته بصراحة في الداخل، بينما يجري إنكاره بشدة وعدوانية في العلن.
وهو بالضبط ما يعنيه رئيس نادي بايرن ميونيخ، أولي هونيس، عندما اشتكى من أنَّ كل ما على أبوظبي فعله أن تفتح حنفيات النفط لتكون قادرة على تحمل تكلفة اللاعبين باهظي الثمن. وقد قال خلدون آل مبارك ذات مرة بعد شراء النادي: “ثمة ما يشبه التجسيد من النادي للقيم التي نعتنقها في أبوظبي، ويعتنقها الشيخ منصور”.
هل كان يعني بهذه القيم أن تغش إلى أن يجري اكتشافك؟
“كل ما على أبوظبي فعله أن تفتح حنفيات النفط لتكون قادرة على تحمل تكلفة اللاعبين باهظي الثمن”. طلب فريق التحقيق تعليقًا من نادي مانشستر سيتي. فقال النادي إنه لن يرد على الأسئلة. وكتب المتحدث الرسمي باسم النادي قائلًا: “إنَّ محاولة تدمير سمعة النادي منظمة وواضحة”.
ميزة تنافسية مستحيلة
يذكر التحقيق إنه بحلول الوقت الذي صرخ فيه المعلق قائلًا: “أجويييررروووو” في شهر مايو 2012، كانت التقديرات الداخلية للنادي تشير إلى أنَّ 127.5 مليون جنيه إسترليني قد تم ضخها بالفعل بوصفها ملحقات لصفقات الشراكة مع أبوظبي. وهذه بحسب التحقيق ميزة تنافسية، لا يمكن لأي فريق في العالم مسايرتها، ربما باستثناء فريق واحد – باريس سان جيرمان – الذي تموله قطر الغنية بالغاز.
وبحسب التحقيق فإنَّ مانشستر سيتي قد تفاوض على تسويات مع الاتحاد الأوروبي لتجنب استبعاد محتمل من دوري أبطال أوروبا بسبب انتهاكهما للقوانين.
وأكد التحقيق على أنَّ الهدف من هذه التسويات ينبغي أن يكون معاقبة الأندية على ممارساتها التجارية المتعجرفة والمبالغ المالية الضخمة بشكل مبالغ فيه والتي تتدفق من جهات راعية تسيطر عليها الدولة، لكنَّ الأمور لم تجر كذلك لسببين. أولهما أنَّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خضع في النهاية للتهديدات التي أصدرها مالكا الفريقين الخليجيان ووقعها تسويات ضعيفة.
أما السبب الثاني فهو أنَّ الاتحاد الأوروبي لم يكن حتى على علم كامل بمدى تعرضه للخداع. إذ لم يكن من الممكن أن يعرف الاتحاد أنَّ نادي مانشستر سيتي قد أقام مشروعًا سريًا يهدف إلى إخفاء التكاليف.
هذه قصة مذهلة تتضمن مانحين منفصلين تقدموا بملايين الجنيهات إلى الحزب البريطاني الحاكم، ومصرف أيسلندي أعلن إفلاسه خلال الأزمة المالية ومخاوف مديرين تنفيذيين للنادي من أن ينظر إلى نادي مانشستر سيتي في نهاية المطاف على أنه “العدو العالمي لكرة القدم”.