موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الإمارات تحول ليبيا إلى “مكب للمرتزقة”

185

يصعد النظام الحاكم في دولة الإمارات تدخله العسكري العدواني في ليبيا في وقت يحول فيه البلاد إلى “مكب للمرتزقة” خدمة لمؤامراته في نشر الفوضى والتخريب ونهب مقدرات وثروات الليبيين.

وتوالت التقارير الحقوقية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة خلال الأشهر الأخيرة التي تثبت تورط الإمارات بتمويل إرسال آلاف المرتزقة إلى ليبيا للقتال في صفوف ميليشيات حليف أبو ظبي خليفة حفتر.

وبفعل مؤامرات الإمارات، يبدو الليبيون كأنهم فقدوا الأمل في خروج بلادهم من النفق المظلم الذي دخلت فيه منذ سنوات، في ظل فشل المجتمع الدولي في كبح التدخلات الأجنبية التي تجعل كل حل ليبي داخلي بعيد المنال.

وتعم الفوضى ليبيا منذ سقوط نظام الزعيم معمر القذافي في 2011، ويشهد محيط طرابلس معارك بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والمعترف بها من الأمم المتحدة، وقوات المشير خليفة حفتر، الرجل النافذ في شرق البلاد الذي بدأ في نيسان/أبريل هجوما باتجاه العاصمة حيث مقر حكومة الوفاق، للسيطرة عليها.

وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 12 كانون الثاني/يناير بمبادرة من روسيا وتركيا، لكنه لا يزال هشا ويتبادل الطرفان اتهامات بخرقه وسط اتهامات للإمارات بالمسئولية على ذلك.

وسعيا لتحويل وقف إطلاق النار الى هدنة دائمة، تعهد مؤتمر دولي عقد في برلين في 19 كانون الثاني/يناير بوقف التدخلات الخارجية وتسليم الأسلحة لطرفي النزاع. لكن الليبيين لم يعودوا يصدقون الوعود.

ويقول نوري بن غرسة، وهو موظف حكومي “الليبيون سمحوا للأطراف الأجنبية بالتوغل في شؤونهم الداخلية منذ إسقاط نظام القذافي، ومنذ ذاك التاريخ لم يتمكنوا من التحرر من هذه التبعية”.

ويتابع بن غرسة بينما يقوم بشراء بعض الخضار في سوق مدينة جنزور غرب طرابلس، “السياسيون ساهموا في هذه التبعية للأجنبي، نراهم يمتنعون عن الحوار داخل ليبيا، فيما يهرولون إلى عواصم أجنبية لتفرض عليهم أجندة دول بعينها، بدلا من صناعة قرارهم السياسي داخليا بعيدا عن التأثير السلبي الخارجي”.

وسقط القذافي بعد انتفاضة شعبية عارمة ضده تلاها تدخل عسكري شاركت فيه فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وتدعم الإمارات ميليشيات حفتر في محاولتها الانقلاب على حكومة الوفاق الوطني منذ نيسان/أبريل الماضي.

ويرى تاجر الملابس سالم فرج المحمودي أن المجتمع الدولي “فشل في كبح جماح الدول الداعمة لحفتر”، مضيفا أنّ تلك الدول “تقوم باستغلال الهدنة لنقل تعزيزات عسكرية استعداداً لمعركة كبرى في طرابلس”.

وأسفرت المعارك في محيط طرابلس، وتحديداً جنوبها، عن مقتل أكثر من 280 مدنياً، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألف شخص منذ اندلاع المعارك.

ويواصل أعضاء مجلس الأمن ال15 في نيويورك مناقشة مشروع قرار في شأن ليبيا من دون أن يتوافقوا حتى الآن على نص يطرح للتصويت.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان صدر نهاية الشهر الماضي، عن “الأسف الشديد للانتهاكات الصارخة المستمرة” في ليبيا خاصة بفعل تدخلات دول خارجية أبرزها الإمارات.

وأكدت أن “الهدنة الهشة مهددة بما يجري من استمرار نقل المقاتلين الأجانب والأسلحة والمنظومات المتقدمة إلى الأطراف من الدول الأعضاء، من بينها دول شاركت في برلين”.

وتابع البيان “على مدار الأيام العشرة الماضية، شوهدت العديد من طائرات الشحن والرحلات الجوية الأخرى تهبط في المطارات في الأجزاء الغربية والشرقية من ليبيا، لتزويد الأطراف بالأسلحة المتقدمة والمركبات المدرعة والمستشارين والمقاتلين”.

ويعرب الطالب الجامعي محمد الباروني عن اعتقاده بأن استمرار الحرب في طرابلس لفترة طويلة “شجع الدول الداعمة لطرفي النزاع على إرسال دعمها العسكري دون خجل أو خوف من المجتمع الدولي”.

ويقول “باتت العاصمة ومحيطها وكراً للمرتزقة سواء مع قوات حفتر أو حكومة الوفاق، تحولت ليبيا إلى مكب بشري لمرتزقة العالم، استعداداً لمعركة لا نعلم مصيرنا جرائها”.

ونشرت في المدة الأخيرة وسائل إعلام محلية صورا ومقاطع فيديو لم يتسن التحقق من صحتها تظهر أسلحة تركية ومقاتلين سوريين موالين لأنقرة وصلوا حديثا إلى طرابلس ليقاتلوا الى جانب قوات حكومة الوفاق.

كما تحدثت تقارير عن نقل أسلحة وذخائر ومقاتلين إلى مطارات وقواعد عسكرية في شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة قوات حفتر.

واجتمع الثلاثاء للمرة الأولى ممثلون عسكريون عن الطرفين في جنيف، في إطار اللجنة العسكرية المشتركة المنبثقة عن مؤتمر برلين. وأعلن الموفد الدولي الى ليبيا غسان سلامة في أعقاب الاجتماع أنّ الطرفين وافقا “على مبدأ” تحويل الهدنة “إلى وقف فعلي ودائم لإطلاق النار”.

لكن ابتسام المزوغي، وهي أم لأربعة أبناء وموظفة متقاعدة، ترى أنّ “الفرصة ضاعت من يد الليبيين وأصبح جليا أن الحرب الأهلية هي المستقبل الذي ينتظرنا”. وتقول “سنكتفي بمشاهدة واقع يزداد سوداوية يوما تلو الآخر”.

وتبدي الموظفة المتقاعدة خشيتها من أنّ “ليبيا مقبلة على مشروع يشبه إلى حد كبير سوريا”، معتبرة أن بلدها “سيقسم إلى مناطق نفوذ أجنبي”.

وتضيف “الحديث عن مؤتمر برلين أو حوار جنيف ليس لإنهاء الحرب، وإنّما فقط لوضع اللمسات الأخيرة على مناطق نفوذ اللاعبين الدوليين”.

وانتشرت بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر “مرتزقة” يقاتلون إلى جانب ميليشيات حفتر.

وبث ناشطون مشاهد حصلوا عليها من هواتف “مرتزقة” من تشاد، وشركة “فاغنر” الأمنية الروسية، يعتقد أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، جلبهم إلى ليبيا.

بينما أظهرت مشاهد على فيسبوك جرحى من المرتزقة وبعض الليبيين من مليشيات حفتر يقومون بإسعافهم.

وعلق أحد النشطاء على المنشور بوضع صورة لخبر عن صحيفة روسية تؤكد مقتل 35 مرتزقة روسيا من “فاغنر” تابعين لحفتر.

وانتشرت كذلك مقاطع أخرى لعناصر من الجنجويد (سودانيون) وجنسيات إفريقية أخرى، تم نشرها على تويتر، تبين لحظة الاستعداد للدخول في قتال.

وأضاف الناشط الذي أطلق على حسابه اسم صحري تعليقا على المنشور قال فيه: “المقطع يظهر فيه مرتزقة تشاد بشكل واضح ولا ننكر وجود الجنجويد”.

وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مؤخرا أن السعودية تكفلت بمصاريف مرتزقة الفاغنر الروس في صفوف حفتر.

وفي وقت سابق، كشف قيادي في قوات حكومة الوفاق الليبية، أن مليشيات حفتر استعانت بمرتزقة سوريين موالين لنظام بشار الأسد، تم نقلهم مؤخرا في أكثر من 12 رحلة جوية إلى شرق ليبيا.

كما رصد فريق خبراء الأمم المتحدة فصائل المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف حفتر بالأعداد والأسماء، وأكد الخبراء أن المرتزقة في صفوف حفتر جاء أغلبهم من السودان وتشاد.

يشار إلى أن نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي نشروا صورا لسودانيين يستعدون لمغادرة ميناء راس لانوف الليبي، بعد رفضهم الاستمرار في العمل مع شركة “بلاك شيلد” الإماراتية، التي خدعتهم بعقود عمل كحراس أمن، ثم أرسلتهم إلى منطقة خاضعة لسيطرة مليشيات خليفة حفتر للقتال.

وتظاهر مئات السودانيين، أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الخرطوم، احتجاجا على تجنيد أبنائهم في القتال مع مليشيات خليفة حفتر بعد خداعهم من شركات أمنية إماراتية.

كما نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا عن “تورط” أبوظبي، في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا إلى جانب مليشيات حفتر.

وذكرت تقارير إعلامية أن مليشيات حفتر، لجأت إلى تجنيد مرتزقة من تشاد والسودان والنيجر، بالإضافة إلى مرتزقة شركة فاغنر الروسية، بتمويل خليجي.